حبر على جدار الزمن ...خلاصة عام
27/12/2025
سيرياستيبس
ديب علي حسن
لا زمان بلا مكان ولا مكان بلا زمان وكلاهما لاقيمة لهما ان لم يكونا جدارا او سجلا للخلود الإنساني..
ولكن السؤال الذي يجب ان يطرح : هل كل إنسان قادر على فعل امر ما يخلده على طاري الزمن?
من البداهة القول : لا ...
وان تعددت الأفعال التي تخلد ..
في صفحات هذا العام ٢٠٢٥ م وحصاد أيامه كما أراها احاول ان اقطف منها صفحات خطها من تابعتهم ..
امضي الى الحبر ..حبر الابداع والشعر والصحافة من خلال ما تابعت وهي وجهة نظري .
الشعر فعل ابداع ..
من اجمل ما يمكن الاقتباس منه حول الشعر كتاب زمن الشعر لادونيس الذي يرى ان الشعر رؤيا والرؤيا قفز خارج حدود الزمان والمكان .
من هذه المقولة أقف عند شاعرين ..شاعرة وشاعر..تابعتهما وما ازال واعود الى ما يكتبان وينشران .
سلمى جميل حداد ...قطار الزمن ونور الابهار
ربما مضى عشرون عاما ونيف على اول متابعة لي لابداع الشاعرة سلمى جميل حداد من خلال مجمواعتها الشعرية قبل أعمالها الروائية ثم أتيح لي ان احضر أمسية شعرية لها في ثقافي المزة فحلقت بجناحين من ابداع الأصالة والتجديد وتتالت متابعتي أعمالها الشعرية المتميزة .
في حصاد هذا العام ٢٠٢٥ م وحبر الابداع على صفحاته تأتي مجموعتها ,( في القطار السريع الى لا ادري )
عنوان فيه من نبض القلق ما فيه لكنه قلق الإنسان المبدع الذي يعرف الى اين يمضي قطاره فنوره الكاشف من بصيرة العقل ونقاء الروح والقدرة على خلق جدلية الجمال الفلسفي دون الوقوع في شرك السفسطة .
في قطارها كلنا موجودون يمضي بنا نحو أفق ينتظرنا تارة يقترب وزارة أخرى يتوقف لالتقاط الأنفاس .
جماله انه من عبق الشعر وسؤال الفلسفة ..من اليقين الذي نعيشه حدسا ولا نحسن التعبير عنه الا بروح الشعر .
سلمى جميل حداد تالقت هذا العام في هذا الديوان وعلى جدار ال٢٠٢٥ خطت ما أرادت..
من قطارها وعربات نوره نقتطف.
قميص الصباح أبيض كالورق
تأخرتُ قليلاً عن المفرداتْ
وسبقتني إليكَ بلاغةُ الصور
تخيّرتُ أجملها كُرمى لعينيكَ
وعشتُ على ضئيل المنفى
أتزيّا بالذكرياتْ
بالشبابيك الملونات العتيقاتْ
وذا الحلم تراب أزرعه كي يبقى
كي أبقى روحاً وتبقى ونبقى
وفي داخلي امرأة أخرى
كما أريدها أن تكون حين تقوى ولا أقوى
عنيدة كالشمس
صبورة كالقرميد
برّاقة كالأمل الأرقى.
علم عبد اللطيف بحر الاغتراب بلا إشاعة
شاعر من توق ومن حنين صدرت له أكثر من مجموعة شعرية نالت التقدير والاستحسان من قبل النقاد والمتابعين .
ويكتب المقالة الثقافية النقدية التي تقدم للقاريء،كل جديد..
ربما كانت مجموعته الشعرية الأخيرة التي صدرت عن الهيئة العامة للكتاب تحت عنوان : بعض من عذوبة
من اجمل ما قرأت خلال للشاعر وكل ما ينشره ويقدمه في قمة الجمال .
لغته الشعرية خضراء كما طرطوس التي يعيش فيها..
الحنين والاغتراب في المكان وسم من الق .
من صفحة الشاعر :
ياللهوى..
في الوعد شيّد
لهفتي
وأنار نجماً في الخيال
وأطفأَهْ
وعلى شواطئ
بحره
في الليل أوصد
مرفأَه
ما كان يشكو
في الشتاء
صقيعَه
الحب أوصلَه الصقيعَ
وأدفأَه
أبداً ترى هجسَ القلوب
إذا تَجاذَبَها المغيبُ
أو صدّقت وعدَ
الشواطئ
أن تبدّدها الرياحُ
فترتمي نظراتُها
وترى المنائرَ في الموانئ
مُطفأَة.
حبر الصحافة...
في هذا العام تابعت ما استطعت ما خطته أقلام اعلام الصحافة السورية ..
وتوقفت عند الاستاذ اسعد عبود وعبد الفتاح العوض ومعد عيسى.
اسعد عبود استشراف المستقبل ..
من تابعتهم صحيفة الثورة منذ نصف قرن وأكثر لايمكن الا ان يقف عند قلم كرس حبره لهموم الناس واستشراف المستقبل لاسيما في امور الاقتصاد..
اسعد عبود القلم الذي مازال يضخ حبره ويثري مواقع الأزرق بكل ما هو جديد
قرأت الكثير له من نبض الحياة اليومية التي تعني كل سوري وفي هذه الظروف الصعبة التي نعبرها يقف الى جانب الفقراء الذين فقدوا كل شيء ويسكب حبره داعيا الى التنمية التي تقدم الحلول وتشغل المجتمع بالانتاج من أجل النهوض وسد العجز الذي، يجتاح كل جوانب حياتنا .
عبد الفتاح العوض ..فلسفة الحياة وعمود المجتمع ..
تميزت كتابات الاستاذ عبد الفتاح العوض بروح الحكمة التي تستحضر الماضي ليكون رافدا جميلا في جدول الحاضر.
يكتب من روح الوطنية السورية ما يجمع ما يوحد لا ما يفرق .
يقبس من وهج الحكمة باقة من الماضي لتكون امام القاريء قادرة على التحليق انه من الأقلام النقية التي تنهل من نبع صاف هو ماء سورية.
معد عيسى ..حكمة الآباء والاجداد..
قلم ثالث تمرس في ألوان الإعلام المرئي والمقروء وترك بصمة حيث كان .
في تجربته الاعلامية المقروءة صحيفة الثورة لم يكتب بان يطرح القضية او المشكلة التي يكتب عنها بل يعمل على تقديم او اقتراح الحيل الذي يرى انه يمكن ان يكون مفتاحا او دليلا.
يقبس معد عيسى من حياتنا الكثير من الشواهد والأدلة والحكايا لتكون جزءا من قصة اعلامية تجعلك تحلق معها .
حبر خالد..
هذا الحبر الذي شعرت به هذا العام وتابعته وغيره الكثير الكثير والتأكيد ثمة مساحات أخرى واسعة لعل أحدا ما يكتب عنها .
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=145&id=204071