ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:15/12/2024 | SYR: 02:39 | 15/12/2024
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 حلب تعيش على الكفاف
شكاوى من داخل المدينة بتفاصيل موجعة.. ويقين بخلاص قريب
07/12/2024      


 

سيرياستيبس :
ميليا اسبر :

تسطّر مدينة حلب هذه الأيام ملاحم انتصار كبيرة سيخلدها التاريخ، ملحمة الجيش الذي يستبسل في الدفاع عن أرضها، يضاف إليها  ملحمة صبر وصمود الأهالي الذين رغم الخوف وظروف العيش في ظل دخول العصابات الإرهابية إليها وصعوبة  تأمين قوتهم اليومي مازالوا رافضين بشكل قاطع كل ما يسوق له العدو التركي من أن حلب لهم  تاريخياً وأنه حان الوقت لاسترجاعها.. مؤكدين أن حلب مدينة سوريّة منذ الأزل، وستبقى هكذا إلى أبد الآبدين.. واصفين ادعاءات تركيا حول استرجاع حلب بأنها ( حلم إبليس بالجنة )، وما تمر به حلب الآن غيمة سوداء وستمر بسلام.
” تشرين ” تواصلت مع عدد من الأهالي الموجودين داخل المدينة لمعرفة مايجري داخلها وكيف يدبرون أمورهم في ظل وجود عصابات إرهابية، لكن جميع من تواصنا معهم طلبوا عدم ذكر أسمائهم حفاظاً على سلامتهم وسلامة عائلاتهم.
خلال حديثنا مع شخص في منطقة المحافظة بمدينة حلب أكد أنّ هدوءاً حذراً  يسود المدينة، فالحركة قليلة جداً في الشوارع، وأغلب السكان ملتزمون بمنازلهم ولايخرجون إلا لشراء حاجاتهم اليومية التي أصبحت أسعارها مرعبة، مناشداً جميع الأطراف بفتح ممرات آمنة من أجل الخروج من حلب لحين عودة الأمان والاستقرار إليها.
كما  تواصلت “تشرين” أيضاً مع شخص يقطن في حي الأشرفية الواقعة تحت سيطرة قوات “قسد”، حيث أكد أن الخروج من المنزل مسموح، لكن سيراً على الأقدام فقط دون السماح لهم باستخدام أي نوع من الآليات، مشيراً إلى أن المواد  الأساسية متوافرة، ولكن تضاعفت أسعارها بشكل كبير، ولاسيما السكر والزيت والرز، بينما أسعار الخضار لاتزال مقبولة.
أما بخصوص الاتصالات الخليوية، فقد تم إصلاح العطل الإلكتروني بمقاسم شركة  mtn وشركة سيرتيل، لافتاً إلى أن الأجهزة تقلع تدريجياً لتعمل بطاقتها القصوى للاتصالات وللإنترنت عبر الموبايل، أما بالنسبة للماء فالوضع غير مستقر، ولايوجد لدينا إلا التقنين المنزلي، منوهاً بالبدء في محاولة إيجاد مصادر مؤقته(صهاريج) مثلاً لمن انقطع مخزونه، و يجب ضبط تسعيرة الألف ليتر المعبأ بالصهريج، فهناك من يستغل الوضع و يطلب 200 ألف ليرة قيمتها، و أحوال الناس لا تحتمل إطلاقاً.
لمعرفة المزيد حول وضع مدينة حلب حالياً، أوضح الباحث بالشأن الاقتصادي شادي أحمد لـ” تشرين ” أنه حتى الآن مازال الاستهلاك المحلي في حلب  يتم عن طريق البضائع الموجودة في المخازن، ولكن بطبيعة الحال تقوم المجموعات الإرهابية بسرقتها والاستيلاء  على معظمها، هذا الأمر أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار، ولكون الطرق مقطوعة، فإن الإمدادات والمساعدات الإنسانية والإغاثية لاتصل بالشكل الكافي والجيد، من هنا يعول على تكاتف المجتمع المحلي قدر الإمكان ريثما تظهر تباشير التحرير، وتالياً استعادة حلب مكانتها الاقتصادية  والحضارية في سورية.
أما بالنسبة لموضوع ارتفاع الأسعار، فقد بيّن أحمد أنه عادة في المعارك والحروب وفي المدن المحتلة أو المحاصرة ينشأ هناك ارتفاع أسعار  بسبب نقص المواد،    لذلك أعتقد هنا أن المجتمع الأهلي يجب أن يكون متكاتفاً مع بعضه بشكل جيد حتى نضمن ألا يستثمر الإرهاب هذه الحالة بفرض واقع اقتصادي جديد.
ولدى السؤال إذا كانت هناك معلومات تقديرية حول خسائر الاقتصاد في حلب منذ بدء الهجوم السافر عليها وحتى تاريخه، أجاب أحمد بأنه لا توجد حتى  الآن تقديرات مباشرة للخسائر الاقتصادية، ولكن حلب تمثل بين 25 – 30 % من الاقتصاد السوري بشكل عام وهذا كان قبل الحرب، بينما حالياً أغلقت معظم معامل الإنتاج في حلب بسبب هذا الغزو الإرهابي.
وأضاف: باعتقادي الآن إن توقف حلب عن الإنتاج فسوف تكون له  آثار سلبية. موضحاً أنه عندما  تنفد هذه المخازين فسوف يكون  لدينا وضع صعب جداً،   لذلك فإن تحرير حلب واستعادة العملية الاقتصادية سوف يكون غاية في الأهمية .
وختم أحمد بالقول: إنه بالنسبة للذين اضطروا للنزوح فهناك واجب إنساني موجه للضمير العالمي، لكن هناك جزء كبير من المجتمع الدولي أغلق آذانه، فالمنظمات  الدولية والإنسانية التي كانت تدّعي حماية المدنيين عندما تحدث النزاعات والحروب، لكن  لانجدها اليوم فغّالة بما يحدث في سورية على الإطلاق.


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق