ألا يستحق ذلك المناقشة والبحث؟
تاميكو تنتج تاتش ... وشركة خاصة تنتج دواء لمعالجة الـ كورونا !



كتب زياد غصن

خبران نشرا مؤخراَ يستحقان مناقشة موضوعية...

الأول يتعلق بإعلان شركة "تاميكو" الحكومية مؤخراً عن البدء بإنتاج مادة الجل المعقم للأيدي بعبوات مختلفة وأسعار منافسة، وسيكون لها -بحسب الشركة- تسعيرتان واحدة للجهات العامة وأخرى للقطاع الخاص والصيادلة، ونسبة الكحول فيها عالية تبلغ 60%.

الثاني وهو يتناول إعلان شركة دواء خاصة عن إبرام شركته لعقد توريد مادة فعالة مع الشركة الصينية المصنعة للهيدروكسي كلوروكين الفعالة لمواجهة فيروس كورونا، متوقعة أن تصل المادة خلال أسبوع للبدء بتصنيع الدواء منها محلياً وطرحه بالأسواق.

وأعتقد أن شريحة من القراء ستكون معي في طرح السؤال التالي:

لماذا ليست شركة تاميكو هي المبادرة لتصنيع ذلك الدواء عوضا عن تكليفها تصنيع علب "تاتش"؟!

وهذا السؤال له ما يبرره:

-المستهلك الوحيد للدواء سيكون وزارة الصحة باعتباره المعنية بمواجهة وباء فيروس كورونا، وعلينا أن نتوقع حجم التوفير الذي كان ستحققه الخزينة العامة فيما لو كانت الشركة المنتجة هي قطاع عام.

مع التنويه أن ما سبق لا يعني المطالبة باحتكار عملية تصنيع الدواء الوحيد المتاح حاليا لمواجهة الفيروس، أو عدم الترحيب بالخطوة التي أنجزتها شركة دواء خاصة.

-امكانية استفادة الشركة الحكومية من العلاقات الحكومية الثنائية بين سورية والصين، وسعي سفارتا البلدين إلى توسيع مجالات التعاون بما يدعم الجهود الحكومية السورية في مواجهة فيروس كورونا من خلال الاستفادة من التجربة الصينية.

-شركة تاميكو هي الشركة الدوائية الأقدم في سورية، ويفترض أنها راكمت خبرات كبيرة، وتاليا يفترض أنها الشركة الأولى القادرة على الحضور في أوقات الأزمات الصحية، خاصة وأن استمراريتها يمثل جزءاً من استراتيجية الأمن الصحي للبلاد، والذي يجري التأكيد عليه في كل خطة خمسية، وفي كل بيان حكومي..

-موقف رئاسة مجلس الوزراء الداعم لكل مشروع من شأنه الإسهام في تدعيم الإجراءات الوقائية المتخذة.. فكيف إذا كان هذا المشروع تصنيع الدواء الوحيد المتاح عالميا لمواجهة فيروس كورونا؟

دون شك، فإن شركة تاميكو تعاني كأي شركة عامة من صعوبات ومشاكل عديدة، قد يكون لها دور عائق في إطلاق المبادرات وإنتاج أصناف دوائية جديدة، لكن ما حدث يجب ألا يمر ببساطة دون نقاش جدي وعميق عن الأسباب التي حالت دون تبني الشركة لتصنيع الدواء المذكور أو غيره.

هامش: الإنتاج المحلي من الدواء ما كان له أن يصل إلى هذه المرحلة لولا جهود الشركات الخاصة، ونأمل مع انتهاء الحرب ورفع العقوبات أن ينتقل الاستثمار في الدواء إلى مرحلة أخرى يكون فيها للبحث والتطوير الاهتمام الأكبر.

خاص-سيرياستيبس



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=131&id=181256

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc