إلى القزم الساقط : من أجل هذا تسقط الأقزام
29/03/2008



علي محمود جديد

قرأتُ مقالة غريبة عجيبة ، في صحيفة الجمهورية المصرية ، لرئيس تحريرها السيد محمد علي إبراهيم،تحاول النيل من سورية ، ومواقفها القومية والوطنية ، حيث اعتمد رئيس التحرير المذكور على تزوير الحقائق ، ووضع افتراضات وفرضيات ما أنزل الله بها من سلطان ، ونحن عبر هذا الموقع نترفع عن نشر مقالة الرجل كي لا نمنحه هذا "الشرف" الذي يسعى إليه البعض من منظور خالف تعرف...لكني اقول له:

قرأتُ لك أيها المغفَّلُ – فقط – مقالتك المعنونة ( لماذا سقط الأقزام ) التي تؤكد قزميتك أنت فعلاً ، حيث تحدثت عن الفرق بين السيد الرئيس بشار الأسد ، ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد ، وكأنّ مصر كانت تؤيد ماذهب إليه الرئيس الراحل بعلاقاته مع إيران ، والأمر في الواقع ليس كذلك ، ثم مَنْ قدَّمَ لك تعهداً بأنّ الرئيس بشار سوف يكون نسخة طبق الأصل عن والده ؟! لاشك بأنَّ ثمة قيم مضافة على الأرض سوف تظهر ، وقد أوضح الرئيس بشار الأسد منذ توليه قيادة الحكم في سورية أن الرئيس الخالد حافظ الأسد قد أرسى القواعد المتينة ، وسيقوم هو على إكمال البناء ، ولاشك أنه على الرغم من تلازم القواعد مع البناء ، فإنّ القواعد شيء ، والبناء شيء آخر .

 أمّا بالنسبة لمطالبة القمة برفع العقوبات عن سورية ، فأنت – من المفترض أنْ – تدري ماذا يعني ذلك ، وسورية لاتريد أصلاً إلغاء المحكمة الدولية ، بل تريد أن تأخذ مداها إلى أبعد حد ممكن ، ولكن – ضع باعتبارك – بعيداً عن التسييس ، أو بالأحرى بعيداً عن النوايا الأمريكية ، ونوايا زبائن واشنطن ، أما إن كنت لاتجد عقوبات على سورية غير ذلك فهذه مشكلتك أنت ، ومشكلة ضيق أفقك ، أو بالأصح مشكلة نفاقك .

 النظام السوري – ياسيد محمد علي ابراهيم ، وحاشى الأسماء كلها – لايدفن رأسه بالرمال ، بل لعلَّ مشكلته معك ومع أمثالك ، أنه لم يفعل ذلك ، وهو يعرف جيداً أن السيف مُشهر على أعناقه ، ولكنك كنت أعمى عن الترس الذي يحمله ، والذي سيُحَطَّمُ عليه ذلك السيف ، والنظام السوري سواء أعجبكم أم لم يعجبكم ، اختار مقاومة هذا السيف ، وأخشى أن تكون خائفاً من السيف الذي يُشهره النظام السوري على عنق صديقتكم إسرائيل ..!

 أما بالنسبة لمحاولة اصطيادك في الماء العكر ، في حديثك عن المقاومة الشرعية لأبناء الجولان ، فهذه محاولة بائسة ، لأنّ هذه القضية لم تعد بحاجة لقرارات ، إنها قائمة .

 أما بالنسبة لتذرّعنا بشماعة إسرائيل ، فنحن نبارك لكم تخلُّصكم من هذه الشماعة ، ولكم بعد ذلك أن تبرروا كما تشاؤون.

 لاتفرح كثيراً – ياسيد محمد علي ابراهيم – بأن القمة قد فشلت وقبل أن تبدأ ، فهي أولاً لم تفشل ، وستكون أفضل قمة ، ولكن وحتى إن فشلت فإنّ هذا ليس مشروعنا أبداً ، وكذلك فمشروعنا أيضاً ليس له علاقة بمسألة الضجيج الإعلامي ، ولو أن المسألة هكذا بمثل ضيق الأفق هذا ، لكان الأمر هيناً ، فضجيجنا ضجيج قتال وقعقعة سلاح ، فسورية تحارب اسرائيل وبقوةٍ وانتصار ، حتى وإنْ هدأتْ جبهة الجولان .. واطمئن فإنَّ القادم أعظم .

 الرئيس الأسد – ياسيد ابراهيم – لايتهرب من أية أسئلة ، لابل على العكس فهو يسال الأسئلة المحتملة من الدرجة العاشرة ، ويجيب عليها كلها ، مُتَحَسِّبَاً للحسابات ، وبمختلف الاتجاهات ، ويعرف جيداً ماذا يفعل ، وهو غير مُعجب – على كل حال – بما تفعلون أنتم ، ولكننا لم نفهم معنى زعمك بأنَّ طائرات إسرائيلية تتدرّب في سماء دمشق ..؟!

 إنّ سورية – ياسيد ابراهيم – لم تُخَوِّنْ مصر ولا السعودية – رغم أنهما خائنان فعلاً – ولكن كأنظمة وأبواق، وليس كشعب ، فالشعب رائع لايقبل الضيم الذي يتبناه الحكام ..!

 لاأدري لماذا نبتزَّكم ، ونحسدكم على ما أنتم عليه من عمالة وخيانة وارتهان ..؟! نحن قلبُنَا عليكم ، ويصعب علينا – وحتى إنْ سكتنا – أنْ تكونوا رهينة الأمريكان وأعداء الأمة .

 لم نطلب منكم ولا من غيركم المساعدة .. في السابق وقتما كانت مصر هي مصر العروبة ، كُنَّا أقوياء بها فعلاً ، ولكن مالذي يعنينا اليوم من هكذا مصر هزيلة ..؟!

 

 الغبي عندما تُحلق الطيور عالياً يراها أقزاماً .. ولكنها تنظر إليه فتراه قزماً أيضاً



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=225

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc