سيرياستيبس :
تضاعفت أسعار القرطاسية واللباس المدرسي هذا العام أكثر من 100% عن
العام الماضي، وذلك تزامناً مع ارتفاع الأسعار في بقية السلع والمنتجات
الأخرى الغذائية وغير الغذائية، والمحيّر أكثر أن اختلاف الأسعار بات
علنياً بين محل وآخر، حتى أن صالات السورية للتجارة ليست بأحسن حال، فهي
أيضاً في سباق مع المحلات التجارية بالسعر، لتركب البسطات موجة الصعود
وتكوي بأسعارها جيب المواطن وتبدو فلكية هي الأخرى، وذلك في ظل غياب
الرقابة التموينية، و”على عينك يا تاجر” كما يُقال!!.
تدوير
عدد من البائعين في المكتبات أشاروا الى أن هذا العام يختلف كثيراً عن
العام الماضي، فالأسعار برأيهم جنونية، وقد تضاعفت 150%عن السنوات الفائتة،
حتى أن حركة الشراء تكاد تكون معدومة، لدرجة أن الأسر والعائلات
صارت تختصر وتدوّر اللباس بين أبنائها، سواء بالحقيبة أو البنطال، فمن لديه
ثلاثة أولاد بالمدرسة يحاول الشراء لاثنين فقط، والثالث يستخدم حقيبة أحد
أخوته.. وهكذا.
واللافت خلال جولة في الأسواق أن نوعيات المستلزمات المدرسية رديئة على
الرغم من أنها مرتفعة، وشملت رداءة النوعية اللباس والحقيبة المدرسية وخاصة
ما يتعلّق بموضوع القماش، فالنوعيات متفاوتة بين جيد وسيئ، حتى أن أغلب
الناس كما يقول البائعون صاروا يطلبون نوعيات متوسطة ومقبولة، بسبب ضعف
دخلهم، لكن تبقى أسعارها حسب وجهة نظرهم أرحم من غيرها، وخاصة ممن لديه
عائلات كبيرة، فسعر الحقيبة المدرسية من نوع وسط اليوم 100 ألف ليرة، بينما
النوعية الممتازة سعرها يتراوح بين 200 و250 ألف ليرة.
وتشهد الأسواق حالة من تفاوت الأسعار، فدفتر 60 صفحة سلك 5500 ليرة، في
حين 100 صفحة أكثر من 6500 ليرة، وفي محلات أخرى السعر أكثر بمئتين أو
ثلاثمائة ليرة، وصولاً إلى خمسمائة ليرة، والقلم الأزرق 1500 ليرة، وسعر
متر التجليد 5000 ليرة، وسعر الحقيبة المدرسية من 25000 حتى 200 ألف ليرة،
وعلبة ألوان خشبية من 5000 إلى 30000 ليرة، والعلبة الهندسية من 5000 إلى
15000 ليرة، في حين دفتر الرسم من 5000 إلى 75 ألف ليرة.
مديرية التجارة الداخلية بدمشق أكدت من جهتها أن مؤسّسة السورية للتجارة
ستوفر عبر صالاتها المتوزعة تشكيلة جيدة من الألبسة المدرسية والأحذية
والقرطاسية بأنواعها المختلفة، لتباع بأسعار مناسبة للمستهلك منخفضة عن
الأسواق بنسبة 20% وستقوم المديرية عبر الرقابة التموينية ودوريات حماية
المستهلك بمراقبة الأسواق والمحال وحركة الأسعار في بيع الألبسة المدرسية
من الفواتير والإعلان عن السعر، لافتةً إلى أنه تمّ توجيه كافة الدوريات
للاهتمام المباشر بمراقبة وضبط كافة المخالفات التي تخصّ هذه المواد،
ولاسيما سحب عينات من الألبسة المدرسية (البدلات- الصداري) للدراسة السعرية
والوقوف على مطابقة أسعار هذه المنتجات مع دراسة التكلفة المقدّمة من قبل
المنتج.
غش بالنوعية!
بدوره أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة
كشف أن هذا العام من حيث أسعار المستلزمات المدرسية استثنائي، فالأسعار
خيالية وقاسمة لظهر العائلات، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة تتراوح بين مئة
بالمئة ومئتين بالمئة مقارنة مع العام الماضي، وهذا فوق دخل وطاقة من هم
بأجور متدنية، حسب وصفه، وقد تزامن هذا التضخم مع ارتفاع كبير لسعر الصرف،
مع تضخم في جميع المواد وطرح نوعيات ذات نوعية رديئة، فأقل حقيبة نايلون
مشمع صغيرة للطفل بسعر 150 ألف ليرة، والأحسن منها 350 ألف ليرة وأكثر،
والقلم الذي كان يُباع بـ300- 500 ليرة، أصبح سعره اليوم يتراوح بين 1500
و2000 ليرة، مشيراً إلى أن الطفل الواحد يحتاج اليوم إلى أكثر من 700 ألف
ليرة، مبيناً أن السورية للتجارة بدأت تبيع مستلزمات المدرسة، لكن أسعارها
أيضاً ليست رخيصة، علماً أنها العام الماضي طرحت قرطاسية في السوق وكانت
أقلامها ناشفة، ولا يمكن الكتابة بها!.
واعتبر حبزة أن نوعية القماش والحقائب المدرسية العام الماضي لم تكن ذات
جودة وبالمستوى المطلوب، وكانت رديئة حسب قوله، لكن ما نراه هذا العام أن
البضاعة المعروضة بالأسواق وخاصة للحقائب فقط هي مجرد رسومات وصور لا أكثر،
وهي حقائب مشمعة بنوعية سيئة من حيث البطانة والقماش، ما يعتبر نوعاً من
الغش، السعر كبير والنوعية رديئة، ونتمنى من السورية للتجارة أن تكون
منتجاتها هذا الموسم ذات جودة ومواصفات مقبولة.
ودعا حبزة الحكومة للتدخل الإيجابي عبر تقديم التحفيضات والتسهيلات في
البيع الآجل أو القروض للسماح لأكبر قدر ممكن من الأسر لشراء حاجياتها
ومستلزماتها المدرسية.