ثمة شيء ما... يثير الغضب، فلا أدري كيف أن مؤسسة ما.. طويلة وعريضة.. وعريقة، كالمؤسسة العامة للصناعات النسيجية في سورية، بلد " النّول" الأول في هذا الكون، تتلطىّ- أو بالأحرى تضطر لأن تتلطىّ- خلف أسباب سخيفة، كي تغطي فشلها الذريع، بأشياء كثيرة، يأتي في مقدمتها ذلك العجز المعيب من التخفيف من حجم المخازين المكدّسة، والتي كادت تصل إلى تسعة مليارات ليرة.
فإدارة المؤسسة تحلل أسباب تراكم المخازين، وتُرجعها إلى ظروف التسويق الصعبة، والمنافسة الشديدة في الأسعار، ولا سيما سلعة الغزول القطنية، كما تُرجعها إلى الركود العام في الأسواق الداخلية بسبب قلة الدخل، وإلى صعوبة تصدير الأقمشة النسيجية.
والواقع، فهذه ليست أكثر من ذرائع غير مقنعة ولا تدخل العقل إطلاقاً.
فظروف التسويق الصعبة ، والمنافسة الشديدة في الأسعار، هي حقيقية بالفعل، ولكن مثلما تنطبق علينا، فهي تنطبق على غيرنا أيضاً، وهذه الظروف ليست مخصّصة لنا وحدنا، فكيف يكون غيرنا قادراً على التسويق والمنافسة، ونحن الأكثر عراقة وخبرة في هذه الصناعة نعجز عن ذلك؟!
أما الركود العام بسبب قلة الدخل، فهذه مجرد ذريعة أيضاً. وإن كان هناك ركود، فليس بمثل هذه الحدة التي تجعل مخازين المؤسسة تصل إلى تسعة مليارات ليرة. المشكلة هنا تكمن في سوء التصنيع، وقلة ذوق التصاميم التي لا يزال يخرج عنها صناعات نسيجّية لا يكاد المرء يطيق مشاهدتها، فكيف يخيّل للمؤسسة أن الناس ينجذبون لاقتنائها ولبسها، ولكن المشكلة في قلة الدخل...؟!
أية قلّة دخل هذه التي تقود الزبائن نحو المَحالِ الخاصةِ تاركةً- وبازدراء- منتجات النسيجيّة؟!
أما صعوبة التصدير، فلم أعلم ما الفرق بينها وبين ظروف التسويق الصعبة، والمنافسة الشديدة؟! وكأنّ المؤسسة النسيجيّة تريد زيادة بندٍ لتزداد في تَلَطّيها خلفه، إلا إن كانت تقصد من صعوبة التصدير عراقيل داخلية، وهذا لا يبرر أن تبقى متملّصة من مسؤوليتها بمجرد تسطير مثل هذه الأسباب ضمن مذكرات تأخذ طريقها إلى الأدراج والرفوف...!
أجل، على المؤسسة النسيجية – إن كانت صادقة- أن تقاتل ... وتصرخ ، فقد اكتفينا وكثيراً من زيادة العيب... والفشل...!
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=10