دمشق - سيرياستيبس - خاص : تتسارع الأحداث في سورية
الجديدة , ولم تمض إلا ساعات ربما بعد تحرير دمشق حتى تم الاعلان عن هوية
الاقتصاد السوري بأنّه "اقتصاد حر تنافسي " , بينما أخذ تعريف هوية
الاقتصاد السوري كل السنوات الماضية دون الوصول الى نتيجة وتعريف واضح
ومحدد
في الحقيقة لم تكن هناك قدرة على تعريفه في ظل إدارات اقتصادية
تعسفية اعتمدت مبدأ العمل بالتوجيهات " من فوق " وامتنعت عن ممارسة دورها
الحقيقي فخرجت الكثير من القرارات لصالح فئات قليلة وأحيانا لمصلحة أشخاص
على حساب المصلحة العامة , في حين تم الامعان في ممارسة سياسات الجباية
والصغط على معيشة الناس حتى صار اكثر من 90 من الشعب فقيراً وبائساً .
اليوم
يجري الحديث عن عودة مرتقبة للكثير من رجال الأعمال والمستثمرين ورؤوس
الأموال للعمل في سورية وقد لايطول الانتظار خاصة مع إعلان حكومة الانقاذ
عن إلغاء الكثير من القرارات التي لطالما كبلت وهددت وجود قطاع الأعمال في
سورية
على مدى السنوات الماضية ونتيجة لفقدان الأمن الاقتصادي
والاستقرار في بيئة الأعمال بل وخضوع العمل الاقتصادي لسطوة أصحاب النفوذ
تدعمهم الادارات الاقتصادية " المُصادرة " تسبب ذلك في هجرة الكثير من رجال الاعمال من
صناعيين وتجار ومستثمرين , أحيانا تركوا مصانعهم لعدم القدرة على نقلها أو
لسرقتها , وأحيانا قاموا بنقل آلاتهم ومنهم من أسس لمشاريع جديدة من الصفر
.. مع الإشارة إلى أن أغلبهم استثمر في دول على بعد عشرات الكيلومترات فقط
من سورية ..
أبرز الدول التي هاجر اليها رجال الاعمال السوريين
كانت تركيا و الأردن و مصر والإمارات حيث أسسوا شركات ومشاريع صناعية
وسياحية وتجارية وأصبح لهم سمعة واسعة في البلدان الجديدة , بل إن بعضهم
يشكلون اليوم حالة اقتصادية حقيقية في تلك البلدان ويساهمون بفاعلية في
التوظيف و التصدير "لعل رجال الاعمال الحلبيين في مصرأوضح مثال على ذلك" .
انتقال
أموال السوريين إلى الدول الأخرى لم يقتصر على رجال الأعمال بل إنّ مئات
الآلاف من السوريين قاموا ببيع ممتلكاتهم في بلدهم سورية والسفر خارجها
للعمل وللدراسة وللنجاة من الوضع الاقتصادي ومن المستقبل الضبابي , "يقدر
خبير اقتصادي حجم الاموال التي أنفقها السوريون للهجرة والهروب من سورية بمئات المليارات من الدولارات
كانت كفيلة بإعادة إعمار سورية وأكثر, لكن النظام البائد لم يكترث لهذا
الاستنزاف ولم يعمل على تبني أية معالجة وظل على سياسته المتعنتة في
التضييق والضغط والجباية " في الحقيقة كان يقوم بنفس تصرف السوريين لقد كان
يجمع الأموال ويهربها الى الخارج تمهيدا لهروبه هو أيضا وهذا ما حدث بفارق واحد أنه هرب بالأموال التي نهبهها من الشعب "
اليوم يجري الحديث عن عودة العديد
من رجال الأعمال الى سورية والاستثمار فيها أو إعادة تشغيل معاملهم من جديد
, وضوحاً فإنّ أشكال عدة ستتخذها عودة رجال الأعمال بحسب عضو في مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق الذي كشف لسيرياستيبس
عن أنّ الكثير من رجال الاعمال في الخارج بدأوا وضع خطط للعودة الى البلاد
بينهم رجال اعمال كبار دون ان يذكرأسماء .. مشيرا أنّه بمجرد استقرار
الحكم في البلاد فإننا سنكون أمام عودة بالجملة لرجال الاعمال الى البلاد
ومع عودتهم سنشهد حالة من الحراك الاقتصادي الايجابي والمؤثر تبدو البلاد
بأمس الحاجة له ..
وأردف قائلا : كل رجال الاعمال في الداخل
والخارج ينتظرون القرارات الاقتصادية التي ستتخذها حكومة الانقاذ والتي
سترسم ملامح قطاع الاعمال ودوره في المرحلة القادمة معتبراً أنّ ما تم
اتخاذه من قرارات أو ما تم الحديث عنه حتى اليوم يبدو مبشرا للغاية ولكن لابد من اتمام الأمور وخلق بيئة اقتصادية آمنة ومحمية
.
|