دمشق - سيرياستيبس :

استناداً للمعطيات والوثاق المثبتة "الأمرالذي تؤكده مصادر في وزارة التموين والتجارة الخارجية " , فإن مادة المتة تُباع في سورية بأقل من تكلفتها ويعود السبب في ذلك الى آليات التسعير الخاطئة التي طالت المتة في عهد الوزير السابق حيث تم تسعيرها بأقل من تكلفتها كونها لاتمول بالسعر الرسمي وتخضع لتقلبات سعر الصرف .

ومما لايعرفه كثيرون فإنّ المتة لاتتمول بالسعر الرسمي وهذا يعني ان ارتفاع التكاليف حكماً طالها كما كل السلع الأخرى التي لاتتمول , ولكن لأنّ تسعيرها يتم من قبل وزارة التجارة الداخلية والتموين باعتبارها تدخل ضمن خانة السلع الاساسية فإن تواجدها في السوق الآن هو دون تكلفتها ما فتح المجال لاحتكارها وتهريبها كونها أرخص من الدول المجاورة ..

وهذا يعني أن مشاكل المتة تتأتى بشكل رئيسي من ألية تسعيرها . .

على كل لسنا في وارد الحديث عن الظروف التي يتم استيراد وتسعير المتة على أساسها .

 اليوم كلنا يتذكر أنّ ثمة اتفاق جرى الحديث عنه لوسائل الإعلام بين المورد الرئيسي للمتة في سورية والسورية للتجارة وباشراف الوزير السابق عبدالله الغربي ومباركته بدليل أنّه أعلن عن الموضوع في مجلس الشعب ونقصد طبعا خلق اسم تجاري جديد للمتة خاص بالسورية للتجارة هو متة " اوغاريت " وحتى اليوم تمت بعض الخطوات الأولية في طريق إطلاق متة اوغاريت ولكنها لم تر النور حتى الآن ..

والسؤال : ما المانع أن يتم خلق متى أوغاريت لصالح السورية للتجارة .. والحالة المؤسساتية تدفعنا للسؤال عن مصير متة أوغاريت .. لماذا لايتم الاتفاق الآن وفي ظل هذه الظروف مع مورد المتة ليستورد المادة لصالح السورية للتجارة بسعر التمويل الرسمي وهكذا نضمن توفر المتة بسعر مدعوم فعلا في حين يستورد هو خارج تمويل المستوردات ويسعرتماما كما يحصل في السكر والرز ولكن هنا لايقدم 15 % من استيراده بل يقوم بالاستيراد للمؤسسة بالسعر الرسمي . في حين يقوم هو بعملية الاستيراد بالدولار التجاري . هذا من شأنه تصحيح وضع المتة في السوق مع الاشارة هنا الى أنّ أكثر من مستورد عرض نفس الآلية للاستيراد لصالح السورية لمواد أساسية مثل السردين والسكر وحتى الزيت . هذه الآليه من شأنها ضمان توفر المادة وعدم تهريبها والأهم فإن بيعها في السورية للتجارة بموجب البطاقة الذكية سيمنع التجار من شرائها للاستفادة من فرق السعر.

كذلك الحال في المتة المادة التي يستهلك السوريون منها أكثر من 20 مليون كيلو سنويا وتشكل واحدة من السلع الشعبية الأساسية في العديد من المحافظات والمناطق السورية ما يرشحها لأن تكون ضمن قائمة المواد التي سيتم دعمها وفق البطاقة الذكية .

وهذا ما يؤكد ضرورة أن يكون هناك اسم تجاري هو " اوغاريت " تم الاتفاق عليه بين وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك والسورية للتجارة وبين مورد المتة الرئيسي لاستيرادها لصالح السورية للتجارة بسعر التمويل وتوفيرها في صالات السورية للتجارة مدعومة وخارج السورية للتجارة فيتم التسعير وفق سعر الدولار التجاري المستخدم للاستيراد . والأمر ليس صعبا على الإطلاق .

 لعله الحل القادم الذي سيفرض نفسه على العديد من السلع الأساسية التي تريد الدولة أن تبيعها وتوفرها بسعر مدعوم في صالات السورية لتجارة .

بالمحصلة وفي ضوء اعلان الدولة عن اجراءات للسيطرة على سعر الصرف وتخفيضه فإن ذلك سيعرض السلع لحالة من الاستقرار السعري في السوق المحلية ؟

هامش : من شروط استقامة الاسعار ... وجود سياسة تسعير صحيحة من الجهات المعنية توافقا مع التكلفة وليس مع مشاعر البعض ؟

هامش 2 : المتة و السردين و التونا والرز والزيت كلها قابلة للتوفر بسعر مدعوم في السورية للتجارة حصا في حين تبدو خارجها مسعرة وفق السعر غير المدعوم ووفقا لتكلفة الاستيراد خارج نطاق تمويل المستوردات من المركزي السوري .

طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق