سيرياستيبس
مادلين جليس
يبدو الاتجاه نحو تخزين زيتون المائدة أبعد مايكون عن تفكير السوريين،
فالمادة التي تجاوز سعر كغ منها عشرة آلاف ليرة سورية، باتت مرهقة لجيوبهم،
كما غيرها من المواد، خاصة في حال بحث المواطن عن النوعية الممتازة التي
تتطلب سعراً مرتفعاً أكثر من غيرها من الأنواع.
وعلى الرغم من ذلك، ليس لدى المواطن من حيلة إلا تخزين الزيتون واعتماده
مؤونة للشتاء، فهو على حسب رأي الكثيرين أرخص من الألبان والأجبان وحتى
أرخص من المكدوس الذي بات حلماً غير قابل للتحقيق.
غير كافية
وبحسب الأسعار في سوق الهال نجد أسعار زيتون المائدة تتراوح بين 10 و 12
ألف ليرة سورية وذلك بحسب النوع وحجم الحبة ومكان الإنتاج بينما لدى
المزارعين أنفسهم فالحال مختلف حيث لايعتمد المزارع على تسعيرة سوق الهال،
وتكون عملية البيع اهلية بينه وبين محيطه وعلى حسب الاتفاق.
مزارعو الزيتون أكدوا أن الزراعة أصبحت مكلفة أكثر من السابق
لجهة فلاحة الأرض ومتابعتها كما أن أجور القطف والنقل تقارب تسعيرة البيع،
لكنها لا تتجاوزها وبالتالي فالأرباح ليست بالخيالية كما يظن الكثيرين بعد
اطلاعهم على سعر الكغ من الزيتون، خاصة أن أسعار المحروقات والأسمدة تزداد
باستمرار، الأمر الذي يرفع سعر المادة طرداً مع هذه الارتفاعات.
تكاليف متغيرة
ما قاله المزارعون تؤكده عبير جوهرة مديرة مكتب الزيتون في وزارة
الزراعة التي ترى أن تكاليف إنتاج الكغ من زيتون المائدة يختلف من أسبوع
لآخر، بسبب تغير الظروف، الأمر الذي يجعل تقدير الكلفة الحقيقية لهذا
المنتج غير واضحة وغير مستقرة، ولاتمثل الواقع بحسب قولها.
جوهرة نفت تدخل وزارة الزراعة في سعر الزيتون،
مؤكدة أن ماتقوم به الوزارة لايتجاوز جمع المعلومات عن الأسعار لمعرفية
كيفية تطور إنتاج المادة وتطور سعرها، دون أن تتدخل في الأسعار.
وأشارت جوهرة إلى أن تسعيرة زيتون المائدة تخضع لقانون العرض والطلب
ونوعية المادة أو المنتج وقد يكون لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك
فقط سعر تأشيري لكن المتحكم الأساسي في تسعيرة الزيتون ارتفاعاً أو
انخفاضاً هو سوق الهال، فبحسب جوهرة فإن المزارع وفي الغالب لايقوم بتسويق
محصوله، بل يأخذه لتجار سوق الهال وهم الذين يقومون بتسعيره، ولذلك فإن
التسعيرة المعتمدة في السوق واحدة وهي الآن كما تقول جوهرة لا تتجاوز
العشرة آلاف ليرة للكيلو غرام الواحد.
وحول الإعلان عن أسعار أعلى في عدة مناطق من طرطوس، تعلل مدير مكتب
الزيتون ذلك إلى عدم وجود سوق جملة للزيتون في طرطوس مثل بقية المحافظات،
والبيع غالبا يكون أسري، ونادراً مايوجد في سوق الهال في طرطوس كميات كبيرة
من الزيتون معدة للبيع، أما في محافظتي حماه وحمص مثلاً فالأمر مختلف
تماماً، حيث يوجد تجار وتجار جملة وكذلك الأمر في الساحل.
وتؤكد جوهرة أنه وعلى الرغم من ارتفاع سعر زيتون المائدة فالمستهلك
يراها الأنسب في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الأجبان والألبان وكل
المنتجات الحيوانية، وتضيف: كغ الزيتون ممكن أن يطعم الأسرة عدة أيام بينما
نفس السعر بالجبنة أو اللبنة هي لا تكفي يوم واحد.
استهلاك محلي فقط
وكشفت جوهرة عن التقديرات الأولية لوزارة الزراعة لإنتاج الزيتون لنهاية
شهر آب من العام الحالي 2023 والتي وصلت إلى حوالي 711 ألف طن زيتون
كامل، يؤخذ منه نسبة 20% لزيتون المائدة الأخضر والأسود، أما الجزء الأكبر
الباقي أي 80% فيتجه للعصر لإنتاج زيت الزيتون.
وحول كميات زيت الزيتون المنتجة بكل المحافظات، فأشارت تقديرات وزارة
الزراعة إلى حوالي 91 ألف طن زيت، لكن يوجد منه 46 الف طن خارج السيطرة وهي
المنتجة في مناطق الإنتاج الأساسية المعتمد عليها مثل ريف حلب وإدلب وهي
مناطق خارج السيطرة.
ومقارنة بالعام الماضي فإن حمل الأشجار هذا العام قليل عكس الموسم
الماصي الذي عد غزيراً، لكن انخفاض كميات الإنتاج هذا العام سواء من
الزيتون أو من زيت الزيتون استوجب إيقاف تصدير زيت الزيتون لهذا العام،
لتكون مخصصة لتغطية الاستهلاك المحلي فقط.