سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:27/11/2025 | SYR: 00:09 | 27/11/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE



خلطات كامبو


شاي كامبو


IBTF_12-18


 ماذا يقول المحللون عن فقاعة الذكاء الاصطناعي؟
27/11/2025      



سيرياستيبس 
كتب الاعلامي غالب درويش 


يشهد الاقتصاد العالمي، طفرة غير مسبوقة في الذكاء الاصطناعي أعادت تعريف الابتكار وتحول شكل الصناعات والخدمات، غير أن هذه الطفرة ترافقها فجوة متسعة بين القيمة التكنولوجية الحقيقية والتقييمات المالية لبعض الشركات، مما دفع محللين إلى التحذير من احتمال تشكّل فقاعة مالية شبيهة بفقاعة "الدوت كوم" في أواخر التسعينيات.

تؤكد التجارب التاريخية، كفقاعة التوليب وفقاعة الإنترنت، أن أي صعود سريع في الطلب على تقنية جديدة غالباً ما يعقبه تصحيح، إلا أن الفرق الجوهري اليوم يتمثل في أن شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى تعتمد على بنية تحتية ضخمة وأرباح فعلية تقلل احتمالات الانهيار الشامل، وإن كانت لا تلغي الأخطار الناجمة عن التفاؤل المفرط.

قال مختصون في الاقتصاد العالمي لـ"اندبندنت عربية"، إن الارتفاع السريع في تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي يجمع بين قيمة حقيقية ناتجة من قدراتها التحويلية وحماسة استثماري يتداخل فيه التفاؤل بالمضاربة، موضحين أن شهية المستثمرين تتجاوز أحياناً حجم التقدم الفعلي، ما يدفع بتقييمات شركات ناشئة محدودة الإيرادات إلى مستويات تقارب شركات التكنولوجيا الراسخة، في دلالة على نشوء فقاعة محتملة.

وأشار المختصون، إلى أن أكثر القطاعات عرضة للأخطار هي تلك القائمة على الزخم الإعلامي لا على الطلب الحقيقي، مثل تطبيقات المستهلكين، وأدوات المحتوى التوليدي، والروبوتات الشخصية، وشركات النماذج الصغيرة والمتوسطة، وذلك بسبب توقعات مبالغ فيها حول الربحية لا تعكس الواقع الاقتصادي لهذه الشركات.

وبالمقابل، هناك من يرى أن حلول المؤسسات المتكاملة، القائمة على قيمة قابلة للقياس، تظل الأقدر على الصمود وتشكل ملاذاً آمناً عند أي تصحيح.

أضاف المختصون، أن شركات التكنولوجيا الكبرى تواصل ضخ استثمارات هائلة في الرقائق المتقدمة ومراكز البيانات، مع توقعات ببلوغها تريليونات الدولارات بحلول عام 2028، على رغم ما يرافقها من تحديات هيكلية متنامية.

وبيّن المختصون، أن هذه التحديات تشمل الاعتماد على الديون والهياكل المالية الدائرية، إضافة إلى أساليب محاسبية تُضخّم الأرباح مثل تمديد عمر الخوادم، ما يخلق فجوة بين النمو المتوقع والإيرادات الفعلية.

ولفتوا إلى أن اعتماد شركات كبرى مثل "إنفيديا" على عدد محدود من العملاء يزيد حساسيتها لأي تباطؤ في الإنفاق، مشيرين إلى أن حدوث تصحيح قوي قد يؤدي إلى تراجع تمويل رأس المال الاستثماري، وتجميد التوظيف، واندماج الشركات الصغيرة أو خروجها من السوق، ضمن دورة بيع مطوّلة، لكنهم أكدوا أن ذلك سيعيد التركيز نحو الابتكارات القابلة للتطبيق تجارياً ويضمن استمرار الزخم التكنولوجي.

ورأى المختصون أن أي تصحيح محتمل سيقود إلى نمو أكثر صحة واستدامة، مؤكدين أن السؤال لم يعد ما إذا كانت الفقاعة ستنفجر، بل متى، وما أثر ذلك على الاقتصاد العالمي والطبقة العاملة التي ستقع في صلب التحولات المستقبلية لهذا القطاع المتسارع التطور.

هل نعيش نسخة جديدة من عام 1999؟
تشبه طفرة الذكاء الاصطناعي الحالية حمى "الدوت كوم" عام 1999 من حيث التوسع الهائل في البنية التحتية، والتقييمات الفلكية، والاستعراض المفرط للثروة، مع نماذج أعمال غير مؤكدة وتقديرات مبالغ فيها للإيرادات.

وتُعد حادثة إطلاق شركة "ديب سيك" الصينية نموذجاً منافساً منخفض الكلفة، والتي تسببت في موجة بيع ضخمة أدت إلى تراجع أسهم "إنفيديا" بنسبة 17 في المئة في يوم واحد، مثالاً حديثاً على هشاشة السوق، وعلى رغم تعافي السوق سريعاً، فإن هذه الحادثة تؤكد الأخطار الكامنة.

آراء متباينة من بيزوس إلى بيتشاي وهوانغ
يرى قادة القطاع مثل جيف بيزوس أن الاستثمار الحالي يشبه "فقاعة صناعية" قد تؤدي إلى خسائر موقتة لكنها ستعود بالنفع على المجتمع على المدى الطويل، كما حدث مع فقاعة "الدوت كوم".

ومن جهته، اتخذ الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل"، سوندار بيتشاي، موقفاً متوازناً، إذ وصف الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بأنه "لحظة استثنائية"، لكنه اعترف بوجود "عناصر من اللاعقلانية" في السوق، مؤكداً أن أي انفجار محتمل للفقاعة سيصيب الجميع بلا استثناء، بما في ذلك "غوغل"، على رغم ثقته بقدرتها على امتصاص الصدمات، مشيراً إلى تحديات طاقية متصاعدة قد تدفع الشركة إلى تأجيل بعض أهدافها البيئية.

بالمقابل، اتخذ، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، جنسن هوانغ، موقفاً أكثر حسماً بنفي وجود فقاعة، مؤكداً أن الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي يفوق بكثير قدرة السوق على التوريد، مع تراكم طلبات بمئات المليارات من الدولارات.

واعتبر أن الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة لجميع الصناعات، من الحوسبة السحابية إلى الروبوتات، مما يجعل النمو الحالي قائماً على أساسيات قوية.

حماسة مفرطة
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمركز "كوروم للدراسات الاستراتيجية" في لندن، طارق الرفاعي، إن الزيادة السريعة في تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي تعكس مزيجاً من خلق القيمة الحقيقية والحماسة المفرطة القائمة على المضاربة.

وأوضح أن الإمكانات التحويلية للتكنولوجيا في قطاعات مثل الرعاية الصحية واللوجستيات والتمويل والأتمتة الإبداعية تغذي تفاؤلاً مبرراً، لكنه أشار إلى أن حماسة المستثمرين غالباً ما تتجاوز حجم التقدم الملموس، ما يرفع تقييمات الشركات الناشئة ذات الإيرادات المحدودة إلى مستويات تضاهي عمالقة التكنولوجيا، في مؤشر واضح إلى سلوك فقاعة محتملة.

وأضاف الرفاعي، أن القطاعات الأكثر عرضة للأخطار هي تلك المدفوعة بالضجيج الإعلامي بدلاً من الطلب المؤكد، مثل تطبيقات المستهلكين، وأدوات إنشاء المحتوى التوليدي، والشركات الناشئة في مجالات الأتمتة أو الوسائط الاصطناعية، وبالمقابل، تبقى حلول المؤسسات المتكاملة أكثر قدرة على الصمود لأنها تقدم قيمة قابلة للقياس.

وأكد أن أي تصحيح كبير قد يؤدي إلى انخفاض تمويل رأس المال الاستثماري، وتجميد التوظيف، واندماج الشركات الصغيرة، لكنه سيعزز، على المدى الطويل، نمواً أكثر صحة، ويدفع رأس المال نحو الابتكارات العملية، مع استمرار الزخم الأساس للذكاء الاصطناعي في تشكيل الاقتصادات وأسواق العمل لعقود مقبلة، وتوسع فرص العمل في الهندسة الأساسية وإدارة البيانات والبحث والتطوير.

القيمة الحقيقية
من جانبه، أوضح رئيس أبحاث السوق في OW Markets، عاصم منصور، أن القفزة الحالية في تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي تجمع بين القيمة الحقيقية والمبالغة، إذ تغيّر الابتكارات الفعلية صناعات كاملة، لكن الزخم الاستثماري يتجاوز أحياناً النمو الواقعي في الإيرادات، ما يخلق مزيجاً من نجاح تقني وحماسة جماعية قد يتحول إلى مبالغة مضاربية.

وأشار منصور إلى أن القطاعات الأكثر عرضة للفقاعة تشمل الروبوتات الشخصية، والمساعدات الذكية، وشركات نماذج اللغة الصغيرة والمتوسطة، والشركات السحابية الناشئة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي "الكل في واحد" للأعمال، نتيجة توقعات مبالغ فيها في شأن الطلب والربحية.

وأكد أن أي تصحيح قوي قد يبطئ الابتكار موقتاً، لكنه يمكّن الشركات القوية من استيعاب المنافسين الأضعف، مع استمرار الطلب على الوظائف البحثية والتطويرية والتركيز على المشاريع القابلة للتطبيق تجارياً، بما يعيد التوازن للقطاع بصورة صحية.

ولفت منصور، إلى أن شركة "إنفيديا" تعتمد على عدد محدود من العملاء، إذ استحوذت أربع شركات على 61 في المئة من إيراداتها في الربع الثالث من 2025، مما يجعل أي تباطؤ بسيط في إنفاق هؤلاء العملاء ينعكس مباشرة على أداء الشركة.

أزمة واسعة النطاق
قال كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، بيار-أوليفييه جورينشاس، إن الطفرة الاستثمارية في الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى فقاعة مشابهة لفقاعة "الدوت كوم" في أواخر التسعينيات، لكنها على الأرجح لن تتحول إلى أزمة مالية واسعة.

وأوضح جورينشاس، أن كلتا الفقاعتين شهدتا قفزات حادة في تقييمات الأسهم وارتفاعاً كبيراً في الثروة الناتجة من مكاسب رأس المال، إلى جانب وعود تكنولوجية ضخمة قد تتأخر في التحقق، إلا أن الفارق الرئيس يتمثل في أن الاستثمارات الحالية مموّلة من شركات ذات سيولة كبيرة لا من خلال الديون، ما يقلل احتمال انتقال الأزمة إلى القطاع المالي، على عكس ما حدث في أزمة 2008.


وأشار إلى أن شركات التكنولوجيا تضخ استثمارات ضخمة في الرقائق ومراكز البيانات لتسريع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، غير أن آثار هذه الاستثمارات لم تنعكس بعد على الاقتصاد الكلي، كما كانت الحال مع شركات الإنترنت قبل انفجار الفقاعة ودخول الاقتصاد في ركود عام 2001.

تحذيرات مباشرة
بالمقابل، حذّر الرئيس التنفيذي لمصرف "غولدمان ساكس"، ديفيد سولومون، من أن قسماً كبيراً من رؤوس الأموال الموجهة إلى مشاريع الذكاء الاصطناعي قد لا يحقق عوائد مستقبلية، مشيراً إلى احتمال تبخر جزء معتبر من هذه الاستثمارات.

ونبّه الاقتصادي الحائز جائزة نوبل، بول كروغمان، إلى أن طفرة الذكاء الاصطناعي قد تنتهي على نحو غير سار، على غرار انفجار فقاعة "الدوت كوم"، مشيراً إلى احتمال الحاجة لتدخلات حكومية لإنقاذ القطاع التقني في حال انهيار المشاريع فجأة.

ما هي الفقاعات الاقتصادية؟
الفقاعات الاقتصادية دورات تتميز بارتفاع سريع في القيم السوقية إلى مستويات لا تدعمها الأسس الاقتصادية، تليها عادة تراجعات حادة، وتبدأ الفقاعة غالباً عندما ينجرف المستثمرون وراء موجة من المضاربات الحماسية، مدفوعين بالخوف من فوات الفرصة، فيضخون المزيد من الأموال.

وحدد الاقتصادي هايمان مينسكي خمس مراحل للفقاعات: الإزاحة، الازدهار، النشوة، جني الأرباح، ثم الذعر، ويصعب اكتشاف الفقاعات بدقة، وغالباً لا يُعرف حجمها الحقيقي إلا بعد انفجارها.

متى تنفجر؟
تنفجر الفقاعات عادة حين يدرك المستثمرون أن توقعاتهم كانت مبالغاً فيها، مما يؤدي إلى بيع بطيء ومطول يبدأ بتراجع أرباح الشركات أو حدوث حدث مفصلي يغير النظرة المستقبلية.

مثال حديث هو إطلاق شركة "ديب سيك" الصينية نموذجاً منافساً منخفض الكلفة مقارنة بالشركات الأميركية، ما تسبب أخيراً في موجة بيع هائلة أدت إلى تراجع أسهم "إنفيديا" بنسبة 17 في المئة في يوم واحد.

وعلى رغم ذلك، تعافت السوق سريعاً، وعادت شركات التكنولوجيا إلى زيادة استثماراتها، وسجلت أسهم "إنفيديا" مستويات قياسية جديدة بنهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، لتصبح الشركة الأعلى قيمة سوقية في العالم.

حجم التشابه
تشبه طفرة الذكاء الاصطناعي الحالية حمى "الدوت كوم" عام 1999 من حيث التوسع الهائل في البنية التحتية، والتقييمات الفلكية، والاستعراض المفرط للثروة، مع نماذج أعمال غير مؤكدة وتقديرات مبالغ فيها للإيرادات.

وبعض شركات الذكاء الاصطناعي تجمع جولات تمويل ضخمة متعددة في عام واحد، وليس مؤكداً أن جميعها ستزدهر، مما يعكس أخطار فقاعة مدفوعة بالضجيج الإعلامي.

آراء متباينة من بيزوس إلى بيتشاي
يرى قادة القطاع مثل جيف بيزوس أن الاستثمار الحالي يشبه "فقاعة صناعية" قد تؤدي إلى خسائر موقتة لكنها ستعود بالنفع على المجتمع على المدى الطويل، كما حدث مع فقاعة "الدوت كوم".

ومن جهته، اتخذ الرئيس التنفيذي لـ"غوغل"، سوندار بيتشاي، موقفاً متوازناً، إذ وصف الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بأنه "لحظة استثنائية"، لكنه اعترف بوجود "عناصر من اللاعقلانية" في السوق، مؤكداً أن أي انفجار محتمل للفقاعة سيصيب الجميع بلا استثناء، بما في ذلك "غوغل"، على رغم ثقته بقدرتها على امتصاص الصدمات، مشيراً إلى تحديات طاقية متصاعدة قد تدفع الشركة إلى تأجيل بعض أهدافها البيئية.

بالمقابل، اتخذ الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، جنسن هوانغ، موقفاً أكثر حسماً بنفي وجود فقاعة، مؤكداً أن الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي يفوق بكثير قدرة السوق على التوريد، مع تراكم طلبات بمئات المليارات من الدولارات.

ورأى أن الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة لجميع الصناعات، من الحوسبة السحابية إلى الروبوتات، مما يجعل النمو الحالي قائماً على أساسيات قوية.

اندبندنت عربية 


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق

 
 

سورس_كود



Baraka16


Orient 2022


معرض حلب


الصفحة الرئيسية
مال و مصارف
صنع في سورية
أسواق
أعمال واستثمار
زراعـة
سيارات
سياحة
معارض
نفط و طاقة
سوريا والعالم
محليات
مجتمع و ثـقافة
آراء ودراسات
رياضة
خدمات
عملات
بورصات
الطقس