الكسل أم الحرص يدفعنا إلى مثل هذا الموقف .. ؟
هل القروض والاستدانة من الخارج لبناء الدولة شر كله ؟
سيرياستيبس - كتب أسعد عبود:
لاتمنح القروض للدول النامية بسهولة .. وفي التاريخ الاقتصادي الحديث لهذه
الدول ما هددها دائما بفخ المديونية .. وقد ساعد في ذلك كثيرا اجرأءات و
اشراف الهيئات المالية الدولية ، صندوق النقد الدولي و البنك الدولي .. و
غيرهما ..
هو ما لابد منه .. او هو شر لا بد منه ..
و الشطارة في أن نستفيد
منه كخير نحتاجه ، ولا نسقط في حبائله كشر أكيد يحيق بنا ..
ماذا يمكن أن نفعل في السعي للتعامل مع النقيضين ..؟ لا ينقذنا ابدا أن
نقاطع و نرفض القروض و الاستدانة ... ولا ان نفتح بلادنا و مقدراتها و
امكانات شعبنا لها متوهمين انها اداة الانقاذ الاكيدة ، و ربما تبدو للبعض
الوحيدة ..!! لاحظ في هذا الخصوص رقصتنا الساذجة فرحا مصطنعا ، كلما
تجاوزنا عقبة حقيقية او وهمية باتجاه الاسواق و البنوك الخارجية .. !! ثم
لاحظ حذرنا المعلن منها ..
كيف سنجمع بين المتناقضين ..؟
نحن بلد يعاني من الدمار و عانى طويلا ويعاني في إصلاح حاله .. من الغباء
!! و ما زال اقتصادنا محكوم بهما .. " الدمار و الغباء " ..
لماذا .. وما الذي ينقصنا .. ؟!
أظنه التصحر الذي أصابنا نتبجة القرار الاقتصادي أو السياسي الملزم
كأنه تنزيل مقدس .. مما أدى الى اسقاط دور أصحاب العقول و المصالح لصالح
اصحاب القرار .. ولكل قاعدة شواذها .. إلا قاعدة الفشل الأكيد نتيجة الكسل
، و التستر عليه بالتحدي الشعارتي المسيس .. بالتالي بتنا نخضع للخوف و
نحتكم له و نداريه بالانقياد للعجز ..
ولاية المؤسسات المالية الدولية .. كارثية بالمعنى الكامل للكلمة .. وليس
ما يعانيه هذا الشعب اليوم من انذارات طيف فاتورة الكهرباء و الاتصالات
.. و أسعار و تكاليف الحياة ، إلا المعاناة الهامشية الاولى ، ونحن نغادر
جحيم ما اسميناه باطلا بالاشتراكية ، لنسقط معه طرائق و أدوات الدعم الذي
كان يقدم بهذا الشكل أو ذاك للمواطن ..
لكن رغم ذلك كله .. و غيره .. لابد من التعامل مع هذه المؤسسات و مع القروض
التي تتيحها .. معها و فيها ، أو دونها .. لا بد من اعمال العقل و لا بد
من ولايه صاحب العلم و الخبرة و التجربة .. و هذا يقتضي بالضرورة ابتعاد
الدبيكة و الراقصين من حلبات العمل إلى حلبات الرقص التي يهوون ،
لافساح
المجال لاصحاب الخبرة و العلم و التجربة و الارادة ..
المقاطعة الصماء وحدها ودفعة واحدة ، كارثة لن يطول علينا الزمن قبل
مواجهتها .. والارتخاء و النوم في العسل بالقروض و الاستدانة كارثة اهم
لأنها تهدد الاستقلال الوطني إن كان بقي منه شيء ..
اذكر هنا بكتاب للمرحوم
الباحث رزق الله هيلان بعنوان " المديونية حصان طروادة للعالم الجديد "
بين هذا و ذاك يكون العقل و المعرفة هما الحاميان من المخاطر و الخسائر
المحتملة .. و ذلك ما يجب أن يكون منذ الايام الاولى للتوجه سواء باتجاه
الاستقراض و الاشراف المالي الدولي .. او إلى الابتعاد و الاصرار على
النيات الحذرة الطيبة ..
سورية اليوم تعيش بين الفخين .. وتواجه اثارهما
معا .. نحن اليوم بفترة رفع و الغاء الدعم .. و هذا عموما من اشتراطات
الهيئات المالية الدولية لتقدم وصفتها للانقاذ .. و قد تكون للخراب .. لا
يحمينا الا العلم والدقة في القرار .. وشرط هذا و ذاك هو ترك فرصة كبيرة
لرأي اصحاب المصالح في الاقتصاد واسواقه
و بنيته .. في مرحلة ماضية اعلنا
عليهم العداء والحرب ، فوقعنا في الازمة التي اوصلتنا إلى ترجي اسوأ ما
لديهم و عندهم .. وهو الشراكة بين القطاعين الخاص والعام .. اليوم ..
ننتظر
الا يكون هذا او ذاك بل أن يكون انتصار الاعتدال و دور قطاع الدولة ..
وصولا الى خلق فرص جديدة صحيحة لدعم الناس .... لنا عودة ..
As.abboud@ gmail.com
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=126&id=203705