آخِ منكَ ياكورونا .. لو تركتَ لنا الكهرباء .. وحسب .. !
25/03/2020



سيرياستيبس – علي محمود جديد

يبدو أن فايروس كورونا سيتفرّع إلى اختصاصات عديدة، ولن يقف عند محاولات الهجوم على مواطن تنفّس الناس لقطع الهواء عنهم، وشنقهم من الدّاخل إلى أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة ..!

كورونا هذا بات يتدخّل بمرافق الحياة والخدمات أيضاً، ففي الوقت الذي تأمّلنا فيه بأن هذا الفايروس وارتداداته التي تمثلت بخمود الحياة العامة، سوف يساهم بالتخفيف من وطأة ساعات التقنين الكهربائي، لأن أغلب المحال التجارية قد أغلقت، كما أغلقت المقاهي والكافتريات والمطاعم، ونسبة كبيرة من مؤسسات القطاع العام، وصالات الأفراح والأتراح، وما إلى ذلك.

هذا كله بمفهومنا كان يعني التخفيف من استهلاك الكهرباء، الذي يوصلنا بالنتيجة إلى زيادة الاستطاعات الكهربائية، وبالتالي توفّر المزيد من الطاقة الكهربائية الفائضة، التي تعني بالنهاية إنهاء برامج التقنين، أو على الأقل التخفيف منها.

ولكن الأمر لم يكن كذلك، فقد لاحظنا أن ساعات التقنين اضطربت .. ثم تراجعت، أي جرت الأمور بعكس التوقعات، فما الحكاية ..؟!

يبدو أنّ كورونا الذي أجلسَ المواطنين في بيوتهم .. لا يعرف الخير أبداً، فعلى الرغم من اضطرارهم للجلوس في البيوت، ومن المفترض أن يأخذوا قسطاً من الراحة ومما يُشبه الرفاهية نوعاً ما .. وأن يتنعّموا بلوجستيات بيوتهم، وبأدواتهم الكهربائية التي كادوا أن ينسوها، وذلك بعد الفيض الكهربائي الذي سيكون متوفراً مقابل تعطيلهم والتزامهم منازلهم، ولكن الأمور لم تكن كذلك .. إذ بيّنت وقائع الحال أنّ الجلوس في المنازل قد ساهم بزيادة استهلاك الكهرباء، فقد أشارت مصادر كهربائية إلى أن زيادة ساعات التقنين التي حصلت في الآونة الأخيرة، والانقطاعات المتكررة تعود بالأصل إلى برودة الطقس، التي أدّت بدورها إلى زيادة استجرار الكهرباء من قبل المواطنين.

وأشارت تلك المصادر إلى أنَّ تخفيض نسبة الموظفين في الجهات العامة وبعض الجهات الخاصة وإغلاق بعض الفعاليات الاقتصادية كالمطاعم والمقاهي وغيرها من الفعاليات والتزام المواطنين في منازلهم بسبب كورونا، زاد استجرار الكهرباء، كما أن إيقاف الدوام في الجهات العامة لا يسهم في تخفيض الاستجرار لأن نسبة استجرار الجهات العامة في الدولة لا تساوي 2 بالمئة من نسبة الاستجرار الكلية للطاقة الكهربائية..!

هذا يعني أن كورونا تدخّل بالوضع الكهربائي أيضاً، ولم يتح المجال أمام الناس كي تتنعّم بالكهرباء عند انصياعها لهذا المكوث في البيت بسببه هو نفسه، فإجلاسهم في البيت – حسب شريعة كورونا – يقتضي أن لا يستخدموا الأدوات الكهربائية، وإنما عليهم البقاء فقط في حالة الاحتراز والترقّب، وأن ينصرفوا للمزيد من التنظيف والتعقيم .. وحسب .. آخ منّك يا كورونا ..!!



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=136&id=180870

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc