الكبيبات والحكومة وأمي
05/02/2008



والكبيبات لمن لا يعرفها اكلة جبلية ، مثل الكبة المقلية ولكن بدل اللحمة سلق، وبدل القلي سلق ولها(صوص) مكون من الثوم وزيت الزيتون والليمون، وتكون نكهتها أكبر أيام البرد، كالأيام التي نمر بها هذه الأيام. لأنها من اختراع فقراء الجبال.

و قررت احياء هذه الأكلة وأخبرت اخوتي ودعوتهم فسارعت  أمي لمساعدتي في اعدادها ، وباصرار ظنا منها أنني لايمكن أن أجيد هكذا أكلة صعبة التحضير، وتمت الوليمة، وعندما سمع الأصدقاء استنكروا عدم مشاركتي لهم هذه النكهة الخاصة، فما كان مني الا أن دعوتهم وأعددتها دون اخبار أمي فقط لأجنبها التعب، وفعلا اعددت وجبة شهية وعلى مرحلتين ، صباحية ومسائية، بفارق بسيط بين دفعة الصباح التي أعددتها وبين التي أعدتها أمي ، والفارق هو: أن حبات الكبة التي أعددتها انا، سطوحها ليست ملساء كالتي صنعتها أمي، وكانت حبيبات البرغل واضحة، ومع ذلك بدت وكأنني تعمدت اظهار شكلا جماليا مع النكهة.

لكن عندما سمعت أمي بالأمر جن جنونها وقالت لي:( اي ياخيتي هي يلي بدو يعمل شغلة ما بيعرفا)؟!!لقد ذكرني موقف أمي  هذا من قلة خبرتي بالكبيبات، بموقف حكومتنا مع الزراعة والفلاحين في موجة الصقيع هذه، ففي جميع التقارير التي أذيعت لم يذكر أي شيئ يدل على احتياطات أعدتها الحكومة تحسبا لهكذا جو رغم وصايتها على الفلاحين، فتركت الفلاح ومصائر مزروعاته للصقيع يحرقها ويتلفها، دون أن تسعفه بأي حل، فوصلت الخسائر الى ما وصلت اليه، صحيح أننا من الدول التي قلما يزورنا هكذا صقيع، لكننا لسنا بعيدين عن التغيرات المناخية التي تصيب الأرض التي نحن جزء منها، ومن الطبيعي أن تحتاط حكومتنا لهكذا منخفضات، ليس لتمنع الخسائر ولكن لتخففها، ولتكون عونا للفلاحين الذين لم تعودهم حكومتهم أن تكون لهم مبادراتهم وابتكاراتهم، لابل تستنكرها ، كما استنكرت أمي تجرأي في اعداد الكبيبات وحيدة، مع فارق أنني متأكدة من حب أمي لي رغم وصايتها، أما الحكومة فهل أحبت الفلاحين؟؟

 

 

 لينا ديوب



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=219

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc