الأستاذ : الياس مراد .. شكراً لعبد الخالق العاني ..!!
14/08/2010



سيريا ستيبس – علي محمود جديد:

 

شكراً للسيد عبد الخالق العاني معاون وزيرة الاقتصاد والتجارة، على التفاتته للصحفيين ، واعتباره أنَّ الصحافة تُشكّلُ عوناً للوزارة، وقتما تساهم في تسوية الخلل، عبر تسليطها الضوء على الوقائع، وأنا أدرك جيداً بأن العاني يشعر بهذا الشعور فعلياً ولا يجاملنا في ذلك.

وعبد الخالق العاني " أبو غيلان " ليس في دوّامة فراغ عندما يقول مثل هذا الكلام، لأنّ علاقته مع العديد من الصحفيين ليست مجرّد علاقة مسؤول بصحفي، تُبنى على المجاملة أحياناً والندّية أحياناً أخرى، وعلى السؤال والجواب، واقتطاف المعلومات، وإنما علاقة مبنية على الصداقة والاحترام والمحبة، وعلى الدخول في أجواء متبادلة، اجتماعية وحوارية، وجلسات طيبة، فضلاً عن الجيرة، فأبو غيلان جارُ الرّضا للكثير من الصحفيين الذين قادتهم الأقدار لأن يكونوا من سكان مدينة الباسل العمالية في عدرا، والعاني من الساكنين هناك أيضاً، ولو شاء وفعل كما يفعله الآخرون لكان سكناه في المالكي أو في تنظيم كفرسوسة، أو على الأقل في أبو رمانة، ولكنه يأبى ذلك قانعاً راضياً، وغير آبهٍ بأي شيءٍ أو انتقادٍ آخر، ولذلك ليس مُستغرباً أنه بالكاد استطاع مؤخراً أن يُزوّج ابنه الوحيد غيلان، ويقذف به بعيداً عن دمشق، للتخفيف من وطأةِ العيش..!

أشعر بامتنانٍ كبير لأبي غيلان، في الوقت الذي أشعر فيه بالمزيد من الأسى والألم للإجابة المُحبطة التي أجاب بها استاذنا العزيز الياس مراد " رئيس اتحاد الصحفيين " على سؤالٍ وجّهته إليه مجلة الاقتصادي، حول موقف الاتحاد من الصحفيين الذين تُقام الدّعاوى بحقهم، وبتهمة القدح والذم والتشهير، ونشر الأخبار الكاذبة، وقتما ينبرون للدفاع عن الحق وإظهار الحقائق، فبدا الأستاذ الياس وكأنه مسدودٌ بقشّة، ليتبادر إلى ذهنه القول فوراً : " إن الاتحاد لا يحمي صحفياً يمارس ابتزازاً على غيره " ليوحي بهذه العبارة بأنه " يعرف البير وغطاه " وأن الصحفيين ضالعين بممارسة الابتزاز على الناس، وهو يعرف جيداً – وكلنا نعرف – بأن الأمور ليست كذلك، مع اعترافنا ببعض الحالات الشاذّة النادرة، البعيدة كل البعد عن أجواء السؤال، فأي دخيل على عالم الصحافة يكون حريصاً كل الحرص على الابتعاد عن المجازفة والمطبّات، والانبراء للدفاع عن حقوق المظلومين، ولن نجد واحداً من هؤلاء القلّة يدخل إلى متاهات المحاكم كي يُحاكم على اقترافه قول كلمة الحق، لأن مثل هؤلاء لن يعرفوا إلى الحق سبيلاً، ولن يعرفوا له كلمة.

كان السؤال لأستاذنا العزيز الياس مراد واضحاً جداً، وكان جوابه بكل أسف ضبابياً جداً، لأنه جاوب باتجاهٍ لا يختلف أقل من 360 درجة عن فحوى السؤال..!

هو معه حق بمقدار ما كان مُحبِطاً، معه حق لأنَّ هكذا اتحادٍ هزيل عليه أن يبحث دائماً عمّا يشبهه، حتى لو كلّفه الأمر نسيان مهامه وعدم الاكتراث بها.

مع احترامي الشديد للأستاذ الياس مراد، ما كان ينبغي له أن يُجيبَ بمثل هذا الجواب الاتهامي الأجوف الذي لا مبرر له، لاسيما وأنه اتّهام لأبنائه المُستضعفين الذين يضعون حياتهم أو – على الأقل – سعادتهم وراحة بالهم واستقرارهم على كف عفريت، ليقولوا كلمة حق، أو يُعرّوا فاسد هنا ومُرتكبٍ هناك، ومُخطئٍ في مكانٍ آخر يطمحون لإعادته إلى جادّة الصواب.

الأستاذ الياس مراد : ها أنا ذا منذ نحو ثلاثين عاماً في اتحادك، لا أطمحُ لشيء، ولن اُعذّبَ نفسي بعد اليوم بأي طموح من الذي قد يكون في بالك، والكثيرون يعرفون – وأعتقد أنك أنت منهم – أنني لا أنا .. ولا مئات الصحفيين المنتسبين إلى الاتحاد، يمكننا أن نُفكّر بأي شكلٍ من أشكال الابتزاز، ولو كنّا هكذا لما كنّا جيراناً لعبد الخالق العاني ..! 

 



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=316

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc