ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:28/03/2024 | SYR: 14:12 | 28/03/2024
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 الرئيس أثلج صدورنا بإنصافه للإعلام السوري .. واعتباره محققاً لنقلة نوعية رغم الظروف الصعبة
03/09/2020      


سيريا ستيبس – علي محمود جديد

أخذ الاعلام حيزاً واسعاً وفي موضعين منفصلين في حديث السيد الرئيس بشار الأسد أمام الحكومة الجديدة، ونعتقد أن الإعلاميين السوريين يشعرون اليوم بمزيد من الارتياح، فقد أثلج صدرنا الرئيس بحديث شفاف وصادق عن الإعلام ودوره، وعن ذلك الفرق الذي من الواضح أنه يختلط على الكثيرين، بين الإعلام الحقيقي – إن كان تقليدياً أم إلكترونياً محترفاً – وبين فوضى الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي قال عنها الرئيس بأنها ( ليست إعلاماً .. الإعلام له أسس معينة ) وبالفعل كذلك .. هي ليست إعلاماً، فللإعلام الصحيح والصادق والموثوق أسس لا يحيد عنها.

وفي الواقع فإن النظريات الإعلامية والتي تهتم بتحديد مفاهيم الاعلام وركائزه تعتبر أن مفهوم الثقة بالإعلام من القضايا الأساسية التي لا يجوز التخلي عنها، بل هي جوهر العمل الصحفي البناء، وأن نجاح الصحفي وجريدته في أداء الرسالة الإعلامية يرتبط إلى حد كبير بثقة المستقبلين والمتلقين للمعلومات عن تلك الوسيلة وذلك الصحفي.

من هنا ندرك كم كان حديث السيد رئيس الجمهورية هاماً وثميناً بدعوته الصريحة والواضحة إلى ضرورة ( تشجيع هذا الإعلام التقليدي والالكتروني على البدء بمتابعة مثل هذه القضايا من خلال تحقيقات ووثائق لكي نقطع الطريق على الإشاعات والتقولات.. ) وهذه القضايا التي كان يتحدث السيد الرئيس بصددها هنا هي قضايا الفساد، ورأى سيادته بالمحصلة أن ( مكافحة الفساد يجب أن تكون شاملة وعبر الإعلام طبعاً.. الإعلام دوره مهم جداً وخاصة في قضايا التحقيقات.. ) إنه تركيز شديد على الثقة بالإعلام والإعلاميين، فإنْ كانت الثقة تتولد من خلال التزام الصحفي والوسيلة الإعلامية بمصدر المعلومات، فإنّ إجراء التحقيق الصحفي في القضايا – ومن ضمنها قضايا الفساد طبعاً – من شأنه التعمق إلى حدّ كبير في إضفاء الثقة على العمل الصحفي، والحرص على جوهره.

نقلة نوعية للإعلام السوري

بعد أن أوضح السيد رئيس الجمهورية أهمية الإعلام في إطار مكافحة الفساد، ورسم بوضوح الفرق بين الإعلام التقليدي والإلكتروني المحترف، وبين فوضى الأنترنت والسوشيال ميديا، عاد ليفرد حيزاً مستقلاً عن الإعلام السوري، والذي لن نخفي غبطتنا أبداً أن اعتبره الرئيس محققاً نقلة نوعية، فليس أمراً عادياً أن يصل الرئيس بنا إلى هذه القناعة المُثلجة للصدر فعلاً:

الإعلام السوري حقق نقلة جيدة بظروف صعبة – هكذا قال الرئيس .. وأضاف – ومن واجبه اليوم أن يستمر في ملاحقة مكامن الخلل دون تردد.. ومن واجب المسؤولين الاستجابة.. إن كان بمقابلة.. أو ببيان.. أو بنقل المعلومة بطريقة ما عبر المكاتب الإعلامية.. هناك طرق مختلفة للتفاعل مع الإعلام ونقل المعلومة.. ومن الضروري توسيع دائرة الحوار في الإعلام السوري سواء مع المواطنين أو المختصين أو المسؤولين.. هذا يرفع مستوى الحوار والمعرفة.. ويرفع قدرتنا جميعاً في المجتمع السوري على إيجاد الحلول للمشاكل برؤية أوسع بدلاً من الرؤى الضيقة التي تنشأ من خلال الحوار بين مجموعات محدودة وخاصة عندما نحصر الحوار فقط داخل مؤسسات الدولة.. وعلى الحكومة دعم الإعلام في أخذ دوره الفعال وتحقيق كل العناصر التي تؤمن له النجاح بدلاً من العرقلة.. )

كم هو هام ومريح هذا المفهوم ..؟ فهنا أساساً تكمن مشاكلنا ومتاعبنا مع مصادر الأخبار الموثوقة التي توفر لنا المُضيّ بقوة نحو الإمساك بجوهر الثقة بوسيلة الإعلام إن كانت تقليدية أم إلكترونية محترفة، طبعاً هناك من يستجيب ويتعاون، ولكن نصطدم بالكثير من الذين لا يرغبون بالتعاون، وغالباً ما يكون الرفض بشكل غير مباشر عبر ادعاءات ومزاعم غير دقيقة ولا مقنعة، كالادعاء بالانشغال الشديد، أو بالاجتماعات المتلاحقة التي لا تنتهي، والمفاهيم التي تناولها السيد الرئيس تقطع الطريق في الحقيقة على أولئك المتملصين، عندما وضعهم أمام خيارات متعددة ( من واجب المسؤولين الاستجابة.. إن كان بمقابلة.. أو ببيان.. أو بنقل المعلومة بطريقة ما عبر المكاتب الإعلامية.. ) ونحن في الواقع نرحب بكل هذه الخيارات، ولا نريد أن نكون معرقلين للأعمال، فالمهم عندنا هو النتيجة .. صحة المعلومة .. والتمسك بجوهر الثقة.

ووضع الرئيس أمام أعضاء الحكومة مفهوماً إعلامياً رائعاً جديداً نأمل أن يأخذوا به، ولكن نعتقد – بناء على التجربة – أنه ليس من السهل على الكثير من المسؤولين ذلك، فقد اعتادوا على العكس تماماً، وتمثّل هذا المفهوم بأن اعتبر السيد الرئيس بأنّ طرح المشاكل هو دعم للمسؤول وليس هجوماً عليه.. هو مساعدة له.. الناس ترى المشاكل فأين المشكلة أن نراها على الإعلام.. بالعكس هي مساعدة وهي منصة للمسؤول لكي يدافع عن وجهة نظره ولكي يشرح أيضاً وجهة النظر هذه.. والظروف المحيطة بهذه المشكلة.. ) ولكن في الحقيقة هي مشكلة المشاكل عند الكثير من المسؤولين، فهم غالباً يميلون إلى ( ضبضبة ) العديد من المشاكل وإخفائها كي تبقى محجوبة عن الرأي العام، ويعتبرون أن طرحها منقصة، وإنما هي في الواقع فعلاً مساعدة ومنصة للمسؤول للدفاع عن وجهة نظره، أي أنها فرصة حقيقية له يمكنه استثمارها.

وتحدث السيد الرئيس في هذا الإطار عن قضايا أخرى في غاية الأهمية تهدف بشكل نهائي لأن يكون الإعلام جسراً لعبور المسؤول نحو المواطن .. أو العكس، فتحدث عن مشكلة التواصل، وأهمية أن يشرح المسؤول للناس ما هي المشاكل التي تواجهه..؟ ما هي أسبابها.. ؟ كل ما يحيط بها بشكل شفاف وعفوي.. ( استخدام الإعلام الرسمي أيضاً ضروري جداً.. عندما نستخدم الإعلام الرسمي لنقل المعلومات الحقيقية والصادقة فنحن نحول الإعلام إلى مرجعية موثوقة للمعلومة.. وبهذه الطريقة نقطع الطريق على فوضى الانترنت.. وبالمناسبة هذه الفوضى شيء طبيعي لأن الانترنت هي ليست مؤسسة تتبع لجهة محددة.. كل من يشاء يقول ما يريد.. ولكن المواطن دائماً يبحث عن جهة يثق بها لكي يأخذ منها المعلومة.. ومبادرتنا بهذا الاتجاه هي التي تقطع الطريق على هذه الفوضى وعلى سلبيات هذه الفوضى..)

يمكن أن نتحدث الكثير عما تفضّل به السيد رئيس الجمهورية، ولكن نكتفي بذلك ونقول ختاماً .. وعلى الملأ : لقد أنصفنا الرئيس .. ونشعر بكثير من الانتعاش حيث أُثلِجتْ صدورنا .. ونأمل من المسؤولين الاستجابة لهذه التوجيهات، وأخذها على محمل الجد والتنفيذ .. وليس بالكلام فقط .

 

 

 

 


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق