لمنع تفشي الوباء.. وزارة الزراعة السورية تغلق أسواق الحيوانات الحية لمدة 21 يوما
22/12/2025
سيرياستيبس
أصدرت وزارة الزراعة السورية قراراً يقضي بإغلاق الأسواق الحيوانية الخاصة بالحيوانات الحية، ومنع انتقال أو نقل المواشي، وذلك في إطار الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الأمراض، على خلفية خطورة الوضع الوبائي الراهن وانتشار الحمى القلاعية.
ووفق القرار، الذي حصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة منه، حددت مدة الإغلاق بـ21 يوماً، بدءاً من يوم الخميس 18 كانون الأول/ديسمبر الجاري.
وأشار القرار إلى تكثيف الجولات الحقلية والدوريات، للتأكد من جودة ونوعية اللقاحات المتوفرة والمعروضة في العيادات البيطرية، والتحقق من إجازات الاستيراد وموافقات وزارة الزراعة، إضافة إلى قمع المخالفات المتعلقة باللقاحات المهربة أو المزورة.
موقع تلفزيون سوريا حاول التواصل مع وزارة الزراعة للوقوف على حيثيات الوباء، إلا أن الوزارة امتنعت عن الإدلاء بأي تصريح، دون توضيح الأسباب.
تخوف المربيين من الخسائر
قال مربو أغنام لـ موقع تلفزيون سوريا إن خوفهم هو انتشار المرض بين القطعان الصغيرة التي لا تحتمل الإصابة، حيث أن عزل الحيوانات صعب بسبب قلة الإمكانيات، لكنهم يلتزمون بالإرشادات لأن قطعانهم هي مصدر رزقهم الوحيد.
واكدوا أنّ أي إصابة، حتى لو كانت محدودة، قد تتحول إلى خسارة كبيرة في حال عدم السيطرة عليها بسرعة، فانخفاض وزن الأغنام وتراجع قدرتها على الرعي يسبب خسائر حتى دون نفوقها، بحسب المربيين.
الحمى القلاعية وتأثيرها على الثروة الحيوانية
بدوره، أوضح رئيس المركز البيطري في حورات عمورين بمحافظة حماة، الدكتور البيطري محمد إبراهيم، في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، أن الوباء المنتشر هو فيروس الحمى القلاعية، وهو من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى، وله سبع "عترات" (تحورات فيروسية).
وبين أن الفيروس ينتشر بسرعة، ويصيب الأبقار والأغنام والماعز، وينتقل إما عبر الاتصال المباشر من خلال الاحتكاك بالحيوان المصاب، أو عبر الاتصال غير المباشر بواسطة الهواء، والملابس، ووسائل النقل، إضافة عن طريق تنقل الحيوانات بين الأسواق أو من قرية إلى أخرى.
ويسبب المرض ارتفاع في درجة حرارة الحيوان، وتشكل بثور داخل التجويف الفموي، وبين الصدر والأطراف، ما يؤدي إلى انعدام الشهية وقلة تناول الطعام، وانخفاض إنتاج الحليب لدى الأبقار، وقد يصل في بعض الحالات إلى نفوق الحيوانات، ما يترتب عليه خسائر اقتصادية كبيرة، وفق إبراهيم.
وأضاف أن الإجراء الوقائي الأساسي للحد من انتشار المرض يتمثل في تطعيم (تلقيح) الحيوانات، حيث توزع وزارة الزراعة اللقاحات كل ستة أشهر، ويقوم الفنيون في الوحدات الإرشادية بتلقيح القطعان بشكل كامل سواء الأبقار أو الأغنام، ما يمنح الحيوان مناعة ضد المرض، ولفت إلى أن "اللقاح المستخدم سابقاً كان روسي، بينما يتم حالياً توزيع لقاح تركي".
وأكد إبراهيم على ضرورة العزل الفوري للحيوان المصاب عند ظهور الأعراض، وتخصيص أدوات مستقلة له، ورش الحظائر بالمطهرات القوية مثل الصودا الكاوية، إلى جانب إبلاغ أقرب وحدة بيطرية عند الاشتباه بالإصابة.
وبين أنه لا يوجد علاج نوعي للحمى القلاعية كونها مرض فيروسي، إلا أن العلاج يركز على تخفيف الأعراض ومنع العدوى الثانوية، من خلال إعطاء الحيوان مضادات حيوية، وخافضات حرارة، ومطهرات فموية.
وأشار إبراهيم إلى أنه، تم تسجيل إصابات بأعداد قليلة في منطقة الغاب، لغاية إعداد هذه المادة، مشيراً إلى أنه "تم اليوم توزيع لقاحات على الوحدات الإرشادية في منطقة سلحب، حيث خرجت الفرق الفنية لتلقيح كامل القطيع من الأبقار والأغنام".
ومنذ بداية العام الجاري، انطلقت في عدد من المحافظات السورية سلسلة حملات وقائية لتحصين القطعان ضمن الخطة الوقائية لوزارة الزراعة.
وفي 16 كانون الأول/ ديسمبر، أطلقت وزارة الزراعة حملة لحماية الثروة الحيوانية من الأمراض الوبائية والمعدية، بهدف وقاية الأبقار من الإصابة بمرض الحمى القلاعية، وحماية الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية، وتعزيز الأمن الغذائي في سوريا.
وبينت الوزارة أن الحملة ستتضمن توفير مليون و800 ألف جرعة لقاح للتطعيم ضد مرض الحمى القلاعية.
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=127&id=204022