من الممكن التعويل والبناء على بعض البوادر والنتائج الإيجابية التي أفرزها
الملتقى الاستثماري الأول الذي عقد في طرطوس في أواخر العام الفائت من
تشميل عدد كبير من المشاريع التي تم عرضها في الملتقى المذكور، والتي وصلت
حسب بعض البيانات الصادرة عن وزارة السياحة إلى حدود 41 مشروعاً، لكن هذا
التعويل حسب الكثير من أهل هذا الكار يبقى بحدوده الدنيا، ما لم ترافقه
استمرارية في إقامة هذه الملتقيات وبشكل سنوي، الأمر الذي يؤدي بالنتيجة
إلى إحياء الحياة لهذا القطاع من جديد.
متابعة ملتقيات
وزير السياحة المهندس محمد رامي مارتيني، بيّن أن الوزارة تسعى إلى متابعة
إقامة ملتقيات الاستثمار السياحي، وأنه يتم التحضير حالياً لإقامة ملتقى
2020 وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، موضحاً لـ”البعث”، أن الخطة
الاستراتيجية للوزارة تشمل عدة جوانب منها: تشجيع الاستثمار السياحي
والترويج لفرص الاستثمار السياحي في دمشق ومتابعة إقامة ملتقيات الاستثمار
السياحي، إلى جانب العمل على دعم وتطوير الصناعات والحرف التقليدية
التراثية عن طريق الحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار، من خلال تحديث قواعد
البيانات لحرفيي المهن اليدوية والتراثية وتطوير آليات تسويق المنتجات
والصناعات التقليدية، داخلياً عبر أسواق المهن اليدوية، وخارجياً من خلال
المشاركة في المعارض السياحية الدولية، بالإضافة إلى تأمين حاضنة للحرف
التراثية تستوعب الحرفيين التراثيين، وبما يشمل تقديم الدعم الفني لكل حرفة
من المهن التقليدية وتدريب القائمين عليها بشكل مستمر بالتنسيق مع وزارة
الصناعة والاتحاد العام للحرفيين، مع الإشارة إلى أن الوزارة تقوم بالتعاون
مع “يونيسكو” بتنظيم دورات تدريب لجميع الراغبين بتعلم مهارات للمهن
التقليدية المختلفة ضمن مشروع الحاضنة التراثية المتخصصة بالحرف التقليدية
والمهتمة بالمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، علماً أنه تمت إقامة عدة
دورات تدريبية متنوعة في هذا الإطار خلال العام الفائت في سوق المهن
اليدوية بدمشق.
سياحة داخلية
وأشار مارتيني إلى أن الوزارة تعمل على تشجيع منتج السياحة الداخلية، وذلك
عن طريق إقامة أنشطة وفعاليات ومهرجانات سياحية بالتعاون والتنسيق مع مختلف
الفعاليات المحلية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية والنوادي
الاجتماعية، بهدف تفعيل السياحة الداخلية وتشجيع السياحة المنخفضة التكاليف
التي تتناسب مع الدخل كمعارض: (دمشق الدولي، معرض الزهور، معرض ليالي قلعة
دمشق، ومهرجان بلودان السياحي ومهرجان الشام الدولي للجواد العربي ومهرجان
التراث السوري..)، كما تشمل الخطة أيضاً -حسب مارتيني- تفعيل وتطوير منتج
السياحة الدينية بما يلبي احتياجات الزوار المحليين والدوليين من خلال وضع
رؤى تهدف إلى تطوير محيط مزار السيدة زينب ومنطقتي معلولا وصيدنايا
وامتدادهما، ووضع خارطة لمواقع الزيارة الدينية لاستقطاب السياح من أسواقها
الرئيسة وتنفيذ عدد من المسارات السياحية الدينية مثل: (مسار القديس بولس،
والمسار الروحي من دير مار موسى الحبشي – معلولا – صيدنايا – دمشق)،
مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجنة للسياحة الدينية تضم في عضويتها أعضاء من
وزارات الأوقاف والسياحة والثقافة، بغية الوقوف على جميع الأمور المتعلقة
بالسياحة الدينية للخروج برؤية مشتركة لكل القضايا التي تتعلق بتطوير هذا
المنتج، وإمكانية تفعيل مسار قافلة الحج الشامي الذي يمتد في مدينة دمشق من
حي السنجقدار إلى منطقة القدم بحي الميدان، مع تطوير بعض المسارات
السياحية الثقافية بين وزارتي السياحة والثقافة والمديرية العامة للآثار
والمتاحف، حيث تم تشكيل لجنة مشتركة مهمتها إعداد مخططات للإدارة السياحية
للمواقع الأثرية الرئيسية ذات الأولوية، واقتراح فعاليات وأنشطة للقيام
بها، حيث تم البدء بدراسة متطلبات تأهيل مسارات الزيارة المقترحة في قلعة
دمشق (مسار الزيارة المتحفية الدائم المأجور والمسار المجاني) لتصبح جاهزة
لاستقبال الزوار، ودراسة مسار الزيارة القصيرة في قلعة صلاح الدين الأيوبي
في اللاذقية.
أسعار منافسة
وتضمّنت الخطة رفع مستوى الخدمات السياحية، من خلال مواكبة معايير الجودة
العالمية بأسعار منافسة وباستخدام أحدث الوسائل الرقابية والوقائية،
توازياً مع تجديد وتأهيل الفنادق المملوكة للدولة، والارتقاء بأنظمة
الإدارة والتشغيل للمستويات الدولية التنافسية، ووضع الدراسات اللازمة
لتنفيذ عدد من الحدائق والمتنزهات الوطنية بالمشاركة مع وزارة الزراعة
والجهات المعنية الأخرى، وتنفيذ متنزهات أنموذجية ذات تكاليف منخفضة
بالتعاون مع شركاء محليين.
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=134&id=178662