تفاؤل مصري بـ المتحف الكبير
30 مليون سائح .. وايرادات تتجاوز 2.5 مليار دولار خلال أول عام



 



 

سيرياستيبس :

كشف محللون أن السياحة المصرية "على موعد مع نقلة جديدة" بعد افتتاح المتحف المصري الكبير، متوقعين أن يشهد عدد السائحين ارتفاعاً قياسياً، وسط محاولات حكومية لجذب أكثر من 30 مليون سائح خلال الفترة المقبلة.

شهدت القاهرة مساء السبت الماضي افتتاح المعرض الكبير الذي بدأت مصر في إنشائه منذ 20 عاماً، وتصدر الحدث مواقع التواصل الاجتماعي ليتحول إلى أحد أهم "التريندات" العالمية على منصة "إكس".

وتعول الحكومة المصرية على عائدات المتحف في تعزيز الإيرادات السياحية للبلاد، والتي ارتفعت بالفعل خلال الفترة الماضية مع عودة الاستقرار والهدوء إلى منطقة الشرق الأوسط.

خبراء السياحة والآثار يتوقعون أن تتجاوز العوائد الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة خلال العام الأول من الافتتاح حاجز 2.5 مليار دولار، تشمل الإيرادات السياحية والإنفاق المحلي والنشاط التجاري المرتبط بالمتحف والمناطق المحيطة به، وهو ما يجعل الكلفة أقل كثيراً مقارنة بعوائد تتدفق بصورة مستمرة، فيتضاعف تدفق السياحة إلى مصر.

رفع القيمة السياحية لمنطقة الأهرام

في تعليقه، قال الاقتصادي هاني جنينة إن كلفة إنشاء المتحف المصري الكبير بلغت نحو 1.2 مليار دولار، وجرى تمويل الجزء الأكبر بقرضين يابانيين بقيمة إجمالية تصل إلى 800 مليون دولار بفائدة تفضيلية لا تتجاوز 1.5 في المئة. وأشار إلى أنه إذا بلغ عدد زوار المتحف من الأجانب نحو 5 آلاف زائر يومياً وسعر التذكرة 25 دولاراً، فإن إجمال الإيراد السنوي سيكون 45 مليون دولار فحسب، لكن، هذا بافتراض أن سعر التذكرة هو الإيراد الوحيد، لأن السائح يحتاج إلى عدد من الخدمات وجميعها بمبالغ أخرى بخلاف سعر التذكرة. وتابع "إذا افترضنا أن إجمال كلفة قضاء اليوم في المتحف هو 100 دولار للفرد الواحد، فإن الإيراد السنوي سيقارب الـ200 مليون دولار، بخلاف الأثر الاقتصادي الأهم وهو رفع القيمة السياحية والأثرية لمنطقة الأهرام كاملة، بالتالي تعزيز قدرة مقدمي الخدمات على جني مبالغ تفوق كثيراً الرسوم المحصلة سابقاً".

الثقافة والتراث في خدمة الاقتصاد

من جانبه، أكد الأمين العام لاتحاد الغرف العربية خالد حنفي أن افتتاح المتحف المصري الكبير إنجاز تاريخي، يعكس أن مصر صاحبة أعرق حضارة عرفها التاريخ، ولا تزال دولة بناء وعمران وثقافة وإنسانية متجددة. وأشاد بالرؤية الثاقبة والجهود الكبيرة التي قادت إلى تنفيذ هذا المشروع العملاق، مؤكداً أن مصر تشهد خلال الأعوام الأخيرة طفرة هائلة في البنية التحتية والمشروعات القومية والتنمية العمرانية والاقتصادية، بما يعكس إرادة سياسية قوية أعادت لمصر مكانتها الريادية عربياً وإقليمياً ودولياً. وأشار إلى أن احتضان مصر لمحادثات السلام وجمع قادة العالم، واليوم افتتاح هذا الصرح الثقافي الفريد، يعكسان ديناميكية الدولة المصرية وانفتاحها على العالم، مؤكداً أن اتحاد الغرف العربية الذي يمثل القطاع الخاص العربي إلى جانب 16 غرفة عربية أجنبية مشتركة، يرى في افتتاح المتحف نموذجاً ملهماً لكيفية توظيف الثقافة والتراث في دعم الاقتصاد وتعزيز الاستثمار والسياحة، مشدداً على أن القطاع الخاص العربي شريك أساس في مسيرة التنمية التي تشهدها المنطقة بقيادة الحكومات الرشيدة.

وأوضح أن الاستثمار في الثقافة والسياحة يتجسد في مشروع المتحف المصري الكبير، ويفتح آفاقاً واسعة أمام القطاع الخاص لتعزيز الاستثمارات المشتركة، وخلق فرص عمل جديدة ودعم الاقتصادات المستدامة القائمة على المعرفة والإبداع والهوية الحضارية. ولفت إلى أن المتحف سيسهم بصورة مباشرة في تعزيز حركة السياحة الوافدة إلى مصر، موضحاً أن عدد السياح الذين زاروا البلاد العام الماضي بلغ نحو 15.8 مليون سائح، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأعداد خلال الأعوام المقبلة بفضل المشاريع الكبرى التي تعزز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية.

وجهات جديدة وشرائح مختلفة من الزوار

ضمن مؤتمر صحافي، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة "طلعت مصطفى العقارية" هشام طلعت مصطفى، إن متوسط الإشغالات في فنادق شرم الشيخ بلغ نحو 85 في المئة، مشيراً إلى ارتفاع متوسط إيراد الغرفة من ثلاثة إلى أربعة أضعاف مقارنة بالفترات السابقة. وأوضح أن متوسط إيجار الغرفة الفندقية في القاهرة وصل حالياً إلى نحو 1100 دولار يومياً، بينما بلغ في أسوان 1050 دولاراً، مقابل 850 دولاراً وألف دولار على التوالي خلال اليوم السابق. وقال إن أعمال الإنشاء في فندق "فورسيزونز" الجديد المجاور للمتحف المصري الكبير بدأت منذ نحو ثلاثة إلى أربعة أشهر، ومن المتوقع افتتاحه خلال ثلاثة أعوام، مؤكداً أن المشروع يمثل إضافة متميزة للقطاع الفندقي الفاخر في مصر. وأشار إلى أن ما أنفقته الدولة خلال الأعوام الأخيرة على تطوير المرافق العامة والمتاحف أسهم في خلق وجهات سياحية جديدة وجذب شرائح مختلفة من الزوار، مما أدى إلى زيادة تدفقات العملة الصعبة إلى البلاد. ولفت إلى أن متوسط سعر الغرفة الفندقية في أسوان ارتفع إلى نحو 850 دولاراً يومياً، وفي القاهرة إلى نحو ألف دولار يومياً، بعدما كان يراوح سابقاً ما بين 70 و80 دولاراً فحسب، وهو ما يعكس التحسن الكبير في جودة الخدمات ومستوى الطلب السياحي. وأكد أن الطفرة التي شهدها قطاعا السياحة والطرق في مصر خلال الأعوام الأخيرة أسهمت في إحداث نقلة نوعية ضمن حركة السياحة الوافدة، مشيراً إلى أن المتحف المصري الكبير سيشكل نقطة جذب رئيسة للسياح المهتمين بالسياحة الثقافية والتاريخية.

خلق تجربة سياحية متكاملة

وفي مؤتمر صحافي، أكد رئيس مجلس إدارة شركة "ليجسي" المكلفة إدارة المتحف المصري الكبير حسن علام أن إدارة هذا الصرح الحضاري تمثل مسؤولية ضخمة، مشيراً إلى أن الشركة كُلفت بإدارة المتحف منذ أربعة أعوام، وهي ملتزمة الحفاظ عليه وتطوير تجربته بما يليق ومكانته العالمية. وأوضح أن الشركة أولت اهتماماً كبيراً بتأهيل الكوادر البشرية، من خلال برامج تدريب مكثفة للعاملين والمهندسين، بهدف إعدادهم لتحمل المسؤولية الجديدة، ومواكبة متطلبات الإدارة الحديثة لمؤسسة ثقافية وسياحية بهذا الحجم. وأشار إلى أن الهدف الرئيس يتمثل في خلق تجربة سياحية متكاملة ومميزة للزوار تضمن عودتهم مجدداً، مضيفاً "وصلنا إلى نقطة نجاح نادرة تاريخياً، والعالم يتساءل كيف نجحنا في تحقيق هذه الشراكة النموذجية بين القطاع الخاص والدولة؟". وكشف عن أن التشغيل التجريبي خلال العام الماضي شهد استقبال نحو 5 آلاف زائر يومياً، متوقعاً أن يرتفع العدد إلى 15 ألف زائر يومياً مع الافتتاح الكامل للمتحف. وشدد على أن المتحف الكبير يمثل إعادة تموضع لمصر على خريطة السياحة والثقافة العالمية، ويسهم في تعزيز موارد الدولة من العملة الصعبة، ويدعم تدفق الاستثمارات الأجنبية.

نقلة نوعية على خريطة السياحة العالمية

من جانبه، قال وزير المالية أحمد كجوك إن هذا المشروع الحضارى يمثل نقلة نوعية لمصر على خريطة السياحة العالمية، بما يتضمنه من تنوع وعظمة للقطع الأثرية وطرق عرضها الحديثة، أخذاً في الاعتبار تحويل التراث الحضاري العظيم إلى فرص وموارد تدعم الاقتصاد المصري.

 

أضاف أن "المتحف الكبير" يعد خطوة مؤثرة في مسار تأكيد تنوع وقوة البيئة الاستثمارية بمصر وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، موضحاً أننا أمام تجربة ملهمة للشراكة المثمرة مع القطاع الخاص، تؤكد للجميع تبني مشروعات متنوعة تتيح عوائد اقتصادية مستدامة. وأشار كجوك إلى أن افتتاح "المتحف الكبير" يمثل قوة دفع هائلة لتنوع الاقتصاد المصري والمقصد السياحي المصري بما يضمن تنافسيته وجاذبيته، مؤكداً أن بلاده ستعمل بكل جهد وتعاون مع مختلف الجهات المعنية على إطلاق الطاقات الكامنة الهائلة للاقتصاد المصري.

زيادة الطلب على الاستثمار العقاري

فيما أكد رئيس اتحاد شركات التأمين علاء الزهيري أن افتتاح المتحف المصري الكبير يعد حدثاً تاريخياً مهماً لمصر لما له من مردود اقتصادي كبير، فعلى المستوى الاقتصادي سيزيد من دخل الدولة من العملة الصعبة نتيجة لزيادة عدد السياح الذين سيرغبون في زيارة مصر والتمتع بالوجود داخل المتحف ورؤية المقتنيات الأثرية به، وكذلك خلق فرص عمل نتيجة لزيادة أعداد السائحين، مما سيؤثر في تشغيل عدد من الفنادق والمطاعم ووسائل نقل السائحين. ولفت الزهيرى إلى أن افتتاح المتحف الكبير سيؤدى لزيادة الطلب على الاستثمار العقاري في المناطق المحيطة بالمتحف بصورة كبيرة وسيخلق هذا فرص عمل كبيرة لعدد من فئات المجتمع سواء بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة.

وعلى مستوى صناعة التأمين، قال الزهيري إن هناك عدداً من التغطيات التأمينية المرتبطة بتأمين المتاحف، ووثيقة تأمين المتاحف هي وثيقة تأمين معمول بها داخل عدد من دول العالم التي تحوي متاحف، وهذه الوثيقة مصممة خصيصاً لتغطية المتاحف ومحتوياتها وكذلك تستخدم لتغطية المقتنيات كافة بالمتحف، من أخطار الحريق والسرقة والسطو والفيضانات والحوادث التي تصيب المقتنيات سواء أثناء العرض، أو أثناء النقل داخل المتحف أو خارجه بغرض العرض، سواء كان مكان العرض في مصر أو خارجها.

اندبندنت عربية



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=134&id=203496

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc