سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:22/12/2025 | SYR: 16:19 | 22/12/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 كنوز تبحث عن حياة جديدة وفرص عمل
المهندس ياسر أسعد : الاستثمار في حماية وإعادة تأهيل الأثار والمواقع السياحية في سوريا
22/12/2025      


سوريا القديمة - موسوعة تاريخ العالم 

 

سيرياستيبس 
كتب رجل الاعمال السوري  ,المهندس ياسر أسعد
 
سوريا نقطة التقاء الحضارات وملتقى القوافل والمسافرين والتجّار. وعلى أرضها وُلدت المدن الأولى، وتشكّلت الأبجديات، وتطورت الفنون والعمارة.
 وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها البلاد ، ما تزال الأماكن الأثرية السورية تقف شاهدة على عظمة تاريخٍ لا يتكرر، وتحتفظ بفرص هائلة لإعادة التأهيل والتنمية السياحية وخلق فرص عمل لألاف الشباب .
تُعد سوريا واحدة من أغنى مناطق العالم بالآثار، إذ تعاقبت على أرضها حضارات السومريين والآشوريين والآراميين واليونان والرومان والبيزنطيين والعرب المسلمين. هذا التراكم الهائل للثقافات منح البلاد هوية فريدة جعلت كل مدينة وكل حجر فيها يحمل قصة مختلفة .
من أوغاريت التي اكتُشفت فيها أقدم أبجدية في التاريخ، إلى تدمر ،الى معلولا التي مازالت تتكلم الأراميه لغه السيد المسيح الى إدلب حيث المدن المنسيه سيرجبلا وقلب لوزه ورويحه الى صافيتا حيث يقف حصن سليمان وصولاً إلى حلب ودمشق بأسواقهما القديمة وخاناتهما وقلاعهما، تبدو سوريا وكأنها كتابٌ كبير مفتوح على صفحات التاريخ الإنساني .
تتميز الآثار السورية بالتنوع الكبير في أنماط العمارة المدرجات الرومانية، القصور الأموية، القلاع الصليبية، الأسواق العثمانية، المعابد الوثنية، الكنائس البيزنطية والبيوت العربية التقليدية في رؤية استثنائية تجمع الماضي بالحاضر
ورغم غنى التراث، يظلّ العنصر البشري العامل الأهم في حماية هذه الكنوز. فقد أظهرت التجارب العالمية أن إشراك السكان المحليين في إدارة المواقع الأثرية هو الطريق الأكثر فعالية للحفاظ عليها وتطويرها ويسهم في إنعاش السياحة ويوفر فرص عمل ويساهم في تعزيز الهوية والانتماء

 
 يمكن للمجتمعات المحلية أن تلعب دوراً محورياً من خلال تقديم خدمات الإرشاد السياحي وتقديم روايه شعبيه بسيطه تربط السائح بالمكان و عرض منتجات تقليدية و تنظيم الفعاليات الثقافية والأهم حماية الآثار من التخريب والسرقة .
ومع بدء استعادة الاستقرار ، تبرز السياحة الثقافية كأحد أهم القطاعات القادرة على خلق قيمة اقتصادية سريعة فالمواقع الأثرية السورية ما تزال تحتفظ بجاذبيتها، والسياح الأجانب والعرب والسورييون على حد سواء ينظرون إليها كوجهة فريدة تستحق الزيارة .
إحياء هذه المواقع يحتاج إلى خطط مدروسة تشمل إعادة التأهيل، تنظيم الزوار، تدريب الأهالي، وتطوير الخدمات، وصولاً إلى بناء منظومة سياحية مستدامة تكفل حماية التراث وزيادة العائد الاقتصادي .
ومع الحاجة لإعادة تأهيل المواقع الأثرية في سوريا وتنشيط السياحة، تقترح مجموعه من رجال الأعمال السوريين خطه لإنشاء شركات صغيرة مجتمعيه بالتعاون بين المجتمع المحلي ووزارتي السياحه والثقافه لإدارة المواقع الأثريه بهدف حمايتها وتوفير فرص عمل لسكان المناطق القريبه منها لرفع جودة الخدمات السياحية وتُدار الشركات وفق نظام رقابة وتقييم دوري صارم يضمن الشفافية وحماية المواقع .
وتهدف الخطه لتحسين إدارة وتشغيل المواقع الأثرية وتقديم خدمات إرشاد سياحي احترافية وتشغيل فرق محلية لتنظيف وصيانة الموقع وتسويق الموقع وجذب الزوار داخلياً وخارجياًوخلق فرص عمل مستدامة للشباب والنساء في المناطق الأثرية و تعزيز الوعي المجتمعي بقيمة التراث . 
وبموجب الخطه تُنشأ شركات صغيرة مرخّصة محلياً تعمل تحت إشراف وزارتي السياحة والثقافة، وتمنح صلاحيات تشغيل خدمات محددة داخل الموقع , تشمل تدريب أدلاء محليين لتقديم الجولات بعده لغات وفق برامج خاصه للمجموعات السياحيه والمدارس والجامعات مع اعتماد نظام تسعير واضح يغطي تكاليف التشغيل مثل ترخيصها وقيمه الأعمال المطلوبه وخصوصا التنظيف اليومي وازاله الأعشاب والنفايات وتشغيل حمامات عامه نظيفه وتوفير نشرات سياحيه مع خرائط وتشغيل اكشاك خدمه صغيره تقدم المشروبات والوجبات الخيفيفه وبيع المنتجات الحرفيه المحليه كالصابون والمنسوجات اليدويه والتذكارات إضافه الى خدمات التصوير ودفع رواتب الموظفين من أدلاء وعمال خدمات من العائدات .
يخلق المشروع 30–80 فرصة عمل مباشرة في كل موقع وينشط الإقتصاد المحلي ( حرف – ضيافه – مطاعم ) ويخلق فرص غمل غير مباشره للمجتمع المحلي ويقدم تجربه سياحيه احتراقيه تساهم في إبراز صوره مشرقه لسوريا الحره .
يمثل هذا المشروع نموذجًا عمليًا منخفض التكلفة وعالي الأثر، يجمع بين حماية التراث العالمي والتنمية الاقتصادية المحلية وتخفيف نفقات وزاره الثقافه وهوقابل للتكرار في كل المواقع الأثرية المفتوحة وينسجم مع أهداف الجهات الحكومية والمنظمات الدولية في مجالات حماية الأثار وتنميه التراث وخلق فرص العمل وبناء السلام والتنمية المستدامة .

سوريا البلد الذي صاغ الحضاره وأثرى الإنسانيه , وبين الحجر القديم والإنسان الذي يعيش قربه، تكمن الفرصة لصناعة مستقبل جديد لقطاع السياحة، مستقبل يحوّل التراث من عبء يحتاج لصيانة إلى ثروة حيّة تُحرك المجتمع وتنعش اقتصاده وتروي للعالم قصة حضارة لا تنتهي .


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق