ليست المرة الأولى التي يتهم فيها البعض جزءاً من رجال الأعمال لدينا بالبخل.. لا سيما من العاملين لديهم.
وطالما أنه لكل منا مقياسه في تحديد البخل وهزاته الارتدادية، فإنه من الصعب الحكم على هذا الصناعي او التاجر بالبخل وضمه الى قائمة البخلاء.
طبعا دون ان يعني ذلك أن هذه الصفة الإنسانية غير موجودة لدى شريحة اصحاب المال، وربما تكون نسبتها اعلى من باقي الشرائح.. فثمة فرق بين بخل اصحاب الملايين والمليارات وبخل الفقر والحرمان..
إنما ما يعنينا في النهاية أمران..
الأمر الأول هو أن يقوم اي صناعي أو تجاري بواجباته والتزاماته تجاه عماله، لجهة دفع مستحقاتهم المالية وتعويضاتهم وعدم اخضاعهم للابتزاز والاستغلال..
والأمر الثاني يتعلق بقيام هذه الشريحة بواجباتها تجاه المجتمع والدولة، من حيث المساهمة في تنميته وتطوير مرافقه ومساعدة الطبقات المحرومة من جهة، ومن جهة اخرى الالتزام بمبدأ شفافية والتعاطي مع تسديد الضرائب والرسوم المتوجبة عليه بموجب القانون.
وما تبقى من ذلك فهذه أمور خاصةبكل شخص وبطباعه وسلوكياته الاجتماعية والاقتصادية.. لكن يبدو ان تقديمي لواجبات اصحاب المال قدّم حجة واضحة لا لبس فيها لإثبات بخل الكثير من التجار والصناعيين..!
فمن هو الذي يلتزم بمعادلة الاجر المناسب للعمل المنجز؟.. ومن هو الصناعي والتاجر الذي يقوم بواجباته تجاه المجتمع وطبقاته المحرومة؟.. ومن هو الصناعي والتاجر الذي يقدم بياناته الضريبية والمالية بكل وضوح وشفافية؟
نعم.. هذا هو البخل الذي يحكم بعض افراد الطبقة الاقتصادية في بلدنا.
وأنا أحببت ان يوصف بالبخل.. لان البعض يرغب بالقول ان من لا يقوم بواجباته فهو غير وطني..
قيل لبخيل: قد رضيت بان يقال: عبد الله بخيل.
قال: لا أعدمني الله هذا الاسم.
قيل له: كيف؟
قال: لا يقال فلان بخيل إلا وهو ذو مال، فسلّم اليّ المال، وادعني بأي اسم
تشرين
زياد غصن
zghisn@ scs-net.org
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=145