سيرياستيبس
يشارك في ضمن أعمال القمة الثانية لمراجعة نتائج النظم الغذائية 4 UNFSS+، شاركت منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) والمنظمة العربية للتنمية الزراعية (AOAD)، في تنظيم الجلسة الإقليمية حول "تعزيز التمويل من أجل التحول في نظم الغذاء المقاومة للمناخ والتعافي بعد النزاعات في المنطقة العربية"، وذلك يوم الاثنين 28 يوليو2025 بمقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا.
ويهدف الاجتماع الى تسليط الضوء على الفرص الاقليمية للتعاون في تعزيز النظم الغذائية المستدامة، واستكشاف استراتيجيات التمويل والاستثمار لدعم النظم الغذائية المقاومة للمناخ في المنطقة العربية، ومناقشة مناهج الحوكمة والتخطيط والسياسات لتحويل النظم الغذائية في سياقات ما بعد النزاع والبيئات الهشة.
وقد ترأس وفد أكساد في هذه الجلسة سعادة الدكتور نصر الدين العبيد، المدير العام لأكساد، الذي شارك ضمن محور تعزيز الزراعة المقاومة للمناخ في المنطقة العربية من خلال التمويل المبتكر مثل تمويل المناخ، ومبادلات الديون، والاستثمارات الاجنبية الخضراء في الأراضي، حيث أشار الى سعادته الى أن الظروف والعوامل السائدة في المنطقة العربية أصبحت تهدّد أمنها الغذائي خاصة في ظل ندرة الموارد المائية المتاحة، وتفاقم آثار ومظاهر تغيرات المُناخ، وتدهور الأراضي وتصحرها، وتراجع حالة المراعي والغابات، وتأذّي النظم البيئية والتنوع الحيوي، وتناقص إنتاجيات المساحات الزراعية والثروة الحيوانية، وانخفاض المستوى التكنولوجي للإنتاج، وغيرها من المظاهر والتي أصبحت سمات للنشاط الزراعي في أغلب الدول العربية، وأن المرحلة المقبلة سَتَتّسِمُ بأزمات بيئية واجتماعية واقتصادية حادة، بل كارثية، مدفوعة بالاتجاهات الجيوسياسية، مما يفضي إلى خلل كبير في استدامة الموارد والعرض والطلب على الموارد الطبيعية والمياه والغذاء والطاقة، ولن يكون بمقدور أي دولة عربية أن تسلم من النتائج والآثار، أو أن تواجهها منفردة.
وقد أشار الى مساهمة منظمة المركز العربي "أكساد" في تحقيق كلٍ من الأمنين الغذائي والمائي، وتحســين حالة النظــم البيئيــة والزراعيــة، ونجاحها في اســتنباط 87 صنفاً مــن القمــح والشــعير، ذات كفــاءة إنتاجيــة مرتفعــة، وأكثــر تحمــلاً لظروف الجفــاف والأمراض، إلى جانب العديد من أصنافٍ من الأشــجار المثمــرة، والنباتات الرعويــة الأكثــر تكيفــاً مــع بيئــات المناطــق الهامشــية، وذات القيمــة العلفيــة العالية، كما عمل على نشــر الابتكارات والممارسات الزراعيــة الذكيــة مُناخيــاً، والممارسات الكفؤة في استخدام مياه الري، وعكس اتجاهات تدهور الأراضي وصيانتها، إلى جانب بناء القدرات العربية وتنظيم العديد من الفعاليات لتبادل الخبرات والتجارب وقصص النجاح.
وقد أولــى أكســاد خلال الســنوات الأخيــرة أولويــةً متقدمــة لموضــوع تغيــر المُنــاخ، والتكيــف مــع تأثيراتــه الســلبية، حيــث نفــذ العديــد مــن المشــاريع والدراســات فــي هــذا المجــال، كان أهمهــا مشــروع دراســة التغيــرات المُناخيــة فــي المنطقــة العربيــة، وتأثيرهــا فــي المــوارد المائيــة الســطحية والجوفيــة (ريــكار-RICCAR)، الــذي تــمّ إنجــازه بالتعــاون مــع لجنــة الأمــم المتحــدة الاقتصاديــة والاجتماعيــة لغــرب آســيا /الاســكوا، ومنظمــاتٍ دوليــةٍ أخــرى، وقــد كان مــن أهــم نتائجــه، أنّ معــدّل ارتفــاع درجــة الحــرارة فــي المنطقــة العربية ســيصل وفــق ســيناريو الانبعاثــات الغازيــة الأســوأ (RCP8.5) إلــى 2.15 درجــة مئويــة، خــلال منتصــف القــرن (2065-2045)، وإلــى نحــو 4.03 درجــة مئويــة، خــلال فترة نهايــة القــرن (2081-2100).
وأشار الى ان أكســاد نفّذ العشــرات مــن مشــاريع حصــاد ميــاه الأمطــار فــي المنطقــة العربيــة، لتأميــن الميــاه اللازمــة للــري التكميلــي، وســقاية الماشــية خــلال فتــرات الجفــاف، وتحســين الكفــاءة الإنتاجيــة (اللحــم، والحليــب)، والتناســلية لحيوانــات المزرعــة (الأغنــام، والماعــز الشــامي، والإبــل)، وتحســين مقدرتهــا علــى التكيــف مــع التغيــرات المُناخيــة.
وقد اكّد سعادة الدكتور العبيد على انه قد آن الأوان لتبنّي إجراءات فورية لتحويل نظم الزراعة والغذاء في المنطقة العربية، ومن شأن العمل معاً أن يفضي إلى ضمان وجود أنماط إنتاج واستهلاك مستدامة، وتكون النتيجة نمو اقتصادي شامل قائم على الحد من أوجه عدم المساواة ويصب في مصلحة الجميع، وقــد آن الأوان لتوحيــد الجهــود العربيــة.
*ودعا الدكتور نصر الدين العبيد مدير عام اكساد الى إطلاق تحالف عربــي يعنى بتحويل النظم الغذائية وتمويله وصولاً لتحقيق الأمــن الغذائــي واستدامة الموارد في ظل التحديات الحالية والتطورات الناشئة، لا بد من التركيز خلال المرحلة المقبلة على التمويل والاستثمار في مجالات البحث العلمي وبناء القدرات وتعزيز الممارسات الخضراء للمنتجين والمستهلكين، وتقليل البصمة البيئية الناجمة عن نظم الزراعة وإنتاج الأغذية وتصنيعها وتوزيعها، للوصول إلى نهج شامل ومنسق لتحويل نظم الزراعة والغذاء إلى نظم أكثر كفاءةً وشمولاً واستدامةً وقدرةً على الصمود.* وشهدت الجلسة الإقليمية مشاركة عدد من معالي وزراء وممثلين عن الدول العربية، وخبراء إقليميين ودوليين، ومنسقي الأمن الغذائي، إلى جانب ممثلي منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة، حيث ناقش الحاضرون سبل تعزيز القدرة على الصمود وبناء نظم غذاء أكثر استدامة ومرونة في مواجهة التغيرات المناخية والتحديات التنموية.
|
طباعة هذا المقال
أرسل إلى صديق
.gif){kind=logo}
