هل تعرفون ماذا تأكلون .. كي لاتدفعوا الثمن الغالي في صحتكم دجاج بالكلور .. طحينية بمبيضات كميائية.. بهارة بالنشارة كروسان بالدود وقهوة من الشعير و حلويات بقطر افرنجي وسمن مهدرج 21/05/2023
فنون متنوعة في أساليب الغشّ.. فاحذروا ماذا تأكلون!
تشرين – غيداء حسن:
طرق وأساليب عدة لغشّ المواد يتبعها البعض في الأسواق، بدءاً من الغش بالمكيال للمواد السائلة
( المحروقات والزيوت والحليب ومشتقاته)، إلى الغش بالمواد الصلبة
كالموازين والتجهيزات الكهربائية وغير ذلك، لكن الأخطر هو الغش بالمواد
الغذائية، الذي يصنفه أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة، إلى
أصناف: الغشّ باللحوم، إذ لوحظ الذبح خارج المسلخ من دون إجراء كشف طبي
بيطري على الذبيحة، قد يكون فيها بعض الأمراض وتنتقل للإنسان، وضبطت أكثر
من حالة، مثلاً أحد الخراف مريض بالكسر بأطرافه، أو التعفن والقيح بعضلاته،
فهذا يجب مراقبته وهو من أنواع الغش الخطرة .
بقايا المطاعم من لحوم وبصل ودهن تفرم وتحضّر منها «الصفيحة».. قهوة بالشعير.. وطحينية بالاسم فقط !
وبيّن أنه أثناء البيع لوحظ التحضير المسبق للحوم وخلط أكثر من نوع،
كالديك الرومي مع الضأن أو البقر مع العجل، لحم الخراف المنسقة إناث
الأغنام (الهرشة) الخارجة عن الإنتاجية، تؤخذ بسعر بخس وتذبح خارج المسلخ
وتخلط مع أنواع أخرى، والغش بلحم الجدايا، وأيضاً بذبح الفطايم، إذ يكون
لحمها غير مكتنز وهذا أمر خطر, وهناك التحضير المسبق للحم المفروم، مع أن
تعليمات التموين تؤكد منع فرم أكثر من كيلوغرامين.
أيضاً بقايا الدفّ والنتر، تضاف إليها البهارات والمنكهات والصباغات
وأحياناً ” فشة” الخروف- رئته، لتظهر كأنها لحم هبرة، ووضع شحم الخراف على
أنه دهن. بقايا المطاعم من لحوم وبصل ودهن تفرم في آخر النهار وتضاف إليها
بهارات ودبس رمان وغيرهما، وتحضّر منها “الصفيحة” وتباع للمواطن بسعر أرخص,
فيقبل عليها تحت ضغط الحاجة.
بؤرة للجراثيم
ويؤكد حبزة أن موضوع غش الأسماك أيضاً خطر جداً وضبطنا حالات عدة ونأمل
من المواطنين توخّي الحذر، فالأسماك مادة سريعة التلف والفساد, وأحياناً
يضاف إليها بعض الملونات للغلاصم لتظهر على أنها طازجة أو تغسل بمواد
التنظيف، وهناك ضوابط لهذا الموضوع ومواصفات يجب أن يعرفها المواطن،
فالمخزّن المبرّد يختلف عن الطازج، وخاصة الأسماك المجمدة، إذ بعد تجميدها
يتم عرضها في الأسواق ثم تجمد مرة أخرى، فتصبح بؤرة للجراثيم .
قهوة بالشّعير
المشروبات لها نصيب أيضاً من الغش، وأمل حبزة أن تعزز الرقابة التموينية
نشاطها في هذا المجال، حيث ضُبط وجود قهوة عبارة عن شعير محمص مضاف للقهوة
أو ملونات وقمح وخبز يابس وشعير محمص، وهذا غشّ خطر وهي تباع بسعر ليس
رخيصاً، لكن أقل من السعر الدارج في الأسواق.
وهناك الغش بموضوع تغليف الحلويات بكرتون سميك أحياناً لكسب الوزن،
وإضافة القطر الإفرنجي بدل السكر كنوع من ضغط النفقات وهو مضرّ بالصحة
العامة, وأحياناً يستخدم السمن المهدرج على أنه سمن حيواني أو تضاف إليه
نكهات، أو تصنع بالسمن النباتي وتدهن بعد الخبز بالسمن الحيواني على الوجه
ليظن المواطن أنها بالسمن الحيواني، محذراً من استعمال السمن المهدرج
لمضاره الكثيرة . أيضاً الزيوت المتداولة في الأسواق بعضها غير معروفة
المصدر ومهرّبة، كزيوت النخيل والذرة وعبّاد الشمس, حتى طال هذا الموضوع
الأدوية المهربة غير المعروفة فاعليتها أو مضارها على الإنسان.
شمّ الدجاج أثناء شرائه فإذا كانت فيه رائحة كلور فهو فاسد
خطر جداً
.. ..
أمين سرّ الجمعية لفت إلى ضبط بعض حالات غش الأعلاف التي تقدّم للأسماك
التي تتم تربيتها في المسامك، إذ تكون غير صالحة كمادة علفية تنقل الأمراض
للإنسان عن طريق السمك، وهذا لوحظ في منطقة الغاب وفي مناطق عدة، وهو أمر
خطر جداً على الصحة. أيضاً الأعلاف المتعفنة التي يتناولها الدجاج والخراف
والمواشي فيها أحياناً نوع من العفن، يفرز نوعاً من “الزيفونات ” السّامّة
التي لا تطرح، وإنما تتراكم في كبد الحيوان، وبالتالي تنتقل إلى الإنسان,
ويجب حفظ الأعلاف بشروط نظامية مهوّاة بعيداً عن الرطوبة والحرارة .
طحينية بالاسم !
الطحينية يفترض صناعتها من السمسم الخالص المقشور والمنظف –حسب حبزة-
لكن يتم وضع السمسم وفستق العبيد والطحين والنشاء والزيت النباتي لها
لإيهام الناس بأنه زيت «سيرج» أو زيت سمسم، ولتغطية ذلك يضيفون إليه مبيضات
كيميائية تعطيه اللون الزاهي الأبيض, إضافة إلى المبيّضات المضافة إلى
الحبوب المسلوقة كالفول والحمص. محذراً من الصباغات الكيميائية للمخلّلات
فهي غير صالحة للاستخدام البشري ومسرطنة.
ولفت إلى أن الحشوات المستخدمة في الحلويات والكرواسان تكون أحياناً غير صالحة، وفيها إصابات حشرية ودود أو متعفنة!
من النوع الرديء
الألبان أيضاً طالها الغش لشحّ الحليب الطازج، إذ يتم اللجوء إلى
الحليب البودرة وغير معروف ماهية المياه المذاب بها، هل هي صالحة للاستهلاك
أم لا؟ حتى الحليب يأتي «دوكما» ومهرّباً، غير نظامي، وإذا كان النظامي
متوفراً فأسعاره مرتفعة، فيستبدلونه بحليب مهرّب ويصنعون منه اللبن، وهناك
أشباه الألبان مضاف إليها نشاء وحليب بودرة من النوع الرديء وزبدة مصرية
من النوع القاسي غير صالحة للاستهلاك البشري وتباع بسعر بخس.
أيضاً من الخطورة أيضاً استعمال الزيت مراراً لقلي الفلافل، لأنه
يتأكسد ويصبح مسرطناً، ويتسبب بأمراض معوية للإنسان، لذلك يجب الكشف
الدوري على هذه المحال ومدى استخدام الزيت وصحة استعماله ونسبة الأوكسيد
فيه.
للتوابل والعسل والزيت نصيب
أنواع غشّ أخرى لفت إليها حبزة، كالغش في التوابل المطحونة ويخشى منها،
إذ تضاف إليها أحياناً النشارة أو المواد المالئة, والغش في العسل، إذ
يكون عبارة عن قطر وصبغة شاي ونكهة عسل يباع على الأرصفة، وكذلك الزيت
البلدي يغشّ بالزيت النباتي السيىء والملونات، فمع وجود تطور كيميائي
بموضوع المنكهات و”الأصنصات” صار مجال الغش أوسع
مقترحات
طالب حبزة الجهات الرقابية والصحية التموينية بأن يكون لديها اختصاصيون
أكثر، وإجراء دورات وتعزيز الجهاز الرقابي بهذا المجال، إضافة إلى تجهيز
مخابر “الزراعة والتموين والشؤون الصحية” بشكل أكبر، فبعض التحاليل غير
موجودة مثل الأثر المتبقي للمبيدات والأسمدة، وتوعية الفلاح بكيفية التعامل
مع هذه المواد والتدقيق في فترات الصلاحية، وأيضاً أخذ عينات من المواد
ليس التي تصدّر فقط، بل الإنتاج المحلي وبدقة
متابعة يومية
مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق، الدكتور قحطان إبراهيم، أكد أن
الأسواق متابعة بشكل يومي، وهناك دورية في كل منطقة بدمشق تجول على محال
المواد الغذائية واللحوم والأسماك، فهذه الأخيرة تصبح خطرة في حال إعادة
تفريزها. وفيما يتعلق بالبسطات التي تخصّ محلاً ما تعامل معاملة المحل
ويغلق على أساسها إذا كانت هناك مخالفة، أما البسطات الأخرى فلا قدرة على
ضبطها، إذ إنّ صاحبها يحمل بضاعته ويهرب أو قد يتركها في المكان، هؤلاء هم
الخطر الأكبر، حيث ينتقلون من منطقة إلى أخرى ويبيعون الأجبان والألبان
ومواد غذائية منتهية الصلاحية، ويجب الحذر عند الشراء منهم
أخطرها “النتر”
أكبر خطورة بالنسبة للدجاج –حسب د. إبراهيم- هي النتر، وهي عظام يتم
تجميعها في المسلخ وإعطاؤها لمتعهد اختصاصي نتر، قد يضعها أمام محله لأيام
عدة، حتى تصبح الكمية كبيرة، وخلال هذه الفترة تلامسها الأقدام والجرذان
والقطط والفئران وتأكل منها، ثم يأتي بعاملات لنتر اللحم من العظم ويبيعها
للمحال التي تبيع كباب الدجاج، وهذه منطقياً وإنسانياً ودينياً ممنوعة،
وأكلها محرّم لذلك يجب الانتباه أثناء شراء الدجاج وشمّ رائحته، فإذا كانت
فيه رائحة من روائح الكلور فهو فاسد، إذ يسحب المواد ويعطيه اللون الأبيض
ويصبح كأنه مذبوح حديثاً
وفي كل الأحوال يظهر الدجاج من عظمه وقصة العظم وكم عمره وهل هو جديد أو
قديم، علماً أن حالات الغش في الدجاج قليلة جداً ما عدا النتر، وممنوع طحن
الدجاج، كما يمنع منعاً باتاً وجود أكثر من كيلو غرامين لحمة مفرومة في
المحل، فعندما يرى المراقب الصحي أكثر من هذه الكمية تصادر وتتلف أمام
صاحبها ويغلق المحل.
وعن غشّ الطحينية يؤكد د. إبراهيم أنه يتم تحضير كمية طحينية ومثلها زيت
مقليّ وتتم تصفيتها وضربها بالخلاطات مع النشاء والطحينية فتصبح الكمية
ثلاثة أضعاف، تباع بالسعر نفسه وتكون بالرائحة واللون نفسيهما تماماً. ولا
يخفى ضرر الزيت الذي يعاد قلي الدجاج والفلافل به مراراً وتصفيته
حالات نادر
«المعمعون» من النادر رؤيتها وهناك محال أغلقت لهذا السبب منذ فترة ولم
تفتتح الى الآن، هذه المادة تضاف إلى خبز الصمّون والمعروك، فتعطيه طراوة
وهي مادة تؤدي إلى السرطان الذي يظهر بسرعة ويؤكد أن المخالفات الجسيمة
كاستخدام المعمعون أو المخالفة بموضوع النتر لا تتساهل المحافظة في إغلاق
المحل أبداً
69 إغلاقاً في شهر
وعن أعداد المخالفات والإغلاقات أوضح مدير الشؤون الصحية أنه تم من
بداية شهر نيسان حتى نهايته تنفيذ 69 إغلاقاً غير محددة المدة. منها لعدم
استخدام القفازات وتعريض مواد غذائية خارج المحل وعدم وجود معقم للخضار
ووجود جبنة ناعمة, ومخلفات قوارض ومواد منتهية الصلاحية وعدم وجود جهاز
تعقيم للأدوات في محال صالونات الحلاقة .. إلخ
متابعة يومية.. وإغلاقات.. وضبوط
أما الضبوط الصحية فعددها 804 توزعت بين مخالفة التعليمات الصحية –
بطاقات صحية وقمصان عمل وقذارة الأرض والبراد وتقليم أظافر, وبلغ عدد
العينات المأخوذة 200 عينة لمواد غذائية (أجبان وألبان _شاورما _ مايونيز –
معجنات – لحوم –مسبّحة) كما بلغ عدد الإنذارات (7 ).
المشاهدة وسحب عيّنات
يؤكد الدكتور حسام النصر الله مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة
الداخلية أن هناك شقّين لضبط المواد المغشوشة في الأسواق، الأول من خلال
المشاهدة، يتم ضبطها بشكل فوري واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين،
بعد تنظيم الضبط اللازم وفق أحكام المرسوم 8 لعام 2021. والثاني سحب
العينات من المواد الموجودة في الأسواق، من خلال متابعة الدوريات للمواد
المشتبه فيها، إضافة إلى سحب العينات بشكل دوري من باعة المفرق ومن مراكز
الإنتاج لتكون العملية متكاملة وشاملة جميع حلقات الوساطة التجارية وبناء
على التحاليل التي يتم إجراؤها ضمن مخابر الوزارة يتم تقييم المادة، ففي
حال مخالفة المواد للمواصفات يتم حجزها بشكل مباشر وإحالة الضبوط إلى
القضاء المختص أصولاً. وبالنسبة للمواد المغشوشة التي يتم ضبطها بالعين
المجردة يتم حجزها فوراً وتنظيم الضبوط وإحالتها إلى القضاء المختص أصولاً.
وأشار إلى أنه تم خلال الشهر الرابع من العام الجاري تنظيم 44 ضبطاً
بموضوع الغش بالبضاعة ذاتها من خلال المشاهدة ، إضافة إلى تنظيم 98 ضبطاً
للغش بالمواصفات التجارية “المواصفات القياسية السورية “.
185 عينة مخالفة
من جانبه بيّن مدير المواصفات الفنية والمخابر في الوزارة باسم حمدان،
أنه حسب تقرير المديرية للربع الأول من العام الحالي، يوجد 185 عينة
مخالفة، توزعت على 16 عينة غير صالحة للاستهلاك الغذائي البشري – عينات
جمارك وهي ” عينة جيليه مخالفة فيها ملونات صناعية غير مسموحة وعينة حمّص
وعينة تمر مخالفين جرثومياً وغير مقبولين، وهناك عينة قرفة لوجود عفن وعينة
سمنة لارتفاع البيروكسيد، وعينة سمنة أخرى مخالفة لارتفاع نسبة الحموضة.
وكلها غير صالحة للاستهلاك البشري، لأنها تسبب أذى للمواطن ويمكن أن تتسبب
بأمراض سرطانية.
وهناك عشر عينات من القطاع الخاص غير صالحة للاستهلاك الغذائي البشري ،
وهي ست عينات بوظة مخالفة جرثومياً، وأربع عينات مسحوق بودرة للشوربة وغير
مقبولة جرثومياً، أما بقية العينات المخالفة فهي 169، لكنها صالحة
للاستهلاك الغذائي البشري ومخالفتها تتراوح بين مخالفة بطاقة البيان
ومخالفات تدل على انخفاض القيمة الغذائية للمادة.