سيرياستيبس :
دخل سوق بيع وشراء وآجار العقارات بقوة على سوق وبيئة الانترنت ومواقع التواصل والتطبيقات الذكية، فلا يلزم الراغب في الشراء أو الإيجار أكثر من الدخول إلى واحدة من عشرات الصفحات على موقع فيس بوك، أو أحد (غروبات) العقارات على برنامج تلغرام ليحصل على طلبه الذي ربما يكون معروضاً أساساً، أو أن يطلب المواصفات التي يريدها فيحضر العقار أمامه بالصور خلال دقائق.
في ظل ما سبق، أين أصبح دور المكاتب العقارية؟ وهل سيبقى لها دور أساساً؟
بعض أصحاب المنازل المعروضة للبيع على صفحات التواصل الاجتماعي عزوا تراجع عمل المكاتب العقارية، إلى سهولة وسرعة انتشار مواصفات العقار المعروض للبيع عبر التطبيقات الالكترونية، إضافة للانتقائية في الاختيار، حيث يجد المشتري نفسه ضمن عروض متاحة يستطيع اختيار المناسب منها بأقل جهد ووقت، دون اضطراره لمشاهدة عروض لا يرغب فيها، فيكفي أن يسجل طلبه وفق شروط يحددها هو فيما يتعلق بالمساحة والموقع والسعر، فتعرض أمامه خيارات محددة.
وقال صاحب مكتب «الغدير» العقاري أن عملهم وفق آلية البيع الإلكتروني له شق إيجابي يتمثل بحجم المرابح، إلا أن جهل التسويق وعدم اتباع أساليبه الصحيحة يفقد عملهم بعض المصداقية، ما يوجب الجمع بين عمل سمسار العقارات من جهة والتسويق عبر الانترنت من جهة أخرى.
وفي الشق الآخر أبدى بعض أصحاب المكاتب العقارية تخوفهم من تراجع عمل البيع التقليدي أمام البيع عبر الانترنت والذي حقق نتائج متقدمة قد تؤدي لاندثار عملهم، موضحين أنهم باتوا يلجؤون لاتباع أساليب البيع الإلكتروني بطرق مختلفة، عبر الترويج لمكاتبهم بصفحات «الفيس بوك» أو بتصميم مواقع خاصة، مطالبين بوجود تطبيقات على الهواتف الذكية يتم ربطها مع المكاتب المرخصة بأجر محسوب وبنسب بيع بينهم وبين الجهة المسؤولة عن هذا التطبيق.
الخبير الهندسي الدكتور محمد الجلالي أوضح أن التسويق العقاري عبر الانترنت لم يؤثر في عمل المكاتب، ففعلياً معظم المكاتب العقارية اليوم تتجه بشكل أو بآخر للتسويق عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي لخدمة عملها، فسابقاً كان الزبون يزور المكاتب أما اليوم يستطيع تصفح مضمونه عبر صفحته الخاصة.
وأشار الجلالي إلى أن الثورة التكنولوجية هي فرصة وتحدٍ في الوقت ذاته لكامل القطاعات لتواكب مثيلاتها وتطور ذاتها بما يخدم مساعيها الربحية، فهي تحدٍ لمن لا يقبل تجديد نفسه، وفرصة لتطوير الذات، مبيناً أن المكتب اليوم يمكنه استغلال هذه التقنية بقطع شوط كبير بالوصول للزبون، واستكمال باقي إجراءات البيع بتتبع الملف قانونياً وإدارياً.
وأوضح الجلالي أن هذه العملية لا تؤثر في حركة البيع، بل هي تسهل العملية وتوفر وقتاً وجهداً على الزبون وتحيطه بخيارات واسعة وانتقائية في الوقت ذاته، فعبر هذه التطبيقات يستطيع الزبون حصر العروض وبعدها انتقاء الخيار المناسب له.
من جهتها اكتفت وزارة الاتصالات عبر الهيئة الناظمة للاتصالات بما ورد ضمن مؤتمرها التقني الذي عقدته منذ فترة وما صرحت به عن نيتها بإصدار تطبيقات جديدة من دون تحديد أنواعها أو مجالاتها، ما دفعنا للسؤال عن حصة تطبيقات السوق العقارية ضمنها، لكن المكتب الصحفي في الهيئة الناظمة للاتصالات أكد أنها معلومات سرية لا يجوز البوح بها، طالباً أن نكتفي بما تمت الإشارة إليه من قبلهم حول هذه التطبيقات.
الوطن