ينطلق من أهداف واضحة ومحددة
هل سيكون البيان الحكومي هذه المرة مختلفاً عما سبقه؟



سيرياستيبس-خاص:

هل سيكون البيان الحكومي هذه المرة مختلفاً عما سبقه؟

اعتادت جميع الحكومات السابقة على صياغة بيانها الوزاري كخطاب حماسي يتضمن كثير من الأمنيات والوعود التي ترسم واقعا وردياً ومثالياً يتوقع معها المواطن أن تتحول البلاد إلى دولة متقدمة أو لا تحتاج سوى إلا إلى "عضة كوساية" لتصبح كذلك. وبالتأكيد فإنه مع مثل هكذا بيانات فإنه من المستحيل إجراء مقارنة لإنجازات وإخفاقات أي حكومة، سواء من قبل المواطن والمهتم بالشأن العام أو من قبل مجلس الشعب المفترض به ممارسة أعمال الرقابة على الأداء الحكومي بما يسهم في تطوير ذلك الأداء تصحيح الانحرافات والأخطاء.

اليوم هناك حكومة جديدة، والعمل كما يفترض جار على إعداد بيانها الحكومي المفترض تقديمه لمجلس الشعب، وما نأمله أن يكون هذا البيان مختلفاً تماماً عن السابق إدراكاً من الحكومة لطبيعة التحديات التي تواجهها والظروف الصعبة التي تعيشها البلاد بفعل العقوبات الغربية والفساد والتراخي في معالجة مشاكل المواطنين وهمومهم. ولا نطلب هنا من الحكومة الجديدة أن تلزم نفسها بأهداف غير قادرة على تحقيقها أو بمشروعات كبيرة وأكبر من إمكانيات البلاد وظروفها الراهنة، لكن على الأقل على الحكومة الحالية أن تضمن بيانها الوزاري أهدافاً محددة وقابلة للمتابعة والرقابة لكل وزارة، لا أن تأتي تلك الأهداف كما هي العادة عامة وفضفاضة تصلح لكل زمان ومكان، ومن المهم أيضاً أن تنطلق تلك المهام والأهداف الخاصة بكل وزارة من الواقع بكل شفافية وموضوعية وجزءاً من استراتيجية وطنية تتعاون جميع الوزارات بكل مسؤولية على تحقيقها، وإلا فإن النتائج ستكون بعد عامين أو أربعة أعوام كارثية أو بلا معنى وتضيف إلى مشاكل الاقتصاد الوطني والمواطنين أعباء ومشاكل جديدة وتهدر وقتاً نحن وسط هذه الظروف الحالية بأمس الحاجة إلى استثماره بما يخدم المواطن ويخفف من معاناته.

 

 



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=131&id=184036

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc