أكد عدد من الصناعيين أن غرف الصناعة لا تزال تعمل بعقلية قديمة، تركز على الجباية من الصناعيين دون تقديم أي خدمات حقيقية لهم.

وأشاروا إلى أن إقامة معرض “خان الحرير” الأخير تم دون أي دعاية إعلامية تُذكر، أو حتى جهود لتسهيل وصول التجار من الدول الأخرى، مما جعل الهدف الأساسي من المعرض تحقيق الربح، لا خدمة الصناعة الوطنية أو دعم الاقتصاد المحلي.

وبحسب الصناعيين، فإن الشركات المشاركة في المعرض تكبدت خسائر كبيرة وصلت إلى عشرات الملايين، نتيجة مصاريف الانتقال من المحافظات إلى دمشق، والمنافسة في تقديم تصاميم متميزة. إلا أن المعرض خلا من الزوار، ولم يحظَ بأي اهتمام إعلامي، على عكس ما يحدث في المعارض الأخرى داخل سوريا وخارجها.

غرف الصناعة السورية

واتهم الصناعيون غرف الصناعة بعدم الاكتراث بمصالحهم، مؤكدين أن همّها الوحيد هو جمع الاشتراكات مقابل “صفر خدمات”. واعتبروا أن الغرف لم تعد مؤهلة لتنظيم المعارض، مطالبين بالاستعانة بشركات تنظيم معارض دولية تمتلك شبكة علاقات عامة وأدوات حديثة قادرة على توجيه الدعوات للتجار وفتح أسواق جديدة للمنتجات السورية.

وفي مقارنة مع تجارب دول أخرى، أشار الصناعيون إلى أن الحكومة التركية، خلال فترة الكساد قبل سنوات، قدمت دعماً مباشراً للصناعيين، بما في ذلك تغطية تكاليف الشحن، بهدف تعزيز الإنتاج وفتح أسواق عالمية جديدة. أما في سوريا، فلا تزال غرف الصناعة بعيدة عن أي تفكير جدي في دعم الصناعيين أو تقديم تسهيلات، بل تركز فقط على الجباية.

غياب المعدات الحديثة

ورغم مرور 14 عاماً من الحرب والحصار والعقوبات، شهد القطاع الصناعي السوري تطوراً في الإرادة والجهد، لكنه يصطدم بعقبة كبرى: غياب المعدات الحديثة. فبينما يعتمد الصناعيون في دول أخرى على آلات متطورة، لا تقل قيمتها عن 125 ألف دولار، يعجز الصناعي السوري عن اقتنائها في ظل غياب أي دعم حكومي أو قروض ميسرة. وهنا يُطرح السؤال: أين دور المصارف والفريق الاقتصادي في دعم هذا القطاع الحيوي؟

ويؤكد الصناعيون أن النهوض بالمنتج السوري يتطلب أكثر من مجرد شعارات. فـ”صنع في سوريا” يحتاج إلى عزيمة حقيقية، وأدوات عملية على الأرض، تبدأ من دعم الإنتاج وتطوير المعدات، ولا تنتهي عند إقامة معارض دولية بلا زوار، لا من الداخل ولا من الخارج.

A2Zsyria