سيرياستيبس
كتب الاعلامي أسعد عبود :
اتمنى مع المتمنين أن تغير الحكومة رأيها و تتواضع في أسعار الكهرباء التي تضمنتها التسعيرة الجديدة .. أتمنى ولا أتوقع .. وليس لدي مانع أن تفشل رؤيتي حتى قبل أن يقدر لهذه المقالة أن تظهر ، فنسمع أنّ صاحب قرار مقتدر فرض إعادة النظر .. و أمل الناس بهذا الخصوص منصرف و بشكل طبيعي إلى السيد رئيس الجمهورية ..
أنا .. بالضرورة سأكوى بنار التسعيرة الجديد للكهرباء مثل غيري ، من محدودي الامكانات بحدود المعاش التقاعدي و أمثالنا كثر .. لا أدري إن كانت سياسة الحيط .. الحيط .. لإدارة شؤون حياتنا .. ستضمن استمرار السترة .. و لعل مثل هذا الهم الخانق يصل للنسبة الغالبة بالتأكيد من الشعب السوري ، ولا سيما انها ليست الكهرباء وحدها التي تبالغ في تحدينا ، فالاسعار عموما رفعت من تكاليف المعيشة .. و رغم أنّ أسعار الكهرباء بصيغتها الجديدة لم تطبق بعد ، ترى الناس كل يده على صدره يخشى قادما مجهولا .. نرجو أن نكون جاهزين لمقاومته . الناس عموما ، جاهزة لتأخذ دورها .. وتتفهم جيدا ، و تؤيد رؤية الرئيس الشرع في ضرورة عدم الاعتماد على المعونات و المساعدات في مسيرة البناء و التنمية المأمولة .. لكنها بصراحة مغيبة عن دورها و بعيدة عن أن توضع في مواجهة ما هو مطلوب منها .. ويشكل هذا احد العوامل المسببة و المخفزة للحالة الاجتماعية المرفوضة القائمة بما تحويه من انقسامات طائفية و غيرها
وليس بغير وضع الناس أمام مسؤولياتهم وظروف جديدة لهم للعمل و الكسب يمكن أن يستوي الحال .. طبعا بالاضافة لاستتباب الأمن ..
أعود لمسألة التسعيرة الجديدة للكهرباء ، القضية ليست فقط رفع أسعار .. رغم أنّه رفع لا يقارب أي منطق اقتصادي أو اجتماعي .. القضية هي تقترب من أن تكون انتكاسة و نكس بالوعود ، و المناظرة القائمة فيها تحوي الكثير من التعالي على هموم الناس و أحوالهم .. و لم تزدها بيانات و شروحات السادة الوزراء و عموم المؤيدين ، إلا التباسا .. ؟!
نحن نواجه حالة اقتصادية مرعبة من ناحية نقص الامكانات و العجز المالي .. و هذا غير ما قيل و أعلن ووعدنا به .. فإذا كان الحال كذلك ، و بمقتضى الشروح التوضيحية التي تلقيناها حتى الآن من أعضاء الحكومة و أبطالها .. يكون هناك اتجاه لحل مشكلة التمويل و سد العجز من جيوب المواطنين !! و الفقراء منهم قبل غيرهم .. هذا لن يفشل و حسب .. بل سيوقف امكانات تحقيق النمو المأمول .. أو المنشود .. ولا أستطيع أن اقول المخطط له ، لأنني بذلك أكون خرجت على شرعة و توجهات الحرية الاقتصادية وإدارة سورية الجديدة أعلنت بوضوح أنها ستنتهج مباديء و قواعد الاقتصاد الحر .. وهو في ظروفنا الراهنة من أخطر الخيارات .. فان كنا لا ننصح وبالمطلق باتباع نهج القطاع العام .. فنحن نرى أنّه لا استغناء ممكن عن دور الدولة والحكومة .. ولا عن التخطيط النظامي .. و للمناسبة معظم الدول الرأسمالية ، او دول الاقتصاد الحر .. تخطط .. تضع خططاً .. فلماذا نعادي كلياً هذا المنهج و نحن كما اسلفت في وضع لشد ما نحتاج فيه دور الدولة ..
القضية ليست قضية زيادة فاحشة في اسعار الكهرباء و حسب .. بل هي بما صدر و أُلحق أشبه باعلان تخلي عن المسؤوليات التي لطالما هناك من زعم أنه سيتصدى لها .. و عن الوعود التي انتشرت بين الناس .. و قد سمعناها من أفواه المسؤولين " و نحن مساكين قوام منصدق "
نعم صدقناكم و لا نزال نصدقكم .. اقرأوا - لو سمحتم - القصة مرة أخرى ففيها ما يشبه .. ما لم يتوقعه أحد على الاقل
.
As.abboud@gmail.com