تفاوت مبيعات اللحوم تبعاً للأحياء.. وكثرة الذبائح ليست مقياساً للقوة الشرائية
11/04/2023



 

سيرياستيبس :

تشهد حركة البيع والذبح اليومي للحوم الحمراء في اللاذقية حركة مقبولة خلال رمضان، مقارنة بالأشهر الماضية، بالرغم من استغناء عدد كبير من العائلات عن شرائها، أو الاكتفاء منها بالقليل الذي يتناسب مع القوة الشرائية لشريحة واسعة من المواطنين .

البحث عن بديل
وأكد مواطنون   أن وجود اللحم على موائدهم لم يصل للنصف كيلو منذ بداية رمضان، مبينين أنهم اشتروا بالنصف أوقية لتضفي نكهة على الطعام لكي لا ينسوا طعمتها، وليزيّن لونها الأحمر تلك الوجبة، فيما أشار آخرون إلى أنهم استغنوا عنها نهائياً من بعد الزلزال فقد خسروا مصادر عيشهم وبيوتهم، لذلك هناك أمور أهم من اللحمة، فمتطلبات الحياة المعيشية في ظل ما يعيشونه باتت مرهقة ومتعبة على أصحاب الدخل المحدود، وقال آخرون نستعيض عن اللحوم سواء اللحمة الحمراء أو الفروج بمادة غذائية أخرى اسمها فول الصويا، فيها بروتينات نباتية تعوض قليلاً لكنها لا تعطي فائدة اللحوم الغنية بالبروتينات والمعادن.

البيع قليل
وهذا الحال لم يطل فقط المواطنين بل انعكس على أصحاب محال بيع اللحوم، فقد أكد البعض منهم أن الإقبال مقبول مقارنة مع ما قبل شهر رمضان، لكنه لا يقارن مع رمضان العام الماضي من حيث القوة الشرائية، على الرغم من أن البيع لم يتوقف لو بكميات قليلة باستثناء حالات قليلة لميسورين يشترون بشكل يومي، وأشار آخرون إلى أن حركة البيع متفاوتة ما بين حي وآخر ضمن المدن الأربع وكذلك في الأرياف، فهناك ضعف بالقوة الشرائية وليس زيادة الذبح اليومي عن شهر رمضان الماضي دليل زيادة بالبيع، فبحسبة بسيطة نرى المبيع الآن أقل، فقد كان سعر كيلو غرام لحم الغنم ٣٠ – ٣٥، و سعر لحم العجل ٢٥- ٢٨ في شهر رمضان العام الماضي وعدد الذبائح اليومي كان ١٠٠ رأس غنم و ٥٠ رأس عجل، الآن سعر لحم الغنم ما بين ٨٠ – ٩٠، ولحم العجل ما بين ٦٥ – ٧٠ والذبح اليومي ١٢٠ رأس غنم و ٧٠ رأس عجل، هذا الغلاء وزيادة الأسعار للضعف مع بقاء الكتلة المالية لأصحاب الدخل المحدود كما هي، أعجزت المواطن على الشراء ما أضعف حركة البيع لدى البائع، فيما صرح البعض أن هذا الغلاء لا يسر مربي المواشي ولا يساعدهم على الاستمرار في التربية، لأنه أيضاً أثقل كاهلهم من غلاء أسعار الأعلاف والمحروقات، فهذه الأسعار غير مناسبة للجميع لا للمواطن ولا للمربي ولا للبائع، أما الميسورون فهذا الغلاء وغيره لا يؤثر عليهم.

مقبولة نسبياً
من جانبه، صرح رئيس جمعية اللحامين في اللاذقية عبد الله خديجة أن الإقبال على شراء اللحوم في رمضان أكثر من الشهر الماضي، ويعتبر مقبولاً بالنسبة للقوة الشرائية،  مبيناً أنه بناء على الذبح اليومي في المسلخ البلدي يوجد زيادة ٢٠ % عن الذبح العام الماضي في شهر رمضان، حيث كان يتم ذبح ١٠٠ رأس غنم يومياً والآن ما بين ١٢٠ – ١٣٠ رأساً، والعام الماضي تم ذبح ٥٠ رأس عجل يومياً والآن ما بين ٦٠- ٧٠ رأساً.

وأشار خديجة إلى أن المواطن لجأ إلى شراء اللحوم الحمراء لو بكمية قليلة لأنها أرخص من الفروج والسمك، فمثلاً سعر كيلو سودة الدجاج ٣٥ ألفاً بينما  كيلو  سودة الغنم ٣٠ ألفاً، وسعر فخذ الدجاج ١٢ ألف ليرة بينما أوقية لحم العجل ١٤ ألفاً وأوقية لحم الغنم ١٨ ألفاً وهي أدسم، وسعر أقل فروج مذبوح حالياً ما بين ٤٠ و ٥٠ ألف ليرة، وسعر أقل نوع سمك ٣٠ ألف ليرة،  فغلاء أسعار اللحوم الأخرى هو ما حافظ على موضوع شراء اللحوم الحمراء ولو بنسب متفاوتة بين المواطنين.

أما عن سبب غلاء أسعار اللحوم للضعف، فبيّن خديجة أن هناك جملة من الأسباب وراء ارتفاع سعر اللحوم، منها ارتفاع أسعار الأعلاف، ما جعل الكثير من مربي المواشي يعزفون عن عملية تربية الماشية، وبالتالي أصبح هناك تراجع بالثروة الحيوانية، وأيضاً اعتماد اللحامين في المحافظة على شراء الأغنام والعجول من حماة بسبب عدم وجود سوق للمواشي في اللاذقية، الأمر يساهم في رفع الأسعار، لأن تكلفة نقل رأس واحد  ٥٠ ألف ليرة، إضافة إلى
الضريبة المالية التي قد تصل إلى مليون ليرة سنوياً على محال بيع اللحوم، والتكاليف الأخرى المترتبة على اللحامين لحفظ اللحوم،  وهي ارتفاع أسعار المحروقات اللازمة لتشغيل مولدات الكهرباء الضرورية لتشغيل البرادات التي تحفظ فيها اللحوم.
وبرأي خديجة، ما يساعد  على انخفاض أسعار اللحوم هو انخفاض أسعار الأعلاف، ما سيشجع الكثيرين للعودة لتربية الماشية، وبالتالي سينعكس بشكل إيجابي على توافر الثروة الحيوانية، ما سيؤدي إلى زيادة العرض وبالتالي انخفاض أسعار اللحوم.



المصدر:
http://mail.syriasteps.com/index.php?d=128&id=194803

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc