زوبعة في فنجان: القهوة الأميركية تواجه قفزة تاريخية في الأسعار
رسوم ترمب الجمركية ترفع المشروب إلى أعلى مستوى سنوي منذ 28 عاماً



 

بدأت شركات القهوة الأميركية تنقل العبء إلى المستهلكين 

الولايات المتحدة، أكبر مستورد للبن في العالم، تعتمد على الخارج لتلبية نحو 99 في المئة من استهلاكها.

سيرياستيبس : 

قد يتلقى عشاق القهوة في الولايات المتحدة صدمة قبل أن يرتشفوا أول فنجان صباحي لهم، إذ ارتفعت أسعار القهوة بالتجزئة خلال أغسطس (آب) الماضي بنسبة 21 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مسجلة أكبر زيادة سنوية منذ أكتوبر (تشرين الأول) 1997، بحسب أحدث بيانات مؤشر أسعار المستهلك، وعلى أساس شهري، قفزت الأسعار بنسبة أربعة في المئة، وهي النسبة الأعلى منذ 14 عاماً.

اللوم، جزئياً، يقع على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فالولايات المتحدة، أكبر مستورد للبن في العالم، تعتمد على الخارج لتلبية نحو 99 في المئة من استهلاكها، بحسب الرابطة الوطنية للقهوة. وتعد البرازيل المصدر الأبرز، لكنها تواجه الآن تعريفة جمركية تصل إلى 50 في المئة، من بين الأعلى المفروضة على أي سلعة مستوردة، نتيجة توترات سياسية مرتبطة بمحاكمة الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، حليف ترمب.

موجة زيادات جديدة

توقعت كبيرة الاقتصاديين في "كي بي أم جي"، ديان سوونك، أن تتجاوز الأسعار أرقامها القياسية قريباً مع انتقال أثر الرسوم المرتفعة إلى رفوف المتاجر.

ولم تسلم دول أخرى من الرسوم، إذ فرضت تعريفة بنسبة 10 في المئة على واردات كولومبيا، و20 في المئة على واردات فيتنام.

وبدأت شركات القهوة الأميركية تنقل العبء إلى المستهلكين، إذ أعلنت "جي أم سمكرز"، مالكة "فولجرز" و"بوستيلو"، عن نيتها رفع الأسعار للمرة الثالثة هذا الشتاء. وفي نيو أورليانز، أضافت سلسلة "فرينش تراك كوفي" رسوماً إضافية بنسبة أربعة في المئة على الطلبات، وحدها "ستاربكس" تحاول التماسك، مؤكدة أن استراتيجيات الشراء التي تعتمدها تؤخر انعكاس الرسوم على منتجاتها حتى عام 2026.

مخزون محدود وحصاد ضعيف

في البداية لجأت الشركات الأميركية إلى تخزين كميات كبيرة لتجنب الصدمة، لكن هذه الاستراتيجية بدأت تفقد فاعليتها، ويقول كبير متخصصي الاقتصاد الزراعي في بنك ING، ثيجس جيجر، إن المخزونات قادرة على التخفيف من الأزمة "لكنها لن تصمد طويلاً إذا استمر الأميركيون في استهلاك القهوة بالمعدلات المعتادة".


ويأتي ذلك في وقت تعاني فيه السوق العالمية اضطرابات مناخية أضعفت محاصيل البرازيل وفيتنام، مما أدى إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة وزيادة الضغوط على المعروض.

جزء من موجة تضخم أشمل

الأزمة لا تقتصر على القهوة، بل تندرج ضمن موجة تضخم أوسع في أسعار الغذاء بالولايات المتحدة، فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 2.9 في المئة في أغسطس الماضي على أساس سنوي، وهي أكبر زيادة منذ يناير (كانون الثاني)، كما ارتفعت أسعار الغذاء المعد للاستهلاك المنزلي بنسبة 0.6 في المئة بعد تراجع طفيف في الشهر السابق.

وشهدت أسعار العقود الآجلة للقهوة ارتفاعاً ملحوظاً مع تزايد تقلبات الطقس نتيجة تغير المناخ في البرازيل وفيتنام، وأدى ضعف الحصاد في كلا البلدين، إذ تهيمن البرازيل على سوق "أرابيكا"، بينما تعد فيتنام المورد الرئيس لحبوب "روبوستا" الأرخص ثمناً والمستخدمة في القهوة السريعة التحضير، إلى شح المعروض عالمياً.

ومع بقاء القهوة سلعة لا غنى عنها في حياة ملايين الأميركيين، يظل السؤال مفتوحاً: من أين سيأتي الفنجان القادم، وبأي ثمن؟

اندبندنت عربية



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=128&id=202938

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc