رغم أنّ أسوأ استثمار هو الاستثمار في الكتل الإسمنتية
خبير : لدينا المنازل الفارغة الأعلى عالمياً والسبب أن البعض يتعامل معه كادخار أو استثمار





سيرياستيبس :

بيّن الخبير في الاقتصاد الهندسي الدكتور محمد الجلالي  عن وجود ظاهرة غريبة ليست موجودة إلا في سورية وهي ظاهرة المنازل الفارغة، مشيراً إلى وجود الكثير من المنازل مبنية على الهيكل هناك عزوف عن استكمالها.

وقال: بمقارنة هذه الظاهرة مع الكثير من دول المنطقة وحتى مع دول العالم نجد أن نسبة المنازل الفارغة في سورية أعلى بكثير من هذه الدول، وهناك أسباب عديدة أدت إلى انتشار هذه الظاهرة وأبرز هذه الأسباب أن العقار أو المنزل أصبح شكلاً من أشكال الاستثمار نتيجة قلق الناس من الاستثمار في الزراعة والصناعة والتجارة.

وأضاف: الشائع بين الناس أن العقار لا يخسر لكن الحقيقة أن العقار يخسر لكن خسارته تكون أقل من الاستثمارات الأخرى وبالتالي هناك الكثير من الناس لجؤوا إلى الاستثمار بالعقار من أجل المحافظة على مدخراتهم وعلاج ذلك يكون من خلال تحسن البيئة الاستثمارية في سورية وبالتالي شعور المستثمرين بالثقة بالنظام المصرفي.

ورأى أن السبب الثاني هو التفاوت في الدخل والثروة بالمجتمع، موضحاً أنه عندما يكون العقار فارغاً فإن هذا الأمر يعني أن هناك شخصاً يمتلكه وليس بحاجة له وبالتالي نشاهد أن هناك شخصاً لديه خمسة منازل على سبيل المثال وليس بحاجة لها ويحتفظ بها من أجل بيعها في المستقبل، في حين نجد على المقلب الآخر أن هناك نسبة كبيرة من الناس بحاجة للسكن، كما أنه ومن الأسباب أيضاً وجود قسم كبير من هذه المنازل الفارغة مملوكة لسوريين موجودين في الخارج ويحتفظون بها عند العودة من أجل السكن بها.

ولفت إلى أن الإيجارات في سورية مرتفعة وهذا الأمر يتم تداوله بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي لكن كمؤشر عالمي عند مقارنة الإيجارات بتكاليف وسعر المنزل تعتبر أسعار الإيجارات في سورية من الأقل عالمياً، لافتاً إلى أن في الكثير من دول العالم أجرة مئة شهر كحد أقصى تساوي سعر المنزل أما في سورية فسعر المنزل يعادل نحو ألف شهر إيجار.

وبيّن الجلالي أن هذه النسبة العالية من المنازل الفارغة والكتل الإسمنتية الفارغة تعتبر كرأسمال معطل والمقدر بتريليونات الليرات السورية كان من الأجدى أن يتجه باتجاه الصناعة والزراعة والإنتاج، لافتاً إلى أن هذه الظاهرة بمنزلة تعطيل لموارد اقتصادية من ناحية وعدم استثمار الفرصة البديلة لهذه الأموال من ناحية أخرى، وقال: لو كان هناك سوق للأسهم قوية أو عائد من الاستثمار في مجالات أخرى لكان من المؤكد أن يقوم الشخص الذي يستثمر بالعقارات بوضع أمواله في أسهم أو سندات أو مجالات أخرى.

وأضاف: إن أسوأ استثمار هو الاستثمار في البيتون والحديد وزيادة الكتل الإسمنتية، فمن ناحية يكون الشخص الذي استثمر قد خسر الموارد الاقتصادية التي من الممكن أن تذهب لأماكن أخرى ومن ناحية أخرى من خلال زيادة الاستثمار بهذا المجال يقل الغطاء النباتي.

ولفت إلى أن ظاهرة الاستثمار في العقارات وزيادة هذه الظاهرة أصبحت واضحة للعيان وآثارها ليست من الآثار القليلة على مستوى الاقتصاد وعلى مستوى البيئة، والحلول لهذه الظاهرة يكون من خلال معالجة الأسباب من خلال تشجيع بيئة الاستثمار والتنظيم الأفضل للمدن ورفع مستوى دخل المواطن.

وعن أسعار مواد البناء بين الجلالي أن أسعارها كانت مستقرة خلال الشهرين الماضيين والسبب الاستقرار في سعر الصرف لكنها مقارنة بالدخل تعتبر مرتفعة، مبيناً أن سعر طن الحديد 3 ملايين والمتر المكعب من البيتون المجبول 200 ألف ليرة، وإن تكلفة المتر المربع من البناء على الهيكل اليوم بحدود 600 ألف.

وأكد أن تكاليف الإكساء تتزايد بشكل يومي والسبب صعوبات الاستيراد سواء الصعوبات الناتجة عن قيود داخلية أم عن قيود خارجية مثل مشاكل وارتفاع تكاليف الشحن من الخارج وهذه الأمور تؤدي بالمجمل إلى ارتفاع التكاليف حيث إن معظم مواد الإكساء مستوردة.

رامز محفوظ




المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=207&id=190050

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc