كيوان أرض السحر والجمال..
28/09/2024



سيرياستيبس
كتب الاعلامي ديب علي حسن

دمشق أو الشام أو جلق سمها ما شئت جنة الله على الأرض مدينة عامرة بكل شيء تجارة وسياحة وزراعة.
أرض كيوان جزء منها تشكل محطة للنزهة والاستجمام والاصطياف.
حين طالها بعض الأذى كانت الصحافة ولاسيما صحيفة الثورة بالمرصاد.
الصور في هذه المادة بعدسة أيوب سعدية الفنان الضوئي المبدع..
أما عن تاريخ المنطقة فننقل من الصفحات والمواقع المعطيات التالية.
(في المنطقة الجنوبية الغربية من العاصمة دمشق يقع حي كيوان، الذي أسس قبل نحو 200 سنة، وتميز منذ إنشائه بأنه ظل منتجعاً صيفياً للأثرياء وكبار المسؤولين الدمشقيين والفنانين طيلة القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين.
يضم”حي كيوان” الكثير من المباني التاريخية على الطرازين الأوروبي والعربي.
ما يميز حي كيوان، بصورة خاصة، أنه مطل على دمشق، فهو يقوم في منطقة مرتفعة، تبدأ من ساحة الجمارك وتنتهي في أحد سفوح جبل قاسيون، وبالتالي فهو يعانق الجبل من جانب وضاحية المزة من جانب آخر.
وهذه المنطقة اشتهرت بجمالها الريفي قبل أن تصير في سبعينيات القرن المنصرم غابة كثيفة من الأبنية المرتفعة والجسور والشوارع العريضة والفيلات.
ولقد اشتهر حي كيوان، قبل أن يلفه الإهمال في النصف الثاني من القرن العشرين، بجماله الآسر ووجود الكثير من الميزات الفريدة فيه، وبعبور قطار النزهة من وسط حي كيوان، الذي كان ينطلق من محطة الحجاز بوسط دمشق، متجهاً إلى الربوة، ومنها إلى وادي نهر بردى ومصايف منطقة الزبداني غرباً قرب الحدود مع لبنان.
وما زالت السكة الحديدية موجودة، في حين غاب القطار قبل أكثر من عشرين سنة عن كيوان..
ويضم الحي مسجداً تاريخياً يعود تاريخ بنائه إلى النصف الأول من القرن العشرين، كما يضم الحي طاحونة قديمة تراثية تدعى «طاحون كيوان»، وكانت هذه الطاحونة من الكبر والأهمية بحيث إن العامة في دمشق في القرن الماضي كانوا إذا أرادوا التهكم على شخص متبجح قالوا، على سبيل المجاز: «إي.. شو عندك طاحون كيوان؟!».

أيضاً ضم الحي بساتين غناء، تحول قسم منها إلى مبنى فندق «شيراتون دمشق» في سبعينيات القرن المنصرم.
وحسب المؤرخين، فإن بساتين كيوان تنسب إلى صاحبها “كيوان بن عبد الله بلوكباشي”، الذي تملك أكثر بساتين الربوة، وكان من كبار ضباط الجيش الانكشاري في الشام في مطلع القرن الحادي عشر الهجري.
وقد قتل “كيوان” على يد “فخر الدين المعني الثاني”، أمير جبل لبنان.
وما زالت المنطقة تحمل اسمه إلى اليوم.
والمعروف لغوياً أن اسم كيوان يطلق على كوكب زحل، وله معنى آخر هو معدن الرصاص. وقد يكون الاسم تحريفاً للكلمة السريانية (كويانا)، بمعنى (الحسن والجمال والهيئة.
ويبدو أن لـ “كيوان بن عبد الله” حكاية تاريخية ونهاية مأساوية تلخص مسيرته السيئة في الشام، يرويها الكتاب والمؤرخون، وهي أنه كان مملوكاً لنائب غزة “رضوان باشا”، ثم صار من الجند الشامي، وسرداراً عند صوباشي الصالحية. لكنه نزع إلى التعدي وأخذ الناس بالتهمة حتى استولى على أكثر بساتين منطقتي الربوة والمزة، وضم بعضها إلى بعض طوعاً أو بالإكراه، وكان يساعده في ذلك نواب محكمة الباب وأعوان يعلمونه الحيلة.
وواصل كيوان تعدياته وجرائمه حتى ضج منه الجند وصمموا على قتله، فهرب وسافر إلى مصر. ثم استغل التقلبات السياسية فعاد إلى دمشق، ثم ذهب إلى مكة المكرمة، وعاد منها ملقباً نفسه «الحاج كيوان».
وعندما خرج “فخر الدين بن قرقماز المعني” على الدولة العثمانية، وقف كيوان إلى جانبه، لكن وقع خلاف بينهما فقتله فخر الدين في بعلبك.
على صعيد آخر، فإن حي كيوان، الذي اشتهر بجماله الريفي الآسر، تميز أيضاً بأبنيته التاريخية الجميلة التي بنيت على الطراز الأوروبي مطعماً بالطراز العربي، ومنها استخدام الروكوكو والمشربيات والبناء الطابقي، إلا أن هذه الأبنية، مثلها مثل الحي كله، عانت من النسيان والإهمال حتى الوقت الحالي، وتهدم بعضها، وبقي القليل قائماً، ومن بينها:
• مبنى جميل تراثي بطابقين تستخدمه حالياً وزارة السياحة مقراً لمديرية سياحة دمشق.
كذلك هناك مبان أخرى تراثية عمل بعض أصحاب شركات الإنتاج التلفزيوني على استثمارها كأماكن لتصوير أعمالهم والاستفادة من موقع الحي وبساتينه وإطلالته البانورامية.
غير أن الجانب الأهم، هو أن الكثير من الدمشقيين والمستثمرين العرب بدؤوا يسعون للاستفادة من هذه الأبنية بعد ترميمها وفتحها أمام الزوار كمطاعم ومقاه وكافيتريات توفر للزائر منظراً بانورامياً جميلاً لدمشق، وبخاصة ساحة الأمويين، كبرى ميادين دمشق وأشهرها، وكذلك حديقة تشرين، كبرى حدائق دمشق العامة، ومنطقة الربوة، وغيرها.)



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=152&id=199896

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc