سيرياستيبس :
بينما كان مقطع تلفزيوني قد تم تصويره لتثبت من خلاله وزارة التجارة الداخلية ان البصل المستورد جيد وغير رديء بين مواطنون اشتروا البصل
نشرت صحيفة الوطن تحقيقا اليوم بيَّنَ فيه مواطنون أنهم اشتروا من صالات السورية للتجارة بمحافظة حماة البصل المصري المستورد، ومنه ما كان جيداً ومنه ما كان رديئاً، وأوضح عدد منهم أنهم اشتروا عدة أكياس بالتشارك، ومن دون أن يزنوها لكونها مختومة ومدوناً عليها أنها 10 كيلو، ليحصل كل منهم على بضعة كيلو، ولكنهم فوجئوا أن الكيس الذي يحوي 10 كيلو فيه أكثر من 1 كيلو من البصل المضروب، والعفن ظاهر عليه. وأن معظم الأكياس المختومة التي اشتروها كانت متفاوتة الأوزان فبعضها 10 كيلو كما تشير البيانات المدونة بقصاصة كرتونية بضمنها، وبعضها كانت ناقصة 1 كيلو، وبعضها 1,5 كيلو!.
وأما المواطنون الذين اشتروا البصل «فلتاً» أي بالكيلو، فكان حظهم أفضل من سابقيهم، فقد انتخبوا 2 كيلو أو 4 كيلو بحسب مقدرتهم الشرائية، وتركوا الحبات المضروبة بالصالات «تشر» وتفوح منها الرائحة الكريهة!. ولفت المواطنون إلى أن البصل الذي اشتروه يؤدي الغرض الآني في الطبخة اليومية، ولا يمكن الاحتفاظ به طويلاً، أو تخزينه، فهو سريع العطب والتلف.
وما ورد في كلام المواطنين، أكده عدد من رؤساء الصالات والباعة والبائعات فيها، وبيَّنوا أن العديد من الأكياس ناقصة الوزن، عدا عن نسبة التلف فيها!. وأوضحوا أن البيانات التي تحملها الأكياس تشير إلى أن وزنها 10 كيلو، لكن الكثير منها ناقص مابين 1500 – 1000غ!. وهو ما وضعهم بمواقف محرجة أمام المواطنين الذين اشتروا متشاركين بالكيس وزانوه لديهم بالصالات، لا بالكيلو، واضطروا لتعويض النقص من أكياس أخرى أو من البصل المعروض دوكما بالصالات.
وللتأكد من صحة هذه المعلومات طلبنا منهم وزن عدة أكياس مختومة يختارونها عشوائياً، فكانت الصور خير دليل على صدق المواطنين والموظفين!.
ولفت عدد من رؤساء الصالات والباعة، إلى أن نسبة البصل التالف «المعطوب» ليست قليلة، وأن المواطنين يرفضون شراءها، وهو ما يعني تغريمهم بها -حسب قولهم- بناء على تعليمات شفوية من المؤسسة التي تحملهم مسؤولية عدم بيع الكميات الموردة لصالاتهم بأسرع وقت ممكن ونفادها قبل ارتفاع نسبة العطب!.
وذكر بعضهم أن نسبة التلف وصلت عندهم لنحو 60 كيلو في بعض التوريدات، وهو ما يعني تغريمهم بنحو 360 ألف ليرة!.
وقالوا: ما ذنبنا نحن الموظفين حتى ندفع ثمن هذا البصل الرديء، ولماذا تحملنا المؤسسة مسؤولية عدم نفاد الكميات، فهل المطلوب منا أن «نبسِّط» بالبصل على الأرصفة والشوارع لنبيعه بسرعة، وهل المطلوب منا سحب المواطنين للصالة وبيعهم البصل رغماً عنهم إذا لم يرغبوا بشرائه؟
وأشار بعضهم إلى أن المؤسسة طلبت منهم الدوام من الثامنة صباحاً حتى الرابعة عصراً، لبيع أكبر كمية من البصل قبل أن يتلف تحت طائلة المسؤولية!.
ومن جانبه، ورداً على أسئلة «الوطن»، بيَّن مدير فرع «السورية للتجارة» بحماة حيدر اليوسف، أن مخصصات حماة من البصل المستورد، نحو 80 طناً وقد وزعت على صالات فرع المؤسسة بمدن المحافظة ومناطقها.
وأوضح أن بعض الأكياس يمكن أن تكون ناقصة الوزن، ولكن تسليمها لرؤساء الصالات يكون بالوزن وليس بالعدد، ويبيعونها بالوزن وليس بالعدد أيضاً. ولفت إلى أن البصل المعفن يرتجع للمؤسسة، ولا يغرم به أي موظف، فرؤساء الصالات والموظفون فيها لا يتحملون أي ضرر.
وعن تحميلهم المسؤولية بموجب تعليمات شفوية، أكد اليوسف أن التعليمات المشددة لهم تركز على الالتزام بالدوام من الثامنة والنصف صباحاً حتى الثالثة والنصف عصراً، وعلى بذل قصارى جهدهم للترويج للمادة- أي مادة- وبيعها فقط. وكل ما هو غير ذلك ليس من حقنا، ولا يمكن أن نجبر أي موظف على قبوله.