هبّة غلاء ... هبّة فساد ..!!
27/02/2007
لم تكد الحكومة تنهي مشكلة تضامنها معنا ، بمواجهة موجة الغلاء التي اجتاحت الأسواق السورية ، حتى " شكَّتْ" نفسها بمشكلة الفساد ، وتضامنها معنا من أجل ملاحقته ، وإزاحته ، أو القضاء عليه .
وفي كلا الحالتين دوشتنا بحماسها الشديد ضد الغلاء وضد الفساد . ونسينا أنفسنا فلم نعد نعرف من أين يأتي الضرب علينا ، أَمِن الغلاء ؟!.. أم من الفساد ..؟!..
مسلسل الغلاء كان مثيراً ، فقد أفردت له الحكومة ساعات وأيام ، من الاجتماعات والإجراءات والمزيد من القدح والذم والتهديد ، والوعيد ، وإذ بالأسعار تتراجع – ولو قليلاً – بالفعل ، فأخذتنا الحالة ، ورحنا نمارس شيئاً من الشعور بالانتصار على ذلك الغلاء المرعب ، وكان ذلك الشعور ممزوجاً بالامتنان الشديد للحكومة ، رغم أن العديد من المواد الاستهلاكية ما تزال فوق المعدلات الطبيعية للأسعار .
الحكومة تصرَّفَتْ بذكاء شديد ، فما أن شعرَتْ أننا كدنا نخرج من حالة الفرح والنشوة إزاء اعتيادنا على ما حصل ، واستنتاجنا بأن الأمور لم تفرق كثيراً ، حتى اخترعت لنا الحكومة تقليعة مكافحة الفساد ، وأفردت لهذا المسلسل الاجتماعات والإجراءات أيضاً .
وبالمناسبة فإن هذا المسلسل صالح للعرض عندها دائماً ، كما أن حلقاته متتابعة .. كثيفة .. ولا تنتهي ... فوقتما لا تجد ما تعرضه تجده جاهزاً .
وقد كاد هذا العرض أن يعجبنا بداية ً ، ولكن سرعان ما تم الاستدراك ، وتذكرنا أن الحكومة " العزيزة " كانت قد وعدتنا بزيادة في الرواتب والأجور ... إذ يبدو أنها تخترع مثل هذه المكافحات ، للغلاء تارة وللفساد تارة أخرى حتى تشغلنا عن وعدها، وننسى زيادة الرواتب والأجور التي أخذتها على عاتقها .
نحن لم .. ولن ننسى ذاك الوعد ، ونقول للحكومة " الكريمة " : زيدي لنا الرواتب والأجور وتفرّغي بعد ذلك كيفما تشائين لمكافحة الغلاء ومحاربة الفساد ,,, فما نخشاه هو
أن ننتظر كثيراً حتى تنسين أنتِ ما كنتِ قد وعدتين به !
علي محمود جديد
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=126