فاعلو الخير…فعلا !!
23/01/2007
مرة أخرى نعود للحديث عن المساهمة
الاجتماعية والاقتصادية الإنسانية للقطاع الخاص …
ربما يكون البعض قد تطرق لجانب هام من
هذه المساهمة ، إلا أنني هنا أود مناقشة
جانب أخر لا يقلق أهمية عن الأعراس الجماعية والتبرع بالأطعمة للجمعيات الخيرية
والايتام ..
في العديد من مناطقنا وقرانا ومدننا ..
مئات الجمعيات الخيرية التي تعيل الآلاف من العائلات الفقيرة والأطفال الأيتام
والمسنين والمرضى … سواء
بتقديم المساعدة المادية أو المساعدة العينة المباشرة …
لكن
يعكر صفو هذا العمل الإنساني هو قلة فاعلي الخير ( لا أقصد أولئك الأشخاص
الذين يزيلون تقاريرهم الخبيثة بهذا الاسم ) ، فما يقدم ما يزال ضئيلا ولا يلبي
احتياجات وطموحات تلك الجمعيات … دون أن ننسى فضل
بعض رجال الأعمال..
ومقابل هذا البخل ، تغدق بعض شركات
القطاع الخاص خيرها المسحوب من جيوبنا على أعمال هزيلة لا تترك أي أثر اجتماعي … طبعا هذا لا يهمها ، فما تسعى إليه هو كسب المزيد من الإعلانات
والمقالات المدبجة بأسماء المتعاملين والمتآمرين إعلاميا معها …
والاسوء من ذلك أن تنبري وزارة السياحة
لتراعى هذه الأنشطة ، و أعرف ما علاقة الوزارة بجولة لفريق برنامج تلفزيوني جعلنا
كالشعوب المتقدمة ، لا هم لنا سوى مشاهدة ما ينظر إليه على أنه ملهاة … لكن الوزارة تريد أن تشعر الجميع أنها تعمل بالترويج كيفما تيسر،
فلا عجب أن تراعى غدا ندوة طبية أو جيولوجية ..طالما رعايتها ببلاش ..!!
أود أن أسأل لو أن قيمة ما انفق على هذا
الفريق الخارق ، صرف على تغطية نفقات عمليات جراحية للكثير من الفقراء أو تم تأمين
مستلزمات طبية وتموينية لبعض الجمعيات الخيرية ..أليس كان ذلك مجيدا أكثر … ؟!!.
ربما تتحجج الشركات أن برامجها
الاجتماعية والإعلامية من اختصاص مجالس الإدارة فيها،وهنا أقول ومن أين تأتي هذه
الأموال والأرباح حتى تغدق بهذا الصورة ..أليست من جيوب المواطنين فهي حقا نوعا من
الجزاء الذي كنا نتلقاه في مدارسنا … لكننا
هنا بكل تأكيد نحن غير مخطئين ..!!!.
زياد
غصن
Zghisn@scs-net.org
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=109