أفسحوا الطريق للثروة القادمة .. فقط اتصلوا بالدكتور راوول إيزلي
18/06/2007
كنت أتخبط بين الأرقام وأنا أضع ميزانية تقديرية لمصروف الشهر وحساب الإيرادات التي لاتتعد الراتب الحكومي الفاخر وحساب النفقات التي لاأعرف كيف اسد أبوابها بل أفواهها المفتوحة وجلّ همي ألا أقع في عجز بنكي وللأسف في كل مرة أقوم فيها بهذه الموازنة أراني مضطرة للاستدانة !
بين الأرقام والحسابات التي دخلت دوامتها جاء الفرج وأنا أفتح رسائل البريد الإلكتروني لن تصدقوا الفرح الذي تساقطت علي أمطاره وآفاق الأحلام التي فتحت بيت ،سيارة ،سفر (جخ ورخ) على كيف كيفي !!ولعنة ستحل قريباً على كل الموازنات ومسوداتها وإلى الجحيم كل التقنين والتقشف فهاهي ثروة طائلة تسق طريقها إلى أصابعي وسأغدو من أصحاب الملايين والأملاك وسأحمل دفتر الشيكات ...
في الإيميل الأول قرأت:
يسرنا أن نعلن لك نتائج سحب اليناصيب البريطاني الوطني أون لاين وهو البرنامج العالمي سويب ستيك (أي لليانصيب) وربحك لمبلغ إجمالي قدره (1)مليون جنيه استرليني نقداً وهو جزء من الجائزة الكبرى البالغة (10) ملايين جنيه يتقاسمها العشرة الأوائل الرابحون المحظوظون في الفئة (ب) وعليكم الإتصال بوكيلنا د.راوول إيزلي ...
أما الإيميل الثاني فكان يحمل مبلغاً أكبر وثروة طائلة وفيه قرأت :
(السلام إليكم) يسرني ان أقدم لك فرصة عمل وأن أقدم
لحسابك عبر المحيط مبلغاً وقدره 4 ملايين و 123 ألف دولار من أحد المصارف الرئيسية هنا في داكار – السنغال .أنا السيدة ماريام محمد مدققة حسابات في أحد المصارف وخلال تدقيق الحسابات وجدت أن هناك قروضاً عائمة لحساب فتح في مصرفنا منذ العام 1982 وحتى تاريخه ولم يسأل أحد عنه وبعد الرجوع إلى الملفات القديمة اكتشفت أن مالك الحساب ذلك قد مات في حادث تحطم طائرة مع عائلته دون ان يترك وصية لقد كان مالك الحساب أجنبياً هو المهندس خليفة –ت- ابراهيم وهي مستشار عقاري وإن لم أقم بعمل ماسوف تصادر هذه الأموال ...
الحقيقة أن بصري زاغ مع قراءة كل هذه المبالغ ! ماذا أفعل بكل هذه الأموال وكيف سأتدبر إدارة هذه الثروة ! وأنا بالكاد ادير مصروفي الشهري لابد أن تكون لنفسي مكتباً وسكرتير ومستشار مالي وآخر قانوني أي لابد أن أدخل بكل ثقة إلى عالم الأعمال ..أحلام كثيرة راودتني ، فكرت بالفقراء الكثر حولي وأني سأوزع حصة من تلك الثروة عليهم عل الله يبارك لي أعمالي واستثماراتي القادمة !
أين سأشتري بيتاً ؟مكتباً ؟ما نوع السيارة التي سأمتلكها ؟لا لن تكون سيارة شام كافية بالغرض؟
شعرت بأني فقدت الكثير من وزني وبت أرغب في مزيد من الأيام تضاف إلى رصيد العمر وأنا التي مافتئت أدفع الأيام لتمضي مسرعة للوصول إلى نهاية الشهر القمري أو الشمسي لافرق المهم أن يأتي الراتب !
قابلت بعض الاصدقاء فرحة متهللة أشرح للثقاة منهم فقط – خوف الطمع والحسد – عن المستقبل القادم إلي ..انقلبت صديقتي على ظهرها وهي تضحك ..دمعت عيناها ضحكت وضحكت وأنا اكاد انفجر غضباً ؟ هل قلت طرفة حمصية ؟أجابتني : لا إنها ألعن من ذلك ؟ لقد وردت هذه الرسالة لعشرات من أمثالك والقصة ومافيها كذبة ! تعيشي وتاكلي غيرها! لكم أن تتصوروا ماآلت إليه أموري وحالتي النفسية وهاأنا في طريقي إلى المصح!!
سوزان إبراهيم
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=160&id=161