دمشق- لينا عدره
صعوبات عديدة يواجهها السوريون الباحثون عن تأشيرات السفر، إلا أن الأطباء شكلوا حالة استثنائية، فقد استطاع عشرات الآلاف منهم الحصول على تأشيرات إلى بلدان مختلفة خلال سنوات الحرب، وتحديداً إلى ألمانيا، نظراً لتوفيرها آلاف الفرص أمامهم واستعدادها لتلقف كلّ الكوادر الشبابية الأكاديمية المقبلة عليها، وذلك وفق شروطٍ معينة، وفي مقدمتها التمكن من اللغة الألمانية، الأمر الذي دفع الراغبين بالسفر، وتحديداً من ذوي الاختصاصات الطبية، لتعلمها في المعاهد أو بطرق فردية أو بالاستعانة بأساتذة، سعياً منهم للهجرة إلى بلاد الفرص “ألمانيا”.
مدير أحد مراكز تعليم اللغة في دمشق أكد أن أعداد الراغبين بتعلم الألمانية بلغت أرقاماً قياسية، ولاسيما في السنوات الأخيرة، إلا أن طلاب الاختصاصات الطبية شكلوا ما يقارب 65% منهم، وخاصةً مع وجود برامج التعديل والقبول والتدريب في ألمانيا ما ساهم في ارتفاع العدد بشكل ملحوظ.
د. مهيار عبيد (اختصاصي أشعة) تحدث لـ “البعث”عن تجربته بتعلم اللغة الألمانية وعن الصعوبات الكبيرة التي واجهها خلال فترة تعلمه، وخاصةً مع غياب معاهد التعليم المتخصّصة، إلا أنه استطاع في النهاية تعلم اللغة من خلال المعاهد الخاصة أو باستكمال الدورات بشكل ذاتي وبالاستعانة باليوتيوب ومن ثم الانتقال بعد التخرج لاستكمال التسجيل في دورات تعليم اللغة الألمانية والمتابعة عند أحد أساتذة تعليم اللغة الألمانية، حيث استطاع الحصول على القبول في إحدى الجامعات.
وأضاف عبيد: لا تنتهي دراسة اللغة ولا تتوقف عند حدٍّ معيّن، حيث لابدّ من المتابعة لإتقان اللغة الطبية التي تشكل عائقاً كبيراً، وهذا ما دفع البعض للتوجّه لإنهاء المستوى B2 ومن ثم التفرغ لدراسة اللغة الطبية، بحيث يتمكّن من أخذ فكرة جيدة عن اللغة الألمانية عند وصوله إلى ألمانيا، والانتقال بعدها لمتابعة كورس طبي لفترة وجيزة، ثم متابعة “استاجات” في المشافي والتقدم لفحص اللغة الطبية والحصول على ترخيص عمل مؤقت، ريثما يخضع لفحص التعديل وأخذ الترخيص الدائم.
بالمحصلة.. توجّه الأطباء واندفاعهم نحو الهجرة إلى ألمانيا كان له الكثير من العواقب والانعكاسات السلبية على القطاع الصحي في سورية، والذي عانى ويعاني من نقص متزايد بأعداد الأطباء، لدرجة غابت فيها بعض الاختصاصات كاختصاص التخدير والأشعة والطب الشرعي وغيرها من الاختصاصات الحيوية، في وقت بات الأطباء السوريون يُشكلون النسب الأكبر من الأطباء الأجانب في بلدانٍ أوربية على رأسها ألمانيا، ليُشكلوا بذلك أقوى المجموعات الطبية فيها متفوقين على معظم الجنسيات الأخرى، بعد أن وصل عددهم وفق إحصائيات طبية في ألمانيا إلى أكثر من 5000 طبيب سوري ساهموا ونجحوا بإنقاذ نظام الرعاية الصحي الألماني الذي كان على وشك الانهيار، ليبقى السؤال الأهم بالنسبة لنا: كيف سننقذ نظامنا الصحي من عواقب وخيمة محتملة؟!
المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=137&id=194666