ليست القضية أن يقف الزوج في المطبخ ليجلي الصحون
06/01/2008



ألا يحتاج عمل المرأة  المنزلي الى وقفة جدية لاحتسابه في الاقتصاد الوطني؟ بالاضافة الى  مراعاة الميزانيات لاحتياجات المرأة وخاصة بعد اتساع مشاركتها في الاقتصاد الوطني، وهو الأمر الذي بدأ الحديث عنه في السنتين الماضيتين ؟ دون الاستغراب والتهكم؟ وطرح مزيد من الأسئلة ، منها مثلا: كيف يمكن لعمل المرأة المنزلي أن يحتسب أليس من واجبها أن تعمل داخل منزلها دون التفكير بأي مردود تحصل عليه؟ وكيف للميزانية ان تراعي احتياجات المرأة ؟ أليست مثلها مثل الرجل حين تعمل خارج المنزل؟

 ومن جانب آخر نجد أن الرجل قبل  بعمل زوجته خارج المنزل وقبل أن يعتمد على دخلها، وبالمقابل لم يساعدها داخل المنزل؟

ان الاجابة على تلك الأسئلة تدفعنا أولا الى العودة الى داخل البيت ، والى عمل المرأة  داخل المنزل، فما تقوم به هو دور والدي، سواء الطبخ ،أو التنظيف ، أو تدريس الأبناء، وهذا الدور يمكن أن يقوم به الوالد والوالدة معا، لأن الدور الوالدي السليم والشراكة في الأسرة تتطلب أن يتقاسم الأزواج الأعباء المنزلية، وهذه ليست مطالبة فجة بأن يترك الزوج عمله ويقف في المطبخ ليغسل الصحون أو يطبخ، وانما المطالبة بتبادل الأدوار داخل هذا البيت الذين يشكلان أركانه معا، لتحقيق العدالة والتوازن داخل الأسرة، هذا من جانب ومن جانب آخر أن للأمر تداعياته لاحقا التي تحتاج للحديث عنها الى بحث وربما أبحاث نفسية واجتماعية واقتصادية، منها أن الرجل تستمرعدم مشاركته في أعباء المنزل كحق مكتسب مرتبط بمكانة اجتماعية وبفائدة شخصية تعفيه  من أعباء لم يعتد القيام بها لايقبل التخلي عنها، والمرأة تصبح حياتها رحلة لتثبيت التوازن بين أدوارها المتعددة هذه، ومهما حاولت لتحسين ادارة وقتها تجنبا لما سينعكس ذلك على صحتها الجسمية والعقلية فانها لن تنجح اذا لم نعامل بعدالة داخل البيت أولا وفي المجتمع ثانيا.

  و عندما ازداد تعليم المرأة ودخولها العمل و مع أعباء الحياة والحاجة لدخل الزوجة، جعل الرجل يقبل بدخل زوجته أي مشاركتها بمصروف البيت دون التخلي عن تلك المكاسب، ولا ينتهي الأمر هنا بل يستخدم الرجل  تلك الأعباء في مكان العمل كذريعة لعدم ترقية المرأة أو ترشيحها للتدريب أو للادارة فهو يتهكم على دورها داخل البيت وأمومتها، ليستأثر بالتدريب والترقية.

وطالما أن حديثنا عن الأسرة ، فان الهدف ليس طرح ثنائيات تقليدية تدور في حلقة مفرغة هو يجلي الصحون ،هي تنفق على اللباس والتجميل ......، أو غيرها وانما تحديد ما يمكن أن يحقق  العدالة كحق من حقوق الزوجة كانسانة، بأن يقدر جهدها ومساهمتها في بناء أسرتها أي مجتمعها، و العدالة يراها الكثير من الاقتصاديين شرط لتحقيق التنمية التي نسعى لها .

 

 لينا ديوب



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=210

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc