عندما يصبح الازدحام هو المشكلة
دمشق التي تتفوق على القاهرة وطهران ووهان وبيرغامبو الايطالية في الكثافة السكانية



سيرياستيبس :

 يطرح وباء الكورونا أسئلة هامة حول تأثير الكثافة السكانية في انتشار الفيروس ما يؤكد حقيقة أن أحد أساليب منع انتشار المرض تكمن في منع الازدحام والتزام الحجر المنزلي .

دمشق وحلب مدينتان مكتظتان بشكل يفوق الكثير من مدن العالم .. دعونا نرى ما يفعله الاكتظاظ السكاني في هذه المقارنات :

في المدن والمراكز الحضرية الناجمة عن سوء توزيع الثروة والنشاط الاقتصادي وفرص العمل. فالفيروس الذي يستطيع شخص أن ينقله لـ 700 شخص في نطاق محصور ومختلط (كما في حالة السفينة السياحية في اليابان) يجعل المدن المكتظة أكثر عرضة للوباء. وهو ما دفع الصين إلى إغلاق كامل لمدينة محورية مثل ووهان تضم أكثر من 11 مليون نسمة، والوصول إلى منع الخروج تماماً مع القدرة على إيصال الطعام للسكان إلى منازلهم، وبناء مشفى ضخم في أسبوع!

المدن السورية الأساسية مكتظة إلى حدّ بعيد، وبكثافة سكانية عالية... وتحديداً مع موجة النزوح الداخلي الواسعة من الأرياف المشتعلة وأحياء الضواحي المدمرة إلى مراكز المدن، وتحديداً في دمشق وحلب.

بيتالي يوضح أن دمشق المدينة ذات الكثافة السكانية المرتفعة بشكل استثنائي، هي واحدة من المراكز الخطرة للانتشار. فمركز مدينة دمشق في عام 2013 كان في المرتبة 24 عالمياً للكثافة السكانية في وحدة المساحة، ففي كل كم مربع من دمشق يتواجد وسطياً 22 ألف شخص! ما يجعلها أعلى كثافة من القاهرة التي تضم أكثر من 20 مليون نسمة. وهذا المعدل قد ارتفع لاحقاً مع توسع النزوح الداخلي، وزيادة الدمار في المناطق الريفية المحيطة، والنسب القليلة لعودة السكان إلى مناطقهم في أرياف وضواحي دمشق.

حلب أيضاً كمركز مدينة ذات كثافة سكانية عالية، ففي مساحة تقارب 190 كم2 يتواجد قرابة 2 مليون شخص، مما يجعل الكثافة فيها تفوق 10 آلاف نسمة في الكم2.

إن هذه الأرقام تعني انتشاراً سريعاً للوباء في حالة عدم تطبيق الحجر بشكل واسع، وربما حتى في حالة تطبيقه مع كثافة عدد الأشخاص في المنزل الواحد! ولكن الحجر هو الحدّ الأدنى الضروري والحاسم.

إن الكثافة في حلب ودمشق، أعلى من الكثافة في المدن والمراكز الثلاثة التي شهدت أعلى انتشار للوباء عالمياً حتى الآن، حيث الكثافة في مركز مدينة ووهان 6000 نسمة في الكم2، وفي طهران 9000 نسمة، وفي بيرغامو في الشمال الأوسط الإيطالي 3000 نسمة في الكم2.

إنّ رسم خارطة للكثافة السكانية في المناطق والبلدات، والتشديد في تطبيق الحجر فيها هو خطوة أولى أساسية لمنع الانتشار. فمناطق عالية الكثافة في مختلف المحافظات السورية ينبغي أن تتحول إلى نقطة تركيز في تطبيق الحجر والدعم. ولكن المفارقة أن هذه المناطق تضم أعلى عدد من العاطلين عن العمل، ومن العمال المياومين، ومن كثافة السكان في وحدة المساحة المنزلية... وتعاني أيضاً من سوء خدمات النظافة والصحة وغيرها، والتحدي كبير في هذا المجال.

خليك بالبيت

 



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=127&id=180905

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc