رسالة مفتوحة إلى سيادة رئيس مجلس الوزراء...القادم
04/11/2006



نشرت Syriasteps رسالتي الموجهة إلى السادة الوزراء بمناسبة مرور أربع سنوات على تشكيل الوزارة العطرية الأولى. مستذكراً فيها خمس رسائل نشرتها قبل إعلان إسم رئيس الوزراء و أسماء الوزراء .

و الآن أعيد نشرها تباعاً عسى تجد فيها الوزارة الحالية أو القادمة ما هو مفيد

المحامي: مأمون الطباع

- الرسالة الأولى - 

تحية الوطن و العروبة:

عام 2002

أهلاً و سهلاً بك.... سواءً كنت قديماً أم جديداً أم مُجدّداً...

أهلاً و سهلاً بك، سواءً كنت من قيادة الحزب، أو من قيادة الجبهة، أو من التجار أو من الأكاديميين (الغربيين أو الشرقيين)... و سواءً كنت ممن يسمون بالحرس القديم أو ممن يسمون بالحرس الجديد (الذين لم نتعرف عليهم حتى الآن، إن كانوا موجودين فعلاً) أو ممن يقفون بين بين بانتظار الرياح القادمة.

و سواءً كنت مع الخصخصة أو مع العمعمة، أو مع اقتصاد السوق، أو مع اقتصاد سوق الجمعة القديم أو الجديد، فإنني أرجوك أن تكون رئيساً لمجلس الوزراء فعلاً ، و أن لا تبعدك الشكليات و المجاملات و مدحلة البيروقراطية عن الهدف الذي أتيت لتحقيقه، بعد أن أعلن رئيسنا الشاب بأن المهمة الأولى للوزارة الجديدة هي الإصلاح الإداري.

ياسيادة رئيس مجلس الوزراء القادم... لنا رجاءٌ و أماني عديدة... الرجاءُ هو أن تتوقف عن إصدار قوانين أو بلاغات أو تعليمات جديدة و أن تبدأ من بيتك العتيد و هو (مبنى رئاسة مجلس الوزراء و الجهات التابعة لك) لأن ما يجري في هذا البيت العتيد هو صورة مصغرة عما يجري في جميع الجهات العامة و المشتركة .... لذلك بعد دخولك إلى مبنى رئاسة مجلس الوزراء و بعد أن يؤدي لك الحرس التحية بأيديهم و يخبطون الأرض بأقدامهم، أقترح أن يكون جدول أعمالك كما يلي:

أولاً: أطرح الأسئلة التالية:

- ما هو دور اللجنة الإقتصادية؟

- ما هو دور لجنة الخدمات؟

- ما هو دور لجنة دراسة العقود؟

و سوف تجد بأن هذه اللجان هي لجنة مناقصات عامة لمختلف الجهات الحكومية، و أنها بشكل أو بآخر تسلب اختصاص الوزراء و مجالس الإدارات و كبار الموظفين و تدفعهم للتواكل، كما و تساهم في تشتيت المسؤولية، بحيث يلد القرار يتيماً لا أب له... مما يدفع الأجهزة الرقابية و الأمنية إلى التنافس لتبني هذا اليتيم و منحه الحب (لكن على طريقة و من الحب ما قتل).

ثانياً: تصفح أعداد الجريدة الرسمية بجزئيها الأول و الثاني و استعرض مواضيع القرارات التي تصدر بتوقيعك أو بتوقيع السادة الوزراء و سوف تجد بأن غالبيتها لا يحتاج إلى توقيعك الكريم أو توقيع السادة الوزراء.... مثل إحداث منبر للخطبة في جامع أو منح علاوة أو إجازة أو ايفاد (و استملاك أجزاء عقارات – تعديل مشاريع الإستثمار – تثبيت عامل- تعيين عامل... الخ). و تساءَل يا سيادة رئيس الوزراء القادم: هل من الضروري أن يتلقى مكتبك يومياً آلاف الأضابير، و أن يبذل مستشاروك - و معظمهم غير مختصين – جهوداً لا مبرر لها لكي يمهدوا لقلمك الكريم التوقيع على أوراق يمكن أن يوقعها من هم في أدنى سلم المسؤولية ؟؟

ثالثاً: إستعرض عشرات الكتب التي يرفعها إليك السادة الوزراء لأخذ الرأي، أو للموافقة، و تساءل: لماذا أرسلوها إليك ؟... هل احتراماً لك ؟! أم ليحملوك مسؤولية قرارهم؟ أم لأن القوانين النافذة تفرض عليهم أخذ موافقتكم ؟! و سوف تكتشف أن غالبية مواضيع هذه الكتب كان يجب أن تحسم من قبل الوزراء أو المدراء العامين أو المدراء المختصين في الوزارات و الشركات العامة.

رابعاً: قبل أن تعيد مشاريع الكتب و المراسيم و القرارات التي أعدت بإسم رئيس الوزراء السابق إلى مصدرها بهدف استبدال الإسم (إن لم تكن أنت السابق و الحالي) مزق بعضها، و ادرس بعضها الآخر كما هو، و أعدها إلى مصادرها لتعديلها، كما ترى و ترغب (لأن كثيراً من مشاريع المراسيم و القرارات لا زالت تجول بين أروقة الوزارات، و دهاليز رئاسة مجلس الوزراء و وزارة المالية المعتيدة، منذ وزارة الأيوبي و حتى الآن و ذلك بسبب تعديل أسماء الوزراء.)

خامساً: ابدأ جولتك الأولى في أقرب مبنى لرئاسة مجلس الوزراء، و هو مبنى وزارة المالية ثم مبنى مديرية مالية دمشق.... و أعتقد أن أي برنامج إصلاحي للسنوات الأولى من تسنمك المنصب العتيد لن تكفي لإصلاح و استبدال العادات و التقاليد و الإرث المملوكي و العثماني الذي يحكم أعمال هذه الوزارة.

سادساً: اقرأ بهدوء تقارير الهيئة المركزية للرقابة و التفتيش، و الجهاز المركزي للرقابة المالية المرصوفة بالعشرات في مكانٍ ما من مبنى الرئاسة.... و استبعد مبدئياً إحالة مئات الموظفين إلى محاكم الأمن الإقتصادي، و إلقاء الحجز الإحتياطي على أموال الزوجات و الخالات و العمات لمعظم قيادي الجهات العامة... إقرأ هذه التقارير بهدوء و تذكر أن العديد من الناس معجبون جداً بدور أبو كلبشة الذي أداه الفنان عبد اللطيف فتحي في مسلسل صح النوم، مع نهاد قلعي و دريد لحام.... و تذكر أيضاً أن في الجهات العامة عشرات من المعجبين بغوار الطوشة و يقلدونه لكن يفتقدون إلى خفة دمه.... إقرأ هذه التقارير لتأخذ فكرة عن دور الأجهزة الرقابية في عزوف الشرفاء و الأكفاء (و هم كثيرون) عن المبادرة و اتخاذ القرارات العملية.

سابعاً: اطلب ملفاً يحتوي على المؤتمرات و الندوات التي عقدت داخل أو خارج سوريا، و كان هدفها النهوض بالإدارة و الإقتصاد و سوف تكتشف أن المستفيد الأول منها هو شركات الطيران و الفنادق و المطاعم.

ثامناً: اطلب من وزارة الإعلام نسخاً عن الصور التي نشرت للسادة المسؤولين و هم يسفحون الإسمنت للمشاريع الجديدة، و يقصون الأشرطة للمشاريع المنفذة ثم اطلب تقريراً عن واقع الحال بعد سفح الإسمنت و قص الأشرطة.

(يتبع.... و ما سيتبع هو الأهم)



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=25

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc