علي محمود جديد
151 جسراً مدمراً والاحصاءات الرسمية رصدت نصفها ..
بالمعنيين الحرفي والمجازي فقد خسرت سورية الكثير من جسورها، وتسببت الحرب فيما تسببت بتدمير الجسور التي كانت تصل السوريين ببعضهم، ولطي صفحة الحرب لا بد أولاً من إعادة بناء الجسور، وأيضاً إعادة بنائها بالمعنيين الحرفي والمجازي.
وإن كانت دمشق رأس البلاد وحلب ذراعيها فلا شك أن الفرات صدرها الذي تلقى الطعنات طيلة هذه الحرب (كما معظم التاريخ) ولأن الفرات دون ضلوع بعد تدمير جسور دير الزور والرقة، فصدرنا الرخو مكشوف لمزيد من الطعنات.
لعنة الحرب التي أصابت الجسور
لقد بذلت سورية على مدى عشرات السنين، الكثير من المال والجهد والتعب، والأكثر من خبرات أبنائها المهندسين والعمال في إشادة مئات الجسور على أراضيها، تصِلُ بين ضفاف الأنهار والوديان، تسهيلاً لاحتياجات الناس وتنقلاتهم، وتخفيفاً لأعباء الدولة في ممارسة أنشطتها الخدمية والاقتصادية، نظراً لما تختصره الجسور من وقتٍ وتكاليف نقلٍ وجهود لا تغيب عن ذهن أحد.
مئات الجسور بُنيت.. ومئات المليارات أُنفِقَت وآلاف المهندسين والعمال ذاقوا مرارة التعب والجهود المضنية في إشادتها وبنائها، لتتحوّل أغلبها اليوم إلى مجرد حطام يتراكم أنقاضاً مجبولة بالدماء فوق تلك الأرض التي تلقّت العرق المسفوح في جهود البناء.
حاولنا استقصاء الواقع المرير الذي آلت إليه تلك الجسور، وهي تروي أبشع قصص الدمار، وأفظع إذابةٍ لتلك الجهود والتكاليف، وكأننا – في بعض الأماكن – لم نفعل شيئاً منذ مئات.. بل وآلاف السنين..!
المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية التابعة لوزارة النقل، هي الجهة المعنية بهذه الحكاية، وعلى عاتقها تقع مسؤولية دراسة الجسور وتمويلها، وإبرام عقود تنفيذها، ولكنها اليوم هي المعنية بدراسة حالة دمارها، وتوصيف حطامها، وترحيل أنقاضها.. والبدء بإعادة تأهيلها وتنفيذها.
توجّهنا إلى المؤسسة لنسأل عن المشهد الذي آلت إليه الجسور، وماذا سنعمل..؟ وكيف ستجري عمليات إعادتها إلى الخدمة..؟ وهل سيطول بنا الزمان إلى أن تنفخ المواصلات الطرقية بصورها كي تبعثُ جسورنا من جديد..؟
تحت ظلال الملل
ما تعرفه المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية إلى اليوم – حسبما كشفت لنا – هو أنّ هناك وضمن إحصاءاتها الأولية/87/جسراً محطماً منهاراً.. أو متضرراً، يضاف إليها معلومات غير رسمية عن تدمير 60 جسراً في محافظة الرقة وأربعة أخرى في محافظة إدلب (بشكل مؤكد)، ليكون العدد الإجمالي المقدر حتى الآن 151 جسراً مدمراً.
وبعد متابعاتٍ طويلة – وشبه مملّة مع هذه المؤسسة – حتى استطعنا انتزاع هذا الرقم منها، بدت لنا وكأنها (المؤسسة) تكاد تكون غائبة عن المشهد الشنيع الذي رسمته الحرب على لوحة الجسور، وفي الحقيقة ليس من السهل الإحاطة بهذا المشهد، لأن بعض جوانبه ما يزال في عتمة المجهول.. أو خارج سيطرة الحكومة السورية، وتحتاج تلك الجوانب إلى أضواء التحرير وبسط النفوذ عليها كي تنكشف اللوحة على حقيقتها.
وعندما توجهنا بالسؤال لإدارة المواصلات الطرقية حول واقع الجسور المدمّرة والتي تحتاج إلى صيانةٍ وتأهيل، لم يكن الجواب بعيداً عن ذلك الوصف فعلاً، فهناك أمور ما تزال مجهولة الجوانب.
تقول المواصلات الطرقية لنا: بلغت قيمة الاضرار المباشرة نتيجة الاعمال الارهابية التي لحقت بالطرق والجسور وجميع المنشآت التابعة لشبكة الطرق المركزية حوالي (60،674) مليار ل.س، منها /78/ جسراً متضرراً بشكل (جزئي أو كلي) موزعة على كافة مساحات سورية، وهي التي تم تقييمها بشكل رسمي وأولي.
علماً أنه يوجد ما أسمته المؤسسة (تخريبات) في محافظة ادلب – في أريحا – وباب الهوى- وفي محافظ الرقة، لا يمكن معرفتها ولا تقدير قيمتها إلى الآن لاسيما بعد مرور أكثر من ثمان سنوات دون إجراء صيانة لها.
وتقول لنا المؤسسة: الحرب أدت الى توقف بعض المشاريع أو عدم المباشرة بتنفيذ البعض الآخر، أو عدم إمكانية استثمار المنجز من هذه المشاريع، ما أدى إلى فوات المنفعة منها، كما أن انقطاع بعض الوصلات المركزية أدت الى تحويل السير وبالتالي زيادة كلفة تشغيل المركبات وزيادة المحروقات والمسافة والزمن.
ولعلّ أهم ما قالته المؤسسة لنا بصدد الجسور وإعادة تأهيلها هو أنّها تقوم حالياً بتقييم ودراسة إعادة تأهيل الجسور المدمرة على طريق دير الزور- البوكمال وضمن مدينة دير الزور وأهمها جسر السياسية الواقع على نهر الفرات في مدينة دير الزور، وقالت بأنّ له أهمية استراتيجية كبرى، كونه يربط طرفي المدينة ببعضهما (الشامية مع الجزيرة)، ويعتبر المنفذ الوحيد من مدينة دير الزور باتجاه الشمال فهو استمرارية للطريق المركزي الواصل بين دير الزور والحسكة.
حكايات الجسور الموجعة
ولكن هناك الكثير من الجسور المتضررة والمحطمة، والتي تحتمل الحديث بإسهابٍ وتفصيل، ولاسيما في محافظتي دير الزور والرقة، فالجسر الذي لم يدمّره داعش أو جبهة النصرة، أتت عليه طائرات التحالف الدولي، حتى تقطّعت أوصال المدينتين بالكامل، إمعاناً في نسف البنى التحتية السورية.
جسور دير الزور
جسر الكنامات الذي يعد ثالث أكبر جسر في المحافظة وجسر السياسية وهو الأهم، وجسر البعث في المدينة، تم تدميرها بشكل كامل، وتبع ذلك تدميراً شاملاً لبقية الجسور، بما في ذلك الجسر المعلّق الجميل الذي تتخذه دير الزور رمزاً لها ويسكن في وجدان أبنائهاا.
ودائما كانت الحجة المزعومة للتحالف بقصف وتدمير جسور نهر الفرات هي إلحاق الضرر بتنظيم داعش، ولكن وكما يتضح فإن الهدف الحقيقي من تلك الضربات هو فقط تدمير تلك الجسور استكمالا لعملية ضرب البنية التحتية للدولة السورية.
رئيس مجلس مدينة دير الزور رائد منديل عبّر لنا عن المعاناة الشديدة التي تعيشها الدير حالياً، حيث أكد أن كل الجسور في المدينة باتت مدمّرة بالفعل، ولم يبقَ في دير الزور سوى جسر وحيد هو جسر الجورة، الذي بقي سليماً ولكنه من الجسور المتوسطة الحجم ويربط أحياء دير الزور الداخلية ببعضها فقط، أما الشامية فما تزال مقطوعة عن الجزيرة، مؤكداً أن أي عملية تنفيذية للجسور لم تحصل بعد، ولا يمكن للأهالي التنقل إلاّ عبر الزوارق والتوربينات والطوافات المتوفرة عند بعض الأهالي، وتمنى منديل الإسراع في تجهيز هذه الجسور ولاسيما جسر السياسية نظراً لأهميته الكبيرة في وصل ضفتي المدينة ببعضهما.
المسلسل التدميري
ولم يقتصر تدمير الجسور في محافظة دير الزور على ما هو في مدينة الدير، فقد أقدم طيران التحالف على تدمير الجسور خارج مدينة دير الزور عند استهدافه جسر الميادين في ريف المحافظة الشرقي وقام بتدميره وإخراجه عن الخدمة طبعاً، وهو جسر فوق الفرات، ويربط بين بلدتي الشحيل والبصيرة الواقعتين شرقي نهر الفرات ويساعد في التنقل بين الضفتين الشرقية والغربية.
وبعد جسر البوكمال بيوم واحد فقط غارت تلك الطائرات على جسر العشارة بريف دير الزور الشرقي، الذي يعتبر أيضاً من أهم الجسور الواصلة بين ضفتي نهر الفرات، فدمّرته وأخرجته عن الخدمة، ثم أكمل تقطيع أوصال مدينة البوكمال بعد أن دمّر جسر السويعية المعروف بجسر الوادي والذي يربط قرية السويعية بمدينة البوكمال، وكذلك جسر الرئيس في الباغوز الذي يربط بين قرية الباغوز (ذائعة الصيت خلال هذه الحرب) ومدينة البوكمال قرب الحدود العراقية عازلا المدينة عن ريفها.
وفي دير الزور أيضاً – وبالإضافة إلى أعمال الدراسة والتقييم الجارية لجسر السياسية – فقد تم الانتهاء من إنشاء تحويلتين مروريتين لتأهيل جسرين خرجا عن الخدمة، الأول جسر كباجب، والثاني جسر البانوراما حيث كانا تعرضا لأعمال إرهابية ما أدى لخروجهما عن الخدمة، ويُعاد حالياً تأهيل هذين الجسرين بعد أن تم الانتهاء من تقييم بنيتهما الإنشائية وتحضير دراسة إعادة تأهيلهما.
كما يتم حالياً تنفيذ تحويلة عند جسر عياش على طريق دير الزور- الرقة حيث تم تدمير هذا الجسر من قبل قوات التحالف، وقد شارفت أعمال التحويلة على الانتهاء.
وكانت طائرات التحالف الدولي قد ألقت مناشير تحذر فيها الأهالي من الاقتراب من الجسور الحيوية في ريف ديرالزور الشرقي، مطالبة إياهم بالابتعاد عنها، ما يعني أن تدمير هذه الجسور كان هدفاً واضحاً وصريحاً.
جسر دير الزور المعلّق
وعندما تتحدث عن الجسور في دير الزور أول ما تجلبه الذاكرة هو الجسر المعلق في المدينة، وهو يعد أحد أبرز رموزها على الرغم من قلة أهميته (الخدمية) بالنسبة للجسور الأساسية الأخرى التي تصل شطري المدينة، ولكنه يبقى الجسر الأجمل والأكثر رمزية على الرغم من خدماته الطفيفة، فهو يصل بين حيين فوق فرعٍ من فروع الفرات، وله طابع سياحي أكثر مما هو خدمي، حتى أن السيارات كانت قد منعت من المرور عليه، وصار مخصصاً للمشاة فقط.
وكان الفرنسيون قد قاموا ببنائه في بداية العشرينات من القرن الماضي، ولكن “جبهة النصرة” كانت سبقت “التحالف” حتى قبل تشكيله وقصفت الجسر بعشرات القذائف الصاروخية ما أدى لتدميره وخروجه عن الخدمة.
وزارة السياحة كانت قد وعدت منذ نحو عام بأنها ستقوم بإجراء دراسة حول الوضع التدميري للجسر المعلّق، تمهيداً لتأهيله وإعادته كما كان وأفضل، باعتباره معلماً سياحياً هاماً وبارزاً، غير أن شيئاً تنفيذياً لم يظهر حتى الآن فحاولنا أن نستفسر عن مصير تلك الدراسة من وزارة السياحة، وبعد انتظارنا لأيام حصلنا على جوابٍ محبط من المكتب الصحفي للوزارة، حيث أكد لنا أنه بعد سؤال معاون الوزير المختص أوضح بأنّ هذه المسألة لا علاقة لوزارة السياحة بها، وإنما هي تخص الإدارة المحلية..! وأضاف المكتب: إن وزارة السياحة يمكن أن تعتني بهذا الجسر بعد إعادة تأهيله من قبل الإدارة المحلية – حسب مانقله المكتب الصحفي عن معاون الوزير – من خلال تزيينه وإظهاره بأفضل صورة..!
وبمناسبة قذف كرة الجسر المعلّق إلى ملعب الإدارة المحلية، سألنا رائد منديل رئيس مجلس مدينة دير الزور عمّا إن كان هناك خطواتٍ قد أنجزت تجاه الجسر المعلّق تنفيذاً أو دراسةً أو حتى تفكيراً أو أي شيء..؟ فأكد لنا بأنّ أحداً لا يُفكر بهذا الجسر المعلق حالياً أمام المشكلة المتفاقمة من دمار الجسور الأخرى..والتي يجب أن تُنفذ سريعاً ولاسيما جسر السياسية نظراً لأهميته البالغة!
في حين كشف محافظ دير الزور عبد المجيد الكواكبي في حديث متلفز أواسط شهر تموز بأن هناك دراسات فنية لتأهيل الجسور للمناطق الآمنة والمحررة، أما في المناطق غير الآمنة فهناك اعتبارات أخرى غير الاعتبارات الفنية، أما بالنسبة لإعادة الجسر المعلّق كما يجب أو كما كان قبل الحرب فيحتاج إلى فترة طويلة وشروط فنية وأمور لوجستيّة عالية يلزمها وقت وجهد ومال.
اختراق الضبابية
على كل حال ورغم الضبابيّة التي أظهرتها لنا المواصلات الطرقية..فنحن نعلم – والكثيرون أيضاً يعلمون – بأنها قامت بدراسة أوضاع العديد من الجسور، وقيّمت أضرارها، وحدّدت تكاليفها التقديرية، بل وباشرت بإعادة بناء بعضها، وبإصلاح وصيانة بعضها الآخر، وقد تابعنا ذلك ميدانياً في بعض الأحيان كجسر (سادكوب) في حلب وهو جسر ضخم قامت المجموعات الإرهابية المسلحة بتدميره بالكامل، وباشرت الطرقيّة بإعادة بنائه واقتربت اليوم من إنجازه.
وبالتزامن مع الأجوبة المقتضبة التي حصلنا عليها حول استفساراتنا عن الجسور، كان بحوزتنا الكثير من المعلومات والوقائع حول تلك الجسور المحطمة والمتضررة وأوضاعها، وكنّا نأمل بتحديث ما لدينا من معلومات، ولكننا لم نحظَ بذلك، وكان الجواب في أغلبه مجرد معلوماتٍ خارج السياق لولا الرقم الأولي/78/جسراً مدمّراً كلياً أو جزئياً..!
جسور حلب
ما نعرفه أنّ المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية قد انتهت من تنفيذ صيانة إسعافية للمناطق المخربة من تحويلة حلب الجنوبية وتحسين التحويلات المؤقتة عند الجسور التي خرجت عن الخدمة وصيانة وتأهيل سبعة جسور على التحويلة (جسر الراموسة الأول والثاني – قويق – الاسمنت – العقدة 10 – سكة القطار – جسر عقدة المطار) في حين يتم حالياً متابعة تنفيذ الأعمال على جسر سادكوب الواقع على تحويلة الراموسة الذي دُمّر في عام 2012 وهو يتألف من حارتي مرور بعرض 30 متراً، وهناك فتحتان تحت الجسر إحداهما لمرور ثلاثة خطوط حديدية والثانية طريق ثانوي إلى فرع شركة سادكوب (حيثُ سُمّي الجسر باسمها) وقد وصلت نسبة انجازه إلى أكثر من 80%.
وتجري حالياً في حلب أيضاً دراسة وتقييم البنية الإنشائية وإعادة تأهيل ثلاثة جسور مخربة خرجت عن الخدمة وهي (النيرب – عسان – الوضيحي) وسيتم المباشرة بإعادة تأهيلها فور انتهاء الدراسة (نقلاً عن تقارير للمؤسسة لم نحظَ بها بشكلٍ مباشر)
كما يتم حالياً – وكذلك في حلب – إعادة تأهيل جسري الدويرينة وكويرس التي تضمنت إصلاح الجوائز وحفر البلاطة، وترميم الجدران وصيانة العبارتين المدمرتين على اتستراد حلب – الرقة عند موقع (شعيب الذكر) اضافة الى انه يتم حالياً إعادة تأهيل معبري دير حافر.
جسور المنطقة الوسطى
كما أنجزت المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية أعمالاً لثلاثة جسور على طريق تدمر – السخنة بعد إنشاء تحويلات مرورية مؤقتة لتحويل السير عن ثلاثة الجسور المتضررة والتي خرجت عن الخدمة، ريثما يتم تقييم بنيتها الإنشائية وإعداد الحلول الفنية اللازمة لإعادة تأهيلها أو لإنشائها من جديد.
وفي حمص تم الانتهاء من إعادة تأهيل جسر تل النبي مندو على نهر العاصي، ويتم حالياً تأهيل جسر الدار الكبيرة وجسر نهر العاصي على تحويلة حمص الغربية، كما يتم العمل في الوقت ذاته على إعداد الاضبارة التنفيذية لتأهيل جسري تلبيسة والرستن.
وفي ريف دمشق هناك مرحلتين أساسيتين على طريق دمشق حمص السريع، الأولى من البانوراما حتى جسر ضاحية حرستا والثانية من جسر الضاحية حتى جسر بغداد بما فيها إصلاح جسر الضاحية.
جسور الرقة وإدلب
على الرغم من عدم القدرة على معرفة ما جرى تماماً بالرقة وجسورها، فتلك المنطقة ما تزال خارج السيطرة، فإن هناك إجماعاً من مصادر متعدّدة ومختلفة بأن حجم الدمار الذي لحق بالرقة يفوق الخيال، وقد اعتبرتها المنظمات الدولية بأنها أكثر المدن دماراً في العالم، ولم يتبقَ منها جسر واحد إلاّ وتم تدميره من قبل التحالف الدولي، فالجسور الستون التي كانت تصل طرفي المدينة انهارت بالكامل، الجسر الجديد، والجسر القديم، وجسر السباهية، وجسر الأسدية، وجسر الفروسية، وجسر الرقة السمرة، وجسر حمرة ناصر، وجسر الحصيوة، وغير ذلك الكثير إلى أنْ لم يبقَ في مدينة الرقة جسر واحد غير مُدمّر، وصار وضع الرقّاويين كوضع الديريين، في أسوأ حالٍ يمكن أن يجود به الخيال..يعبرون الفرات على الطوافات وعلى أكفّ العفاريت!
وفي إدلب ما يزال الوضع غامضاً أيضاً، ولن ينجلي إلا بعد تحريرها، ولكن الأنباء التي يجري تناقلها تؤكد إقدام المجموعات الإرهابية المسلحة على تدمير العديد من الجسور، لعرقلة تقدم الجيش العربي السوري.
فقد أقدم المسلحون على تفجير جسر التوينة، وجسر الشريعة، وجسر الحويز، وجسر بيت الراس، الواقع شمالي جسر الحويز على بعد 3 كم، ويصل قرى سهل الغاب الواقعة تحت سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة، كقرية جسر بيت الراس والحواش والحويجة، بقريتي الجيد وتمانعة الغاب الواقعتين تحت سيطرة الحكومة السورية.
وبالعموم فإن المعلومات الأولية تؤكد بأن عشرات الجسور الموزعة على نهر العاصي بين حماه وإدلب قد جرى تدميرها.
متى تعود..؟
لا أحد يعرف اليوم متى ستعود تلك الجسور كما كانت..؟ ولا كيف..؟ فواضحة المعالم منها ما يزال أغلبها في وضع التشخيص والدراسة والقلق من الوقت والجهود المضنية التي تحتاجها، والتكاليف الباهظة التي ستترتب على إنجازها، أما الجسور الغامضة في معالمها فما تزال تئنُّ مع أنقاضها وحطامها وانكساراتها وانتظاراتها.
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=207&id=178419