باختصار .. أولوية الأولويات .. بيتُنا ..
29/06/2009



شرقاً وغرباً...شمالاً وجنوباً، وفود تذهب وأخرى تعود.. وعود وتصريحات...تكرار وتفاخر بوقائع جاذبة...تلميع لوقائع باهتة...تأليف لوقائع غير موجودة...والمهمة الملحة جذب الغرباء ليقيموا مشاريعهم في سورية وليستثمروا كل هذه الفرص "البكر" في التراب والهواء والنار والماء.

لم نترك مكاناً دون أن نذهب إليه ولا كلاماً دون أن نقوله ونكرره ولا فرصة دون أن نسفحها من حيث المبدأ لابد من أن نفعل ذلك وعلينا أن نفعله بكل ما أوتينا من قوة فاستحقاقات المستقبل وتراكمات الماضي تحتم ذلك لدينا مع كل تركة الماضي المتعب.

معدل نمو سكاني من أعلى المعدلات في العالم، تغيرات بيئية ومناخية مفزعة...تغيرات اجتماعية حادة...تغيرات إقليمية ودولية مربكة.

كل ذلك وسواه إذاً يفرض علينا أن نبحث "بالسراج والفتيلة" عن كل مايزيد معدل النمو ولو "شحطة" وعن كل ما يؤمن فرصة عمل ولو لفتى في السادسة عشر لكن لم لا نناقش الامر من وجهة نظر أخرى ونتساءل ليس فقط عن جدوى هذا الطموح وهذه المحاولات لكن عن ديمومتها أيضاً ولنفكر بالأولويات.

فمن الضروري الاهتمام برياضة المعوقين لكن من الضروري أكثر الاهتمام برياضة الأصحاء ومفرق شهبا يحتاج لنفق لكن دوار كفرسوسة يحتاجه أكثر .

واقتصادنا بحاجة لثري خليجي يؤسس بأمواله شركة عقارية أو فندقاً أو مركزاً تجارياً لكنه بحاجة أكثر لمصنع ومزرعة ابقار وحقل زيتون وهذا لا يمكن أن يؤسسها إلى السوري وأولوياتنا يفترض أن تكون منح هذا السوري الظروف والشروط والآليات التي تمكنه من تأسيسها.

 لدينا معلومة تتكرر كثيراً في الإعلام وعلى ألسنة المسؤولين تقول أن حجم أموال السوريين في الخارج تقدر بمئة مليار دولار وأن الحكومة تطمح لاستعادة هذه الأموال للاستثمار في البلد وتكرار هذه الفكرة سيجعل أي مستثمر أجنبي يفكر بسؤال بديهي إلى أين يدعونني كي استثمر مادام أبناء البلد أنفسهم يضعون أموالهم في الخارج؟

إذاً فأفضل ترويج لجذب المستثمر الخارجي هو ابتسامة الرضا على وجه المستثمر الداخلي.

وأفضل شريك في هواء وتراب بلد هو الشخص الذي خرج من هذا التراب وتنفس هذا الهواء.

هناك وفد اقتصادي عاد من ألمانيا بعد أن "روج" لسورية هناك وربما يكون قد حقق نجاحاً ما في ذلك من مستوى النجاحات التي حققها في أماكن أخرى لكن هل يعتقد أحد أن الألمان بدؤوا بالتعرف علينا من خلال هذه الزيارة وسمعوا بنا وبواقعنا لأول مرة الأسبوع الماضي؟

ألم يحمل الوفد في رحلته تلك تاريخنا كله وهمومنا كلها؟ ألم ترافقه عيوبنا رغماً عنه؟ بل سبقته إلى هناك.

باختصار رغم كل ما نفعل وكل ما نقول.. رغم كل ما نختلف ونتفق عليه ستبقى أولوية الأولويات: بيتنا.

 

يعرب العيسى



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=255

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc