قبل وبعد سقوط النظام : نفس الأموال المجلتنة هي التي تشتري الدولار
عربش : عملنا ثورة حتى نُغير شيئاً ليس صحيحاً , لا أن يستمر المركزي بنفس سياسته
دمشق - خاص - سيرياستيبس :
إمعاناً في سياسة " تنشيف " الكاش وتقييد السحوبات أصدر المركزي تعليمات جديدة تمنع السحب من الحوالات الأمر الذي اختصره الدكتور "شفيق عربش " الاستاذ الجامعي ومدير مكتب الاحصاء سابقا أنه يأتي في سياق ما وصفه : "تلبيك الناس" " .
مشيراً في تصريح خاص لسيرياستيبس أن
قرار المركزي الجديد يأتي في سياق الاصرار على سياسة التحكم بالسيولة
بسبب قلة الأموال وحبس السيولة وحيث لجأ الكثيرون الى السحب والسداد عبر
الحوالات نتيجة تجميد السيولة الأمر الذي قرر المركزي محاصرته أيضا ؟
وقال
: نحن عملنا ثورة حتى نُغير شيئاً ليس صحيحاً , لا أن يستمر المركزي
بنفس سياسته التي وصفها بالخاطئة وغير الصائبة .. داعياً المركزي الى
التخلي عن هذا الدور الذي لايدخل ضمن مسؤولياته , مؤكداً أنّ حبس السيولة
لم يعطي إلا نتائج سلبية سابقاً والآن .. وبالتالي عليهم أن يدركوا أنّ
الاصرار على حماية سعر الصرف عبر حبس السيولة سيوقف كل شيء وهذا ما حصل
فعلاً
وقال : لقد
تراجع سعر صرف الدولار ولكن الأسعار لم تنخفض بنفس نسبة التحسن , مشيراً
الى أنّ : المركزي يفتقد الى السيولة وهو يتبع سياسية تسيير بعض الامور مثل
الرواتب علماً أنّه ليس لديه الامكانية لتقبيض الجميع دفعة واحدة , لافتا
الى أنّ ال 300 مليار ليرة التي أتت قبل أيام لاتكفي إلا ليوم واحد ,
لذلك لم يعد مفهوماً من أحد كيف تدار الأمور من المركزي ولماذا الاستمرار
بنفس العقلية والاسلوب والنتائج والغايات التي كانت سائدة سابقاً وكانت
نتائجها كارثية على الاقتصاد ككل وعلى حياة الناس
وأضاف
: أنّه ونتيجة حبس السيولة يلجأ الناس الى بيع مدخراتهم من دولار وذهب
بخسارة لأن سعر الدولار حاليا وهمي وغير حقيقي لدرجة أنه أصبح موضوعا
مركباً , ولكن مايثير الدهشة أنّ من يشتري الدولار في الشوارع يملكون
عملة سورية جديدة "بالجلاتين " كما ولو أنّها جاءت للتو من المصرف المركزي
وعندما سالناه عن مصدر هذه الأموال قال : في السابق كان المركزي عندما
يحتاج إلى دولار يرسل أموال سورية الى ما كان يسمى مناطق خارج سيطرة الدولة
ويقوم بشراء الدولاربسعر عالي , واليوم تلك الأموال السورية عادت وهي
التي تُدفع من أجل لَم الدولارات من السوق ولكن بسعر رخيص لمصلحة من لانعرف
وهنا لعلنا ندرك ربما لماذا انخفض سعر الصرف ؟
الدكتور
عربش : كشف عن وجود معروض كبير من العملة السورية في دول أخرى مثل الخليج
خاصة السعودية والاردن وعندما سألنا لماذا توجد كل هذه الاماول في هذه
الدول قال : هذه "هي اللعبة التي لُعبت ضد البلد " "
اذاً
ماهو الحل .. ليجيب الدكتور عربش : أنّه برفع المركزي يده عن السيولة وأن
يقوم بوضع سياسة نقدية واضحة وأن تمارس المصارف لأدوارها الحقيقية موضحاً
في هذا السياق أنّ المركزي لم يترك المصارف تعمل كما يجب و يلزمها بإرسال
كل الفوائض لديها يوميا ليقوم في اليوم التالي بارسال السيولة التي تحتاجها
إليها .. وقال : لن تعمل المصارف اذا ما رفعنا وصاية المركزي عنها ..
داعيا الحكومة الى مراقبة الوضع عن قرب , وإلا ليتفضل أحد من المركزي
ويشرح للناس ماذا يحصل ولماذا كل هذا الضغط على السحوبات , مع الإشارة الى
أن اقبال الناس على سحب ودائعهم في جزء مهم منه يأتي كردة فعل اتجاه سلوك
المركزي بالاضافة إلى الحاجة للسيولة طبعاً
وختم
حديثه بالقول : " وضوحا هناك كتلة كبيرة جدا من النقد السوري لايسيطر
عليها المركزي بل إنّه لايعلم حجم الكتلة النقدية من السوري .بل لاحظوا
كيف يقوم المركزي بطرح العملات الادنى والقديمة في الأسواق ..
لقد قررنا الذهاب الى اقتصاد السوق الحر .. فإما ينسجم هذا الثوب مع بعضه البعض وإما يصبح نشاذاً ..
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=126&id=201061