سيرياستيبس
يبدو أننا نسير باتجاه العالمية بشكل سريع.. ولكن من باب ارتفاع الأسعار فقط، فبعد أن تم تحرير عدد من أسعار المنتجات والسلع، تخطت أسعارها مثيلاتها في دول الجوار، والحال ينطبق على أسعار المشتقات النفطية، والمبررة بالعلاوات التي يتم دفعها نتيجة صعوبة التحويلات المالية، وارتفاع أقساط التأمين على النواقل أو ارتفاع المخاطر.
اليوم ينضم حطب التدفئة إلى قائمة الأسعار العالمية مع اقتراب الشتاء وعدم وضوح الرؤية حول توفر مازوت التدفئة، ويتخطى حتى الأسعار العالمية، والخطير في الأمر أن تجارة الحطب نشطت بشكل كبير وتحولت إلى مهنة لكثير من الشباب في مناطق الغابات، الأمر الذي سيعجل من انقراض غاباتنا وتصحرها حتى الجبال الساحلية.
والغريب في الأمر أن أحداً من تجارنا لم يتجاوب مع مبادرة وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي التي سمحت باستيراد عشرة آلاف طن من الحطب العام الماضي، ولاتزال سارية المفعول لمن يريد، رغم أن تجارة الحطب نشطت خلال الأعوام الأخيرة في أوروبا بعد فرض عقوبات على توريد الغاز الروسي. وفي العام الماضي وصل سعر الـ “طن” من حطب السنديان إلى 4.5 ملايين ليرة سورية في دمشق، والصنوبر إلى 3 ملايين ليرة، وهي غالباً ضعف أسعارها في المناطق المجاورة للغابات والحراج، ولكن يبدو أن الأسعار تضاعفت هذا العام في مناطق الغابات والحراج، وهذا حكماً سينعكس على أسعارها في باقي المناطق حسب البعد والقرب، مع الإشارة إلى أن المتر المكعب من خشب التدفئة يباع في فرنسا وألمانيا ما بين 80 و 85 يورو- حسب ما هو متداول، يعني بحوالى 1.5 مليون ليرة للمتر المكعب، وهو يزيد على طن ومئتي كيلو أو أكثر حسب نوع الخشب.
يحقق أرباحاً كبيرة وزير الزراعة والإصلاح الزراعي في حكومة تسيير الأعمال محمد حسان قطنا استغرب عدم تقدّم أحد من التجار لتوريد حطب التدفئة بالرغم من أن الأمر يحقق أرباحاً للتاجر، وستكون أرباح البلد أكبر، لأن ما نستورده نوفر بدلاً منه في غاباتنا التي أصبحت مستهدفة بشكل كبير.
وتابع قطنا في حديثه: ما لم نتحرك سريعاً لتأمين مازوت التدفئة أو استيراد حطب التدفئة، فإن مفعول القرارات والقوانين التي صدرت لحماية الغابات والحراج سيكون محدوداً جداً ولاسيما قانوني الحراج والضابطة الحراجية، لأننا لن نستطيع بالمنطق مواجهة أب يقطع الحطب لتدفئة أولاده، ولم نوفر له مازوت التدفئة.
تحرّك حكومي وعليه.. إن لم يتحرك القطاع الخاص لتوريد حطب التدفئة، لابد للحكومة أن تتحرك سريعاً لتأمين مازوت التدفئة، قبل أن نخسر غاباتنا بشكل كامل مرة بالحرائق، وأخرى بتجارة حطب التدفئة.. وثالثة بفحم الأراكيل، وحتى الحكومة يُمكن أن تتجه لتوريد الحطب، وأن تحقق أرباحاً جيدة، والأهم أن تحمي غاباتنا من الاستهداف.
اخلاص علي الثورة
|