سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:31/07/2025 | SYR: 10:59 | 31/07/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 الأسباب التي أضاغت محصول القمح .. وكرست تراجع الأمن الغذائي في سوريا
30/07/2025      




سيرياستيبس : 

بلغ متوسط إنتاج محصول القمح الاستراتيجي تدنى إلى أقل من 700 ألف طن بعد أن كان في 2010 أكثر من 4 ملايين طن محققاً الاكتفاء الذاتي، حيث بلغ متوسط الاستهلاك حوالي 2.5 مليون طن وتراوح فائض التصدير حوالي 1.5 مليون طن وفق إحصائيات المكتب المركزي للإحصاء، وأصبحنا نعتمد على الاستيراد لتلبية الطلب المتزايد على القمح.

أرجع الخبير في الاقتصاد الزراعي ودراسات الجدوى الاقتصادية المهندس حسام قصار أسباب التراجع في إنتاجنا للقمح لموسم 2024 – 2025  الذي يعود بالدرجة الأولى إلى التغيرات المناخية المتمثلة بالجفاف وانحباس الأمطار هذا العام حيث لم يتجاوز 25 في المئة من المعدل العام السنوي، إضافة إلى ممارسات النظام البائد التي أدت إلى نزوح الكثير من المزارعين من أراضيهم، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية الزراعية وتدهور الأراضي، عدا خروج الأراضي الزراعية في المنطقة الشرقية التي تعتبر خزان القمح لسوريا والمسرح الرئيسي لزراعته عن سيطرة الحكومة.
واعتبر أيضاً ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي من (أسمدة وبذار ومبيدات ومحروقات.. ) وانخفاض أسعار المحاصيل الزراعية وعدم استقرارها وتناسبها مع التكاليف من أسباب التراجع الأهم، ما دفع بعض المزارعين لترك زراعة القمح وتحويل أراضيهم إلى زراعة محاصيل أخرى أقل تكلفة وأكثر ربحاً كالكمون واليانسون وحبة البركة وغيرها.
ولفت إلى أن السياسات الزراعية لعبت دوراً في تراجع إنتاج القمح كعدم توفير الدعم الكافي للمزارعين وتأخير زراعة المحصول بسبب تأخر هطل الأمطار وارتفاع تكاليف الري الذي يؤدي لانخفاض إنتاجية الدونم، مؤكداً بيع مزارعين لمحصول قمحهم قبل حصاده لرعي المواشي بسبب عجزهم عن إتمام العمليات الزراعية وتكاليفها العالية.

وعليه، قدَّر قصار نسبة الضرر في الأراضي الزراعية ما بين 40 – 75 في المئة، إذ لم يغطي إنتاج هذا الموسم الذي بلغ أقل من 300 ألف طن نسبة 19 في المئة من الحاجة المحلية، مشكلاً نقصاً في سد الاحتياج المحلي من القمح ما نسبته 80 في المئة حسب التقديرات، ما يشكل تهديداً للأمن الغذائي وارتفاع أسعار الخبز وزيادة الأعباء المعيشية على المواطنين.
قصار بين للصحيفة أن إعادة إنجاح مواسم زراعة القمح  يتم بدعم المزارعين اقتصادياً من خلال توفير القروض الميسرة والدعم الفني في إعادة تأهيل التربة، وتحسين نوعية البذار واستخدام أصناف مقاومة للجفاف، والآفات وتحسين إدارة الموارد المائية وترشيد المياه، وتطوير تقنيات الري الحديث واعتماد برامج تخصيب الأراضي والتقنيات الحديثة كالزراعة الذكية.
وفي سياق متصل، يرى قصار أنه لا بد من التكيف مع التغيرات المناخية، طالما أنه شر واقع لا محالة باختيار أصناف جديدة مقاومة للجفاف والملوحة وتعديل مواعيد الزراعة والتوجه لزراعات بديلة تتحمل الجفاف كالعدس والحمص والنباتات العطرية والطبية لضمان التنوع.

الحرية


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق