هل قبلت بباقة ورد في هذا اليوم؟!
10/03/2008



لم لا فأن يحضرها زوج أو صديق أو أخ فهو تعبير عن التزام من هذا الرجل بمجموعة من القيم والقناعات وهذا لابأس به، خاصة اذا اعتبره يوم النساء العالمي وليس عيد المرأة، لأن الأول يحمل معنى الاستمرارية بالنضال للحصول على الحقوق التي لم تزل بعيدة المنال، بينما الثاني يحمل معنى احتفاليا لانرفضه نحن النساء لكن لايعنينا الكثير، فما يعنينا في هذا اليوم جردة حساب لأوضاع النساء في البيت والصحة والتعليم، والعمل ، ما يعنينا هو ما أصبح اليوم عبارة عن فكرة مكررة استهلكت وهي حالة ربة المنزل المثقفة التي تسكن الضواحي أو الأحياء المخالفة في دمشق وغيرها من المدن السورية، والواقعة في شرك الحياة العائلية،و الأمومة والفراغ، فالحرية والمساواة في حياتها لم تزل بعيدة، ومكسب التعليم والعمل هش، لأنه يقابله عودة الى المنزل عند نهاية دوام طويل ليبدأ عملها المنزلي وتعليمها لأطفالها، بمقابلة لامبالاة زوج يحركه وعيه الذكوري السلطوي، القائم على الأنانية والتحريم والرقابة، وهنا يمكننا تذكر وتخيل صنوف العنف الذي تتعرض له الرمزي والمعنوي والمادي قد يكون أبسطها صفعة على وجهها ان تبرمت من الجلي مثلا! وان وعيها هنا لوضعها وظروفها لايكفي كي تسقط منظومات كاملة قائمة منذ آلاف السنين راسخة في السلوك الثقافي ، وفي القيم التي يفرضها النظام السائد لمجتمعنا.

وما يهمنا أيضا حضورنا نحن النساء في أعلى الهرم الاقتصادي والعلمي والسياسي ، أو حتى في وسطه، ولو قارنا بين اعدادنا وكفاءاتنا في هذه الحقول ونسبة تمثيلنا لتأكدنا من جديد كم نعاني من تمييز على أساس النوع، وهذا لايعني انشغالنا بمنصب سياسي رسمي وان كان حقا، او الوصول الى السلطة تحت شعار المساواة، لأنه لايهمنا أن نكون حاكمات ولكن كيف نحن محكومات؟!

لكن نريد نساء مشبعات بروحية حقوق الانسان والكرامة البشرية تتدخل بادارة الشأن العام، يلف سلوكهن سمات تنسب للأنوثة وهي التسامح والتضحية والتواضع والتفهم والشفافية، وان كنا ندرك أننا قبل ذلك تحتاج النساء الى يقظة انسانية ماهوية تسبق يقظة المواطنة تخلصهن من الظلم والقهر والتمييز على أساس الجنس ، لأن أنظمتنا الذكورية تطمئن لسبات النساء والرجال معا لاستمرار مصالحها، وهي مستعدة لاجلاس نساء على كرسي وزارة أو أي سلطة أخرى اذا كن يمثلن الخط السياسي والاقتصادي نفسه على عيوبه.

كل ذلك يدفعنا لقبول باقة الورد مع مواصلة العمل بكل الوسائل المتاحة من أجل تغيير الثوابت البالية والذهنيات المتحجرة والقوانين التمييزية الظالمة .

 

 لينا ديوب



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=223

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc