سيرياستيبس :
تشهد مدينة دمشق وريفها أزمة نقل خانقة علماً بأن تلك المشكلة بدأت بالتفاقم
لاسيما خلال الشهرين الماضيين، فجميع خطوط النقل من دون استثناء أصبحت
تعاني قلة وسائط النقل الجماعي، فهذا الأمر لم يعد يقتصر على وقت معين أو
ساعة الذروة كما في السابق، والسبب وراء ذلك حسب ما يتم تناقله في الشارع
إلى قيام بعض السائقين ببيع مخصصاتهم من مادة المازوت، وغير ذلك من تعاقد
البعض منهم على نقل طلاب المدارس ورياض الأطفال.
شكاوى يومية ترد الصحيفة من الكثير من المواطنين مطالبين بضرورة مراقبة
جميع الخطوط من قبل المراقبين وضبط وسائط النقل العامة التي تتسرب عن
خطوطها وتزويد خطوط النقل التي لا يوجد فيها وسائط نقل كافية بباصات نقل
داخلي إضافية تخفيفاً للازدحام.
المواطن بشار اسماعيل والذي يقطن في حي الورود في قدسيا يقول : يشهد خط
النقل المخدم لحينا تسرب كبير في عدد السرافيس العاملة على الخط وبإمكانك
مشاهدة (طوابير) الناس التي تنتظر على جميع المواقف وفي كل الأوقات فلم تعد
مشكلة الازدحام في أوقات الذروة فقط، علماً أن تسرب السرافيس زاد بعد قرار
رفع سعر المازوت الصناعي فالفارق الكبير بسعر المازوت فتح شهية بعض أصحاب
السرافيس لبيع مخصصاتهم من المادة.
بدورها، المواطنة مها والتي تقطن في منطقة جديدة عرطوز تقول: أضطر للانتظار
في كل يوم لأكثر من ساعتين حتى أصل إلى جامعتي وفي العودة إلى منزلي أيضاً
أقف في منطقة البرامكة بانتظار سرفيس فأغلب (الميكروباصات) لاتعمل وتتهرب
تحت ذرائع واهية ويبدو أن معضلة النقل الداخلي داخل دمشق وبين دمشق وريفها
باتت مستعصية على الحل .
من جهته، يشير المواطن محمود شماس والذي يقطن في منطقة الشيخ سعد في المزة
في دمشق إلى أنه وعلى الرغم من وجود عدة خطوط نقل تمر من الشيخ سعد إلا أن
ذلك لم يساهم في تخفيف الازدحام فعدد كبير من أصحاب السرافيس يتحججون بأنهم
ذاهبون لتعبئة المازوت .
مازن دباس – عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في محافظة دمشق
أكد أن محافظة دمشق تعاني من مشكلة النقل فيما يتعلق بمناطق الريف القريبة
والبعيدة ، مشيراً إلى أن شغل المحافظة الشاغل خلال الشهرين الماضيين وإلى
الآن هو تأمين الريف والمدينة في مراكز الانطلاق المزدحمة وخاصة التقاطعات
الرئيسة في المحافظة وأطرافها إضافة إلى نقطة انطلاق جسر السيد الرئيس.
ولفت دباس إلى أن المشكلة التي تواجه مسألة النقل هي اتجار بعض أصحاب
السرافيس بمخصصاتهم من مادة المحروقات وتهربهم عن الخط وهذا سبب مشكلة
كبيرة فاقمت من الازدحام.
وقال دباس: أصدرت محافظة دمشق في تشرين الثاني من العام المنصرم، بطاقات
شهرية يتم تبديل ألوانها كل شهر، كانت بيضاء خلال تشرين الثاني وحمراء في
كانون الأول، وحالياً يتم توزيع بطاقة زرقاء، مضيفاً: يتم تزويد جميع
سرافيس مدينة دمشق وفق جدول يومي وبمستحقات يومية إضافة إلى تسجيل عداد
المسافة يومياً لكل سرفيس.
وأكد دباس أنه أثناء جولات اللجنة المشكلة لمراقبة عمل السرافيس تم اكتشاف
عدة حالات تزوير في عداد المسافة حيث يقوم السائق بإزالة شريط عداد المسافة
وعندما يصل إلى الكازية يقوم بتحريك العداد بيده كما يشاء وفق الكمية التي
سلمت له واستهلكها.
وأشار دباس الى أن هذه التلاعبات دفعت إلى مراقبة عملهم من قبل 45 عنصراً
من شرطة المرور بشكل سري في لباس مدني وتم توزيعهم على كل المناطق في بداية
الخط ونهايته، سواء داخل مدينة دمشق أو في ريفها.
ولفت دباس إلى أنه يتم حالياً إحصاء عدد المخالفين المتلاعبين لدى قيادة
الشرطة ليصار إلى معرفة من يقوم بالتسرب من الخط المخصص له، ومعرفة من يحصل
على المادة المدعومة بسعر 180 ليرة ويقوم بالمتاجرة بها، فما يتم العمل
عليه حالياً في المحافظة هو إسعافي لعدم جهوزية جهاز المراقبة الـ(GPS)
خلال الفترة السابقة، متوقعاً انطلاق العمل به نهاية كانون الثاني الجاري،
مؤكداً أن هذا الإجراء سيضع حداً لتدخل أي شخص في عمل أي وسيلة نقل سواء
أكانت التدخلات من جهة التموين أو المحروقات أو المحافظة أو غيرها.
وأوضح دباس بأنه تم تجهيز غرفة خاصة مجهزة بـ”السيرفرات” وبكل الأساسيات
الخاصة اللازمة لعمل (GPS) في مدينة دمشق وسيتم من خلالها مراقبة كل وسائط
النقل الخاصة والحكومية، موضحاً بأن الهدف من الـ (GPS) هو منع تهرب أي
سائق من الخط المخصص له وإن حصل ذلك سيتم سحب البطاقة الذكية الخاصة
بالسرفيس إضافة إلى إجراءات أخرى يتم استكمالها بحقه لاحقاً.
و فيما يخص تحجج بعض سائقي السرافيس بالوقوف لساعات طويلة للحصول على
مخصصاتهم من مادة المازوت بيّن دباس بأنه تم مؤخراً اتخاذ قرار بفتح محطة
البرامكة من 12 ليلاً حتى الصباح لتتم تعبئة كل السرافيس لكيلا يكون هناك
أي حجة وتأخير على نقل المواطن. مايا حرفوش
|