سيرياستيبس كتب الاعلامي أسعد عبود
سورية تواجه مشكلة كهربائية ، لكنها لم تكن عويصة الا عندما وجد المعنيون
أن الفرصة متاحة لنهب و سرقات بلا حدود .. سرقوا الكوابل و الاسلاك
المحركات و محطات التحويل و.. و.. حتى محطات التوليد سرقوها و تأمروا
عليها .. و كتبوا مرسوم الحداد يوم اكتشفوا الفرص التي يتيحها خروج
المنظومة الكهربائية في البلاد التي كانت تضع سورية في مصاف الدول المصدرة
للكهرباء ، عن السيطرة جزئيا او كليا .. يومها شجعوا على الطاقة البديلة
بأسوأ طريقة و أردأ اسلوب .. كل واحد ينتج كهرباءه لوحده .. و بدأ تجار
الالواح الزجاجية و البطاريات و غيره مما يلزم .. و تشكلت وكالات سرية امنت
هذه التجارة و عملت بجرأة عل سرعة افقار سورية بالكهرباء .. ثروات طائلة
راحت لجيوب الوكلاء و المستورين وىالذين تنظموا كعصابات ترتبط دائما بمسؤو
او بممثل له .. و قد لمعت اسماء كبيرة و أثرت جيوب لم يكن ينقصها الثراء ..
و لم يعد المواطن يسمع حتى وعدا خلبيا في أن الحال الكهربائي سيتحسن بشكل
ما .. كانت ازمة طاقة و كهرباء لا تبرر الحرب الداخلية أكثر من جانب منها
.. في حين يشي الجزء الاعظم منها بأإوائر للفساد وصلت أعلى الهرم الاداري
الحكومي في سورية .. وصارت الكهرباء هم الصغير و الكبير ، و أدى تراجعها
بذاك الشكل المفرط إلى خراب طويل و عريض في سوريا .. لذلك انتظر اغلب الناس فجرا كهربائيا يطل مع التغيير الذي عرفته البلاد في
اواخر عام 2004 .. و كان ثمة وعد .. و أكثر من وعد .. لكن ..
اقول : نعم هناك تحسن مقبول و منتظر تحسنه و اعلان الرضى عنه .. لولا تسرع
الحكومة القائمة لاعلان تسعيرة جديدة متسرعة متعسفة متعالية على الناس و
امكاناتهم و همومهم .. وجاء اسوأ من التسعيرة الجديدة الكارثية دفاعات بعض
المسوؤلين و متعهدي التأييد للحكومة و خصوصا المسؤولين الكهربائيين 110 او 220 فولط .. و بشكل مخز منها القول : انه إن لم تكن تسعيرة الكهرباء مجزية
لن يقدم المستثمرون توظيف أموالهم في الكهرباء ..!!! هل هو الغباء .. ؟؟ من
هو هذا المستثمر الفحل الذي يجد ما يرضيه في جيب هذا المواطن السوري
المتعب في هذا الزمن الصعب .. ؟! ثم بشر المسؤول الكهربائي ان الفاتورة
للمواطن ستكون بحدود 350 الف ليرة فقط .. !! هل في الدنيا مسؤول منفصل عن
الواقع أكثر من هيك . ؟!
هناك من حمل المسؤولية لنظام الاقتصاد الحر الذي تسعى له الحكومة القائمة
.. ولا بد أن هناك شيء من ذلك رغم أنّه نقل عن البنك الدولي عدم رضاه عن
المغالاة في اسعار الكهرباء هذا .. لكن المشكلة الرئيسة ، قد تكون في نقص
الكفاءة والكسل و التقاعث في الادارة الكهربائية ..؟! فهي - بتقديري - بدأت
من حيث يجب أن تنتهي .. فالشبكة الكهربائية في سورية معتلة و بأمس الحاجة
لمطالعة أحوالها بالكامل وصولا الى العدادات .. و أيضا سرقات الطاقة و
الفاقد العالي جدا .. العمل لتغيير هذا الواقع كفيل بتشغيل مؤسسة الكهرباء
أكثر من عام .. ليصلح وضع الشبكة و نظام التوزيع و القياس .. وهو ضروري جداً
من اجل التسعيرة و جمع ثمن الكهرباء بموضوعية و معقولية و ارضاء المستثمر
الموعود المنتظر .. أختم بتذكير آراه مهما .. فمع بدايات تولي الادارة الجديدة شؤون سورية نقل
عن الرئيس احمد الشرع الذي استحضر معه إدارة ادلب لتدير سورية : أن سيادته
يعلم أن لا مجال للمقارنة بين ادلب و سورية .. لكن الادارة المتماسكة
المتفاهمة الواحدة خير من التشتت ..
اليوم نرى .. ان تلك الادارة لم تعد تصلح لادارة سورية .. و نؤكد على
الضرورة الملحة لإعادة قراءة و تقدير وضع الكهرباء و أسعارها على المواطن ..
As.abboud@gmail.com
|
طباعة هذا المقال
أرسل إلى صديق
.gif){kind=logo}