سيرياستيبس
مع استمرار تحولات أسعار الصرف بسبب حال عدم اليقين الاقتصادي وحروب الرسوم والتجارة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ عودته للبيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي، انخفض مؤشر الدولار الأميركي وهو مقياس مرجعي لأداء الدولار الأميركي مقابل اليورو وعملات اليابان والمملكة المتحدة وكندا والسويد وسويسرا أكثر من 10 في المئة خلال النصف الأول من العام الحالي، وهو أكبر تراجع له منذ عام 1973.
وانخفضت قيمة الدولار بنسبة 7.9 في المئة مقابل اليورو في الربع الثاني، وبنسبة 10.6 في المئة في النصف الأول، وانخفضت بنسبة 9.6 في المئة مقابل الفرنك السويسري في الربع الثاني، وأكثر من 11 في المئة خلال الأشهر الستة الأولى، وهو أضعف أداء له في النصف الأول مقابل الفرنك منذ أكثر من عقد، مما يعني أنه حتى لو لم تجرِ البنوك المركزية أية تغييرات على محافظها الاستثمارية، فإن قيمة حيازاتها من العملات غير الدولارية عند التعبير عنها بالدولار زادت، مما أدى إلى انخفاض مماثل في حصة حيازاتها الدولارية.
وضمن التعاملات الأخيرة، ارتفع اليورو 0.3 في المئة إلى 1.1767 دولار وهو أعلى مستوى له منذ الـ24 من سبتمبر (أيلول) الماضي، وانخفض الدولار 0.3 في المئة إلى 147.46 ين للمرة الأولى منذ الـ19 من سبتمبر الماضي، مواصلاً تراجعه المستمر منذ ثلاثة أيام ووصل إلى 1.2 في المئة.
حصة اليورو في الاحتياطات تواصل الصعود وكشف تقرير حديث لصندوق النقد الدولي عن أن البيانات الأولية تشير إلى هبوط حصة الدولار من الاحتياطات المخصصة إلى 56.32 في المئة بنهاية الربع الثاني من العام الحالي، من 57.79 في المئة بنهاية الربع الأول، بانخفاض 1.47 نقطة مئوية، ومع ذلك، مع إبقاء أسعار الصرف ثابتة، ستتدنى حصته بصورة طفيفة فقط إلى 57.67 في المئة.
وتفسر تحركات العملات 92 في المئة من انخفاض حصة الدولار خلال الأشهر الثلاثة حتى يونيو (حزيران) الماضي، ويمكن رؤية تأثيرات مماثلة في سعر الصرف في العملات الأخرى، بما في ذلك اليورو، ثاني أكبر عملة احتياطية في العالم.
ويبدو أن حصة المطالبات باليورو ارتفعت إلى 21.13 في المئة خلال الربع الثاني من العام الحالي من 20 في المئة خلال الأشهر الثلاثة السابقة، بزيادة قدرها 1.13 نقطة مئوية.
ومع ذلك، كانت تأثيرات التقييم مسؤولة عن 1.17 نقطة مئوية من هذا الارتفاع، أي أكثر من الحركة نفسها.
وأشار صندوق النقد إلى أنه إذا ظلت أسعار الصرف مستقرة، لكانت حصة اليورو انخفضت بمقدار 0.04 نقطة مئوية لتصل إلى 19.96 في المئة خلال الربع الثاني من العام، وهنا يخفي تأثير التقييم فعلياً اتجاه تغير الحركة الأساسية للعملة. وبالمثل بالنسبة إلى الجنيه الاسترليني، يبدو أن الحصة ارتفعت، بينما كانت في الواقع ستنخفض مع ثبات أسعار الصرف.
وذكر أنه في ظل بيئة عالمية ديناميكية، يعد قياس بيانات الاحتياطات بصورة صحيحة أكثر أهمية من ذي قبل.
وقال الصندوق "تقدم أرقامنا المعدلة بحسب سعر الصرف وصفاً أكثر دقة لكيفية إدارة البنوك المركزية لمحافظها الاستثمارية وما يعنيه ذلك للنظام المالي العالمي".
أدنى مستوى للعملة الأميركية في أسبوع وفي التعاملات الأخيرة، تراجع الدولار الأميركي إلى أدنى مستوياته في أسبوع مقابل عملات رئيسة مع بدء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة الذي ربما يؤخر صدور بيانات مهمة للوظائف.
وانتهى التمويل الحكومي عند منتصف ليل أمس الأربعاء في واشنطن، بعدما أخفق الجمهوريون والديمقراطيون في التوصل إلى اتفاق موقت في اللحظة الأخيرة.
وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ جون ثون إن المجلس سيصوت مجدداً على مشروع القانون الذي أقره مجلس النواب.
وبحلول منتصف تعاملات جلسة اليوم، انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة من بينها اليورو والين بنحو 0.2 في المئة إلى 97.635 نقطة، بعدما تراجع في وقت سابق إلى نحو 97.584 نقطة.
أول من أمس الثلاثاء، حذر ترمب الديمقراطيين في الكونغرس، من أن السماح بإغلاق الحكومة الاتحادية سيسمح لإدارته باتخاذ إجراءات "لا رجعة فيها"، تتضمن إنهاء برامج مهمة لهم.
وأعلنت وزارتا العمل والتجارة أن الهيئات الإحصائية التابعة لهما ستتوقف عن نشر البيانات في حال حدوث إغلاق جزئي للحكومة، ويشمل ذلك تقرير الوظائف غير الزراعية المقرر صدوره بعد غد الجمعة والذي تعتبره الأسواق مؤشراً رئيساً على تحديد احتمال خفض مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة بنهاية الشهر الجاري.
وفي ظل غياب البيانات الرسمية، يتجه التركيز بصورة أكبر نحو المؤشرات الاقتصادية الصادرة عن القطاع الخاص.
وضمن مذكرة بحثية حديثة، قال رئيس قسم العملات الأجنبية في بنك "الكومنولث" الأسترالي جوزيف كابورسو إن "الدولار الأميركي سيستأنف هبوطه اليوم إذا أشار المسار السياسي إلى إغلاق طويل الأمد، إذ يمكن لمزيد من البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة أن تزيد من الضغط على الدولار".
اندبندنت عربية
|