استاذ في البيتون المسلح : ومن الأخير ..
عدم السماح بتنفيذ المباني والمنشآت من قبل مقاولين لا يمتلكون سوى المال



 



سيرياستيبس :
سريعا ظهرت مخالفات البناء وتجاوز قواعد البناء لتطفو على السطح باعتبارها سببا لسقوط العديد من المباني وتصدع اخرى نتيجة الزلزال .. عضو في لجنة الكود السوري وأستاذ البيتون المسلح الدكتور عصام ملحم قدم   جملة من المقترحات يجب الأخذ بها لتجنيب البلاد كارثة أخرى في حال حصول زلزال آخر.
والخطوة الأولى تبدأ من إنهاء العمل، وعدم السماح بتنفيذ المباني والمنشآت من قبل مقاولين لا يمتلكون سوى المال.


وكذلك البدء من وضع مخططات تنظيمية للمدن، ليتسنى بناء ضواحي تتمتع بالمواصفات الهندسية، وإعادة تنظيم مناطق المخالفات، بأبنية حديثة سليمة، لأن جميع الأبنية في هذه المناطق لا تحقق الحد الأدنى من السلامة الإنشائية، وستنهار عند زلزال خفيف بشدته، ما يؤدي لسقوط الكثير من الضحايا.

ومن القضايا التي طرحها عضو الهيئة العليا للبحث العلمي – قطاع البناء والتشييد- (ملحم) منع تنفيذ المباني على الهيكل، وبقاؤها دون إنهاء واكساء لفترة زمنية طويلة، والتي تمتد أحياناً لمدة تتجاوز 10 سنوات، لأن هذه المباني تكون عرضة لتأثير العوامل الجوية من رطوبة وحرارة، وخاصة في المناطق الساحلية، حيث يتعرض فولاذ التسليح للصدأ، ويحدث تشققات في البيتون، وبالتالي لا بد من إصدار التشريعات اللازمة لإلزام المقاولين بتنفيذ البناء بشكل كامل.

من المسؤول عما حدث؟؟!
وكان الدكتور عصام ملحم كتب على صفحته :
للأسف الشديد قد وقع ما كنا نخشاه جميعا ، وحصل الزلزال الذي تسبب بدمار المئات من الأبنية, والآلاف من الضحايا..
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن اي مواطن سوري.. من المسؤول عما حدث.. وهل كان يمكننا تلافي ما حصل..
بداية كلنا يعلم أنه لا يوجد دولة في العالم تستطيع أن تمنع حدوث الزلزال.. ولكنها تستطيع التخفيف من آثاره التدميرية, وخفض عدد ضحاياه.
لكننا للاسف لم نتحضر بأي شكل من الأشكال لوقوع الزلزال ، بل ارتكبنا الكثير من الأخطاء.. الخصها بالنقاط التالية :
1- عدم قيام نقابات المهندسين بالدور الكافي للارتقاء بالعمل الهندسي وتفعيل دور المهندس المصمم والمشرف والاستشاري لتنفيذ منشأت اكثر امانا وجمالا.
2- عدم قيام مجالس البلديات ومهندسيها بدورهم بمراقبة تنفيذ الأبنية واستلامها بحيث تكون مطابقة للمخططات والمواصفات الفنية..
3- عدم إنهاء المخططات التنظيمية للمدن لتأمين السكن المريح والأمن.. مما دفع المواطنين لتنفيذ أبنية مخالفات لا تتمتع بالحد الأدنى من شروط السلامة..
4- جهل وشجع بعض المقاولين في ظل غياب اي نوع من انواع ضوابط التنفيذ. والذي دفعهم لتنفيذ مباني وابراج تفتقد لشروط السلامة .. مما أدى إلى انهيار بعضها ولم يمض على تنفيذه عدة سنوات.
5- عدم ضبط جودة مواد البناء قبل وأثناء تنفيذ المنشأت الهندسية.. مما أدى لانهيار وتصدع الكثير من المباني..
6- تنفيذ المنشأت على الهيكل وبقائها لسنوات عديدة دون انهائها مما يعرضها لظروف طبيعية تؤثر سلبا عليها.. وخاصة في المدن الساحلية.
7- عدم وضع الخطط وعدم الاستعداد الكافي لإدارة الكارثة من طواقم إنقاذ مدربة وأجهزة رفع الأنقاض والخبرات الهندسية لتقييم المباني المتصدعة.. ظنا بأن الزلزال لن يحصل.
أن ما حصل درس مؤلم يجب أن يدفعنا لاعادة النظر بطريقة تصاميمنا وتنفيذنا للمنشأت الهندسية حفاظا على أرواح الناس قبل كل شيء..
فمأساة حقيقية ان نبقى ننفذ منشأتنا بنفس العقلية والطريقة السابقة، والتي تفردنا بها وغير موجودة في أي دولة في العالم.
أم اننا بحاجة إلى زلزال أخر مركزه احدى المدن السورية لا قدر الله، من المحتمل ان لا يتأخر حدوثه، حتى نستفيق. لا اظن حينها ان ينفع استيقاظنا.. لان أغلبنا لن يكون موجودا..
السلامة لسوريا وشعبها..


 



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=207&id=194242

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc