سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:03/11/2025 | SYR: 20:17 | 03/11/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE



خلطات كامبو


شاي كامبو


IBTF_12-18


triview

 الفاشر مدينة أشباح: المال مقابل الخروج
03/11/2025      


سيرياستيبس :

تعيش مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية، فوضى معيشية إنسانية، وسياسة تجويع ممنهجة ساهمت في موت مواطنين، بعد أن دمرت مليشيات الدعم السريع آخر الآمال التي يعتمد عليها السكان، وهي التكايا الخيرية، وما تبقى من الأسواق والمستشفيات، مما ضاعف من المعاناة، وما زالت المنظمات الإنسانية تواجه قيوداً شديدة ومخاطر القتل لتقديم خدماتها للمواطنين.

ونظراً للأوضاع المأزومة في العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، يسعى الكثير من السكان إلى الخروج من المدينة التي سيطرت عليها المليشيا، إلا أنها أغلقت منافذ خروج المواطنين من الفاشر، واستخدمت سلاح المال مقابل النزوح إلى خارجها وسيلة للسماح للفارين من الأوضاع المعيشية والأمنية داخل المدينة، مما ساهم في معاناة المواطنين المعيشية، في ظل نقص المعينات الأساسية من مياه وغذاء وصحة.

ووصف نازحون إلى الولاية الشمالية في حديثهم لـ"العربي الجديد" الأوضاع المعيشية بالكارثية، في ظل انعدام السيولة النقدية لدى المواطنين. وتحدث آخرون عن فصل "الدعم السريع" الفارين من الفاشر حسب الجنس والهوية العرقية، حيث احتجزت العديد منهم للحصول على فدية بمبالغ تتراوح أدناها بين 5 ملايين و30 مليون جنيه سوداني (الدولار = نحو 3700 جنيه).

نهب وتجويع
كما تعمدت المليشيات في المدينة، التي انقطعت عنها كل سبل الاتصال والتواصل مع الجهات الخارجية، استخدام سلاح التجويع وإغلاق التكايا والأسواق وسبل كسب العيش البسيط الذي كان يعتمد عليه المواطنون في معاشهم اليومي، وذلك وفقاً لإفادات عدد ممن نزحوا إلى مدينة طويلة التي تبعد أكثر من 60 كيلومتراً عن الفاشر.



يقول أحد الفارين، الذي رفض ذكر اسمه، لـ "العربي الجديد": "واجهنا أنواعاً من التعذيب والتجويع والقهر والقتل، ولم تسلم حتى عربات الكارو التي تجرها الدواب ويستخدمها كبار السن والأطفال في النزوح".

وأضاف: "قتلوا الدواب وأحرقوا الأشجار ومنعونا من الخروج، بعد أن نهبت المليشيات ما تبقى لنا، ووصلنا إلى معسكر مدينة طويلة ونحن لا نملك أي شيء". وتقول المواطنة، ست النفر محمود، إنها وأطفالها استطاعت الخروج الخميس الماضي بعد أن ساءت الأوضاع في المدينة. وتضيف لـ"العربي الجديد": "أصبحت الفاشر مدينة للأشباح، الحركة فيها محفوفة بالمخاطر، وممنوعة في معظم الأحيان، وجرى تدمير كل الخدمات الأساسية، خاصة تلك التي تختص بالمياه من خزانات، وأخرى كانت تقدم الطعام للمواطنين "تكايا"، وجرى إغلاق الأسواق، وأصبحت الحياة صعبة خاصة للأطفال والمسنين. ومع ذلك لم تسلم منازلنا من النهب والسرقة". وبحسب ست النفر: "كثير من مواطني الفاشر غادروها، وما تبقى منهم هم الذين نزحوا إليها من المعسكرات التي جرى تدميرها مؤخراً".

أحد مسؤولي التكايا في الفاشر، وهو محمد عثمان، يقول لـ"العربي الجديد": كانت التكايا الملاذ الوحيد الذي يعتمد عليه المواطنون في الفاشر، وبعد دخول المليشيات جرى تدمير كل المعينات التي تقوم عليها التكايا، وإيقاف بعضها، وقتل كثير من الذين يقدمون الخدمة، وبذلك تعمدت المليشيات قتل الناس جوعاً، على الرغم من أن التكايا كانت تقدم للناس وجبة واحدة في اليوم، وأحياناً ولعدم توفر المياه وحطب النار، نوزع ما يتوفر للمواطنين من خضراوات دون طبخها. وقال إن "المليشيات تزعم أن التكايا جزء من منظومة تعمل مع الجيش".

المال مقابل الخروج
يقول نازحون إن مليشيات الدعم السريع ما زالت تجبر المواطنين على دفع مبالغ مالية كبيرة تصل إلى ملايين الجنيهات للسماح لهم بمغادرة الفاشر، كما أنها تعمل على التفتيش الشخصي للنساء، للحصول على الأموال أو المجوهرات أو أجهزة اتصال.

وتروي المواطنة عائشة إسماعيل لـ"العربي الجديد" معاناتها وبناتها في الخروج من الفاشر، وتقول: "لم نكن نتوقع أن يقوم أفراد من الدعم السريع بالتفتيش وانتهاك أعراض النساء للحصول على المال والذهب". ووفق شهادة عائشة: "كل الفارين لا يمتلكون شيئاً، بعد أن أنهكهم الجوع والعطش، وعدم وجود الرعاية الصحية".

وأضافت: "أن الأمور خرجت عن السيطرة حيث تعمل المليشيات على مقايضة النساء للسماح لهن بالمغادرة بترك إحداهن نظير السماح للأخريات بالخروج إذا لم يدفعن مالاً".


وأضافت أن "هناك أسوأ من ذلك، يقومون بوضع أسعار للشباب، فمثلاً 500 ألف جنيه سوداني لشاب واحد مقابل السماح لزوجته وأطفاله بالخروج، وهذا ما حدث لكثيرين، في ظل صمت وخوف من المواطنين". وقالت عائشة: "على مدى ثلاثة أيام لم نأكل شيئاً، ونحن في طريقنا إلى الولاية الشمالية، حيث لم نسلم من المناوشات على الطريق، وظلوا يطاردوننا من منطقة إلى أخرى إلى أن وصلنا منهكين، لا غذاء ولا ماء، نفترش الأرض ليلاً، ونسير في النهار على أرجلنا، خوفاً من تعدي المليشيات على الأسر والأطفال". وأكدت أن "في طريقهم مات كثيرون ولم نستطع حتى دفنهم".
في المقابل، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن مدينة الفاشر، تشهد تصاعداً غير مسبوق في أعمال العنف، مما أدى إلى نزوح نحو 260 ألف شخص. وأوضحت أن دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة أثار حالة من الذعر الجماعي بين السكان، خاصة أولئك الذين نجوا من حصار دام أكثر من 500 يوم.
وتقول المفوضة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "رغم العقبات الأمنية والبيروقراطية، تواصل المفوضية وشركاؤها تقديم الدعم الحيوي للمتضررين في الفاشر ودارفور ومناطق أخرى من السودان، إلا أن النداء الإنساني للسودان لعام 2025، الذي يُعد الأكبر عالمياً، يعاني من نقص تمويل حاد، حيث لم تجر تغطية سوى 27% من الاحتياجات حتى الآن".

إمدادات معطّلة وتدمير مخازن
يواجه العاملون في منظمات الإغاثة تحديات متصاعدة، من بينها الاعتقالات التعسفية والمضايقات، في ظل تكرار حوادث استهدفت متطوعين في ولاية شمال دارفور. وإلى جانب العراقيل البيروقراطية، تواصل المليشيا فرض قيود شديدة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفئات الأكثر حاجة.


فيما تقول بعض التقارير إن حوالي 15 طناً من الإمدادات الطبية جاهزة للدخول، لكنها لم تصل بسبب القيود الأمنية والإدارية، مما يؤدي إلى انهيار المنظومة الإنسانية، وتدهور الأوضاع الصحية والمعيشية. ويقول أحد المسؤولين في مجال الصحة بالفاشر، فضل حجب اسمه، عقب خروجه منها، إن المعاناة أكبر من ذلك، "جرى تدمير المستشفيات والمراكز الصحية، وأُتلف ما تبقى من أجهزة طبية، ونُهبت الأدوية، وأُحرقت الصيدليات العاملة، وقُتل جميع المرضى في المستشفيات بحجة أنهم جرحى حرب ينتمون للقوات المسلحة". وأضاف المسؤول لـ"العربي الجديد": أصبحت المدينة منهارة صحياً والمواطن إما مات جوعاً، وإما سيظل يعاني إلى أن يلفظ أنفاسه بلا رعاية صحية أو طبية". وقال: "الأوضاع لا يمكن وصفها حيث لا توجد تغطية اتصالات داخل المدينة، ومن يوجد بها يفكر في كيفية الخروج التي أصبحت أيضاً من الخطورة بمكان".
ويروي الإعلامي مروان، رفض ذكر اسمه كاملاً، الموجود في منطقة طويلة، الواقعة على مسافة 60 كيلومتراً من مدينة الفاشر، لـ"العربي الجديد" المأساة الإنسانية التي تتصاعد، وأن المنظمات تواجه قيوداً أمنية تضعها مع المواطنين على حد سواء. ويقول: "المواطنون يأكلون أوراق الأشجار، لا توجد كفاية للمواد الغذائية أو الأدوية أو حتى المحاليل الوريدية".

وأضاف أنه "في ظل التعتيم الإعلامي المسبق، أحرقت المليشيات ما تبقى من مخازن، ونهبت الماشية والمنازل، ودمرت كل المرافق الخدمية وآبار المياه والمستشفيات والأسواق". وسُجلت نحو 80 حادثة إعاقة لوصول المساعدات الإنسانية، وفقاً لتقرير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، كما وثقت التقارير الدولية 120 هجوماً على منشآت صحية وإنسانية، أسفرت عن مقتل 30 عاملاً إنسانياً.

 العربي الجديد 


طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق

 
 

سورس_كود



Baraka16


Orient 2022


معرض حلب


الصفحة الرئيسية
مال و مصارف
صنع في سورية
أسواق
أعمال واستثمار
زراعـة
سيارات
سياحة
معارض
نفط و طاقة
سوريا والعالم
محليات
مجتمع و ثـقافة
آراء ودراسات
رياضة
خدمات
عملات
بورصات
الطقس