سيرياستيبس :
قال الخبير الاقتصادي والمصرفي الدكتور إبراهيم نافع قوشجي، إلى أن الاعتماد المتزايد على الدولار الأميركي في عمليات التسعير والتبادل التجاري داخل الأسواق السورية، في ظل ضعف السيولة بالليرة السورية وتراجع قدرتها الشرائية، قد أسهم في تخفيف الضغط على الطلب المحلي على الليرة.
ويرى قوشجي أن هذا التحول لم يبلغ بعد مرحلة “الدولرة الكاملة”، إذ لا تزال الليرة السورية تحتفظ بدورها في التداول المحلي، مما يشير إلى استمرار وجودها كمكوّن نقدي فاعل في السوق.
وعلى مستوى الاقتصاد الكلي، يعتبر قوشجي خلال حديثه مع صحيفة الثورة أن هذا الواقع يعكس وجود كميات كبيرة من الدولار الأمريكي ضمن الدورة الاقتصادية السورية.. وإذا تمكن مصرف سورية المركزي من استقطاب هذه الكتلة الدولارية عبر أدوات فعالة في إدارة السيولة النقدية، فإنه سيكون قادراً على تكوين احتياطي أجنبي، معتبراً أن ذلك يُمكّنه من دعم سياسة سعر الصرف المعوّم الموجّه، وتعزيز الاستقرار النقدي والقدرة على التدخل في السوق عند الحاجة.
من جهة أخرى، يوفر هذا الواقع، بحسب الخبير الاقتصادي والمصرفي أن هناك
فرصة لإعادة تصميم أدوات السياسة النقدية بما يتلاءم مع البيئة الاقتصادية
الراهنة، من خلال تطوير آليات مرنة لاستيعاب الكتلة الدولارية المتداولة،
وتحويلها إلى رافعة استقرار بدلاً من مصدر اضطراب.
ويتطلب ذلك، كما يبين قوشجي، بناء إطار مؤسسي قادر على مراقبة التدفقات الدولارية، وتوجيهها نحو قنوات إنتاجية واستثمارية.
واضاف : هنا يجدر بنا الإشارة إلى احتمالية انخفاض قيمة الليرة السورية
مقابل الدولار الأميركي بسبب استعادة جزء من النشاط الاقتصادي واستيراد
متطلبات التشغيل.
لافتاً إلى أنه انخفضت قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي 5% خلال
الأيام الماضية.. ومشيراً إلى أنه تأتي هنا أهمية أدوات مصرف سورية
المركزي وأدواته في تعزيز الاستقرار النقدي الضروري لتحفيز النمو الاقتصادي
في مرحلة التعافي.